أوكرانيا تحصي خسائرها جراء الضربات الروسية وتشدد المراقبة على حدود بيلاروسيا
كشفت أوكرانيا -اليوم الثلاثاء- عن حصيلة ثقيلة للضربات الصاروخية الروسية التي تستهدف بنيتها التحتية لليوم الثاني على التوالي، في حين تحدثت موسكو عن قصف أوكراني استهدف محطة للكهرباء في بلدة حدودية.
وبعد يوم من الضربات الصاروخية غير المسبوقة التي شملت مناطق واسعة في أوكرانيا بما فيها العاصمة كييف ردا على تفجير جسر كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الروسي، شنت القوات الروسية اليوم هجمات بدا أنها أقل كثافة بواسطة الصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف أوكرانية.
واستهدف القصف الروسي اليوم مناطق لفيف (غرب) وضواحي كييف (شمال) وزاباروجيا (جنوب شرق) ودنيبرو (وسط) وفي وقت دوت صافرات الإنذار بالعاصمة ومناطق أخرى، تحدثت وسائل إعلام أوكرانية عن سقوط 20 صاروخا روسيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم استمرار قواتها، لليوم الثاني على التوالي، في استهداف منشآت البنية التحتية العسكرية وأنظمة الطاقة الكهربائية في أوكرانيا باستخدام صواريخ عالية الدقة.
وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن هجمات القوات المسلحة حققت كل الأهداف، ودمرت جميع المواقع المحددة.
في المقابل، قال الجيش الأوكراني إن روسيا تواصل هجومها بصواريخ إستراتيجية عالية الدقة تطلق من بحر قزوين، وإن دفاعاته أسقطت 14 منها، في حين ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أنه تم إسقاط طائرة مسيرة إيرانية الصنع في سماء العاصمة كييف.
وتحدثت السلطات في زاباروجيا عن مقتل 7 أشخاص وإصابة العشرات، جراء ضربات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت أحياء سكنية.
وفي دنيبرو، قال حاكم المقاطعة إن الجيش الروسي استهدف مدنا وبلدات في الجهة الجنوبية بمختلف أنواع الأسلحة.
ومقابل القصف الروسي المستمر، أعلن مسؤول روسي بمنطقة بلغورود المحاذية لأوكرانيا أن ضربة أوكرانية تسببت اليوم في انقطاع التيار الكهربائي عن نحو ألفيْ شخص.
كما أعلنت سلطات مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) عن تضرر محولات المحطة الفرعية للطاقة الكهربائية جراء القصف الأوكراني مما أدى لانقطاع الكهرباء عن نحو 8 آلاف من السكان المحليين.
أضرار كبيرة
ووفقا للسلطات الأوكرانية، فقد أسفر القصف الروسي خلال يومين عن مقتل 26 شخصا وإصابة أكثر من 100، وسقط بعض القتلى في كييف التي استُهدفت مجددا للمرة الأولى منذ شهور.
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية ألكسندر شتوبون اليوم إن البنية التحتية تضررت في أكثر من 300 مدينة جراء القصف الذي استهدف مدنا عدة يوم أمس.
وأكد حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك (وسط أوكرانيا) فالنتين ريزنيتشينكو حدوث دمار جسيم جراء القصف الروسي على المنطقة، مشيرا لتضرر منشآت الطاقة.
وقد أصابت الصواريخ الروسية أمس 15 من عواصم المقاطعات الأوكرانية، وتسببت في انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه وتضرر محطات القطارات والطرق.
وبسبب استهداف محطات الطاقة، دعت السلطات الأوكرانية المواطنين لترشيد الاستهلاك.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إن قواتها قصفت أمس مواقع عسكرية في أكثر من 150 منطقة، ودمرت قاعدتين لتخزين الوقود المخصص للقوات الأوكرانية، إلى جانب تدمير مستودع من صواريخ أنظمة “هيمارس” في مقاطعة دونيتسك.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن القصف رد على تفجير جسر كيرتش السبت الماضي، وهدد بضربات أقوى في حال نفذت أوكرانيا هجمات أخرى تهدد أمن روسيا.
توتر مع بيلاروسيا
في هذه الأثناء، قال جهاز الاستخبارات الأوكراني اليوم إن القوات الروسية نقلت طائرات مسيرة إيرانية الصنع إلى الأراضي البيلاروسية.
وتزامن ذلك مع تأكيد قائد المنطقة الشمالية بالجيش الأوكراني الجنرال سيرهي نايف تكثيف القوات المسلحة عمليات الاستطلاع ومراقبة الحدود، خشية هجوم محتمل من بيلاروسيا.
يذكر أن الاستخبارات الأوكرانية تقول إن بيلاروسيا تزود الجيش الروسي بالوسائل المادية والتقنية والذخيرة من مستودعاتها.
تبادل الأسرى
على صعيد آخر، أعلن مدير مكتب الرئيس الأوكراني أن بلاده أجرت عملية تبادل للأسرى تمكنت خلالها من تحرير 32 من جنودها وإعادة جثة إسرائيلي قاتل إلى جانب القوات المسلحة.
وفي تطور منفصل، أعلنت كييف اليوم العثور على جثث مدفونة لعشرات المدنيين في مدينتي ليمان و سفاتوهوريسك اللتين كانت قواتها قد استعادتها مؤخرا من القوات الروسية بمنطقة دونيتسك.
وكانت أوكرانيا أعلنت مؤخرا أنها عثرت على نحو 500 جثة عقب استعادتها مدينة إيزيوم بمحافظة خاركيف (شمال شرق) من القوات الروسية.