في مواجهة التهديد الجديد المتمثل في أسراب الطائرات المسيرة الانتحارية التي تضرب المراكز الحضرية الأوكرانية يوميًا، طلبت كييف مساعدة حلفائها، لكنها أيضا حشدت ما بوسعها من وسائل خاصة للتصدي لهذا التهديد.
وحسب تقرير صحيفة لوموند Le Monde الفرنسية فإن حملة الرعب التي تشنها روسيا منذ 10 أيام ضد المدن الأوكرانية صعقت الأوروبيين، فهبوا للنجدة بما أمكن من مضادات للطائرات.
وذكر مراسل الصحيفة الخاص بالعاصمة الأوكرانية إيمانويل غريزبان أن بعض هذه الأسلحة، وبالذات المركبات الألمانية المضادة للطائرات فلاكبانزير جبارد Flakpanzer Gepard، استخدمت بالفعل في تدمير بعض هذه المسيرات الانتحارية.
لكن بالنسبة للجيش الأوكراني، تظل المساهمة الغربية فيما يتعلق بالدفاع الصاروخي هامشية في ظل اتساع أوكرانيا كبلد وطول حدودها مع روسيا (2500 كيلومتر).
وتعليقا على ذلك، نقل المراسل عن نائب قائد القوات المسلحة الأوكرانية السابق إيهور رومانينكو قوله “كنا سننتصر في هذه الحرب في غضون بضعة أشهر لو كان حلفاؤنا قدموا لنا مساعدات ضخمة وسريعة”.
ويرى العقيد والمستشار العسكري لوزارة الدفاع الأوكرانية أوليه جدانوف أن أهم انتصار حققته بلاده ضد موسكو هو تحييد قوة روسيا الجوية في وقت مبكر من الحرب، وأن ما تحتاجه كييف الآن بشكل ملح هو أنظمة دفاع جوي يمكنها التصدي للطائرات المسيرة.
ووعيا منهم لهذا الخطر الجديد، صمم عدد من المبرمجين الأوكرانيين تطبيقًا لنظام أندرويد Android أطلقوا عليه “إي بي بي أو” (ePPO) وهي اختصار لـ “الدفاع المضاد للطائرات” يسمح للسكان، منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الحالي، بالإبلاغ في الوقت الفعلي عن المسيرات التي تعبر من فوق مناطقهم.
وقال المراسل إن هؤلاء المبرمجين استغلوا بطء هذه الطائرات الانتحارية (200 كيلومتر/ساعة) وضوضاء المحرك، الأمر الذي جعل من السهل رصدها لأنها تطير أيضا على ارتفاع منخفض.
وقال المبرمجون لمن ينزلون التطبيق: ما عليكم إلا أن توجهوا هواتفكم باتجاه الضوضاء، والنقر فوق الزر لنقل إحداثيات الخطر على الجهات العسكرية المسؤولة.
وقد نزل حتى 100 ألف شخص تطبيق “إي بي بي أو” الذي يمكنه كذلك الإبلاغ عن الطائرات والمروحيات والصواريخ والانفجارات الأخرى.
وإدراكًا من الجيش الروسي لهذه الثغرة الأمنية، قللوا من الاستخدام التكتيكي لهذه الطائرات المسيرة، وفقا لما صرح لصحيفة لوموند أولكسندر فيلتشاكوف المدعي العام لمنطقة خاركيف قائلا “من الآن فصاعدًا، تحلق هذه المسيرات على الطرق الرئيسية صباحا ساعة الذروة، حتى يختلط ضجيجها بضجيج السيارات”.