أوكرانيا تفاجئ الروس بجبهة جديدة والناتو يعلن موقفه من طلب زيلينسكي
أعلن الجيش الأوكراني -اليوم الأحد- أنه بدأ التقدم نحو مدينة جديدة شرقي البلاد، لاستعادة السيطرة على ما تعرف بـ”مدن المثلث”، في حين أعلن حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) موقفه المبدئي من طلب كييف الانضمام للحلف.
وقال رئيس الإدارة الإقليمية في لوغانسك، سيرغي هايداي، إن من المحتمل أن تتوجه القوات الأوكرانية لاستعادة مدينة كريمينا (شرقي أوكرانيا) من أيدي القوات الروسية، مضيفا أن تلك الخطوة ستكون الثانية بعد السيطرة على مدينة ليمان الإستراتيجية، بدونيتسك، أمس السبت.
وبعيد إعلانها السيطرة الكاملة على مدينة ليمان الإستراتيجية، أكدت كييف أن قواتها بدأت الزحف نحو كريمينا، بهدف استعادة السيطرة على ما تعرف بـ”مدن المثلث”، وهي سيفيرودونيتسك، وليستشانسك، وروبيجني، أهم مدن مقاطعة لوغانسك.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعادة السيطرة على مدينة ليمان بشكل كامل، مؤكدا أن مزيدا من الأعلام الأوكرانية سترفرف في إقليم دونباس (يضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك) في غضون أسبوع، علما بأن المدينة تكتسب أهمية إستراتيجية لكونها مركز تقاطع مهما للسكك الحديد شرقي أوكرانيا.
تطورات ميدانية
وفي تطورات ميدانية أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قتالا نشب في منطقة ميكولايف بالقرب من بلدة أندريفكا في منطقة خيرسون، مضيفة أن أكثر من 240 جنديا أوكرانيا قتلوا وأنه تم تدمير 31 دبابة.
وأضافت الوزارة أنها دمرت 7 مستودعات أسلحة وذخائر للقوات الأوكرانية خلال قصف استهدف مواقع الجيش الأوكراني في كل من خيرسون وخاركيف وزاباروجيا ودونيتسك وميكولايف.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية تحاول شن عمليات هجومية متزامنة على محاور ميكولايف، وأندرييف، وكريفي ريه.
كما نشرت مواقع تابعة للقوات الانفصالية الموالية لروسيا صورا قالت إنها للقوات الروسية في أثناء استهدافها البنية التحتية التابعة للقوات الأوكرانية في محور خيرسون.
وتظهر الصور انفجارات -لما قالت تلك المواقع إنها- مستودعات أسلحة وذخائر تابعة للقوات الأوكرانية.
في المقابل، أعلن جهاز الأمن الأوكراني سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في قصف روسي على أحياء سكنية بمنطقة ميكولايف. ووثقت الشرطة الأوكرانية في المدينة أضرارا لحقت بأكثر من 20 مبنى سكنيا، وعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة.
موقف الناتو
في غضون ذلك، قال الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، إن أي قرار بشأن انضمام أوكرانيا للحلف يجب أن يحظى بموافقة جميع الدول الأعضاء، محذرا من أن “أي هجوم متعمد على البنى التحتية للدول الأعضاء في الناتو سيقابل برد حازم وموحد”.
ورأى ستولتنبرغ أن الوسيلة الأفضل للرد على ضم روسيا للمناطق الأوكرانية هي مواصلة دعم أوكرانيا، مشيرا إلى أن إقدام روسيا على استخدام الأسلحة النووية ستترتب عليه عواقب وخيمة على موسكو. كما وصف تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن استخدام الأسلحة النووية بـ”الخطيرة والمتهورة”.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل يومين أن بلاده اتخذت ما وصفها بالخطوة الحاسمة، بالتوقيع على طلب الانضمام السريع إلى حلف الناتو، وذلك ردا على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم مناطق لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانية إلى بلاده، وسط رفض دولي واسع.
دعم عسكري ألماني
في سياق متصل، أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينا لامبرشت توريد 16 مدفع “هاوتزر” من إنتاج سلوفاكي لأوكرانيا العام القادم، بقيمة 92 مليون دولار.
وصرحت لامبرشت -اليوم الأحد- للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني “إيه آر دي” (ARD) بأن المدافع من طراز “زوزانا” يتم إنتاجها في سلوفاكيا ويتم تمويلها بالتعاون بين الدانمارك والنرويج وألمانيا.
وجاءت هذه التصريحات بعد عودة وزيرة الدفاع الألمانية اليوم من أول زيارة لها لأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
يشار إلى أن مدافع هاوتزر من طراز “زوزانا” هو المنتج الرئيسي لصناعة الدفاع السلوفاكية، وهو نظام الأسلحة الثقيلة الوحيد الذي يتم إنتاجه في سلوفاكيا.
وتعهدت الوزيرة الألمانية خلال الزيارة -أمس السبت- لنظيرها الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بأن بلادها ستسلم أول وحدة من أحدث أنظمة الدفاع الجوي المعلن عنها بالفعل “إيريس- تي إس إل إم” لأوكرانيا في غضون أيام قليلة.
ويشار إلى أن لامبرشت اضطرت للاحتماء مرتين في المخابئ خلال زيارتها التي استغرقت يوما واحدا في أوديسا، على إثر دوي صفارات أجهزة الإنذار من الغارات الجوية وخطر الصواريخ والطائرات بدون طيار.