أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تفعل كل ما بوسعها من أجل غزة وستواصل ذلك، في خطاب ألقاه، الاثنين، عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة وقبل لقائه المتوقع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أنقرة غدا الثلاثاء.
وأشار أردوغان أنه بات واضحا مَن فتح الطريق للمجزرة الإسرائيلية المستمرة في غزة، ومَن دعمها ومن بقي متفرجا وحتى من فرح بها، ولفت إلى أن تركيا سعت لدعم سكان غزة عبر المبادرات الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية.
وأضاف أن “تركيا تفعل ما بوسعها من أجل غزة وفلسطين وستواصل ذلك، إلا أن حل المشكلة يعتمد على تأسيس وحدة تفاهم فعّالة وحازمة على المستوى الدولي”.
وشدد الرئيس التركي على أن “هناك حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى ليكون العالم الإسلامي جسدا واحدا تماما مثل لبنات جدار”.
وأردف “لا داعي لشرح كيف أصيبت المؤسسات الدولية التي كان من المفترض أن تمنع هذه الوحشية بالشلل، وكيف تم قمع حتى الذين أرادوا فقط الإعلان عن الوحشية، وكيف بات طغيان الصهيوفاشية (الصهيونية الفاشية) لا محدودا”.
وأوضح أن “أول بناء استيطاني يهودي يتم تشييده في غزة سيكون وحده كافيا لإظهار أن سبب هذه الوحشية ليس سوى السرقة والانحطاط الأخلاقي وانعدام الشرف”، مؤكدا أن مستقبل أي دولة أو شعب يضفي الشرعية على السلب الممنهج للأراضي الفلسطينية المستمر منذ الحرب العالمية الثانية لن يكون في أمان.
واستطرد “عندما تطبق عليهم غدا أعمال القتل والسرقة التي هي مألوفة لدى الفلسطينيين اليوم، فلن يكون لهذه الدول والشعوب وجه لطلب المساعدة من أحد”.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تركيا غدا الثلاثاء تلبية لدعوة من أردوغان، وفق ما أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أمس الأحد.
وقال الوزير التركي في ختام المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا (جنوب) إن “الرئيس أردوغان دعا عباس إلى تركيا لمناقشة الوضع في فلسطين والحرب المستمرة، وللاطلاع على المحادثات” التي تجريها السلطة الفلسطينية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والفصائل الفلسطينية الأخرى.
كما قال مصدر دبلوماسي تركي، اليوم الاثنين، إن من المقرر أن يبحث الطرفان في أنقرة أحدث التطورات في غزة، وكذلك الوضع في الضفة الغربية.
وأضاف أن تركيا تقدم مساعدات إنسانية على نطاق واسع إلى غزة بالتنسيق مع مصر منذ بداية الهجمات الإسرائيلية، ولهذا سيتم بحث مناقشة عمليات المساعدات الإنسانية خلال اجتماع أردوغان مع عباس.
من جهته، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن الرئيسين يعتزمان مناقشة المفاوضات الجارية بشأن الحرب في قطاع غزة المحاصر.
ويعتبر أردوغان من أشد منتقدي سياسة إسرائيل تجاه فلسطين ويرفض تصنيف حماس كمنظمة إرهابية، بعكس ما تفعله الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
ودعت تركيا، التي دعمت إجراءات محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، مرارا إلى وقف إطلاق النار، لكن ليست لأنقرة مشاركة مباشرة في محادثات الهدنة.