أوكرانيا.. قصف ومعارك ضارية في الجنوب والشرق وزيلينسكي يشيد بفعالية المدفعية المقدمة من الغرب
أعلنت كييف أن قواتها تتقدم على الجبهة الجنوبية لا سيما في منطقتي خيرسون وزاباروجيا، وفي حين تواصل القوات الروسية التقدم في إقليم دونباس (شرق)، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أنظمة المدفعية المقدمة من الغرب بدأت تعمل بفعالية.
وقال الجيش الأوكراني إن قواته قصفت مراكز للقوات الروسية، وقتلت 38 جنديا روسيًّا، ودمرت 3 مستودعات للذخيرة الروسية في ميكولايف بالإضافة إلى مستودع للوقود في خيرسون.
وفي الجنوب أيضا، قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية قصفت اليوم الخميس جزيرة الأفعى على البحر الأسود، التي كان قد أعلن استعادتها قبل أيام، مما ألحق أضرارًا كبيرة برصيف الجزيرة.
وكشف الجيش الأوكراني أن روسيا عززت أسطولها في البحر الأسود بـ5 حاملات صواريخ وغواصتين وسفينة هجومية برمائية واحدة.
وفي مقاطعة ميكولايف (جنوبي أوكرانيا)، أفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجار صباح الخميس، ولم تعلق السلطات حتى الآن على الموقع المستهدف، أو ما إذا كانت هنالك خسائر.
تقدم روسي في الشرق
وفي الأثناء، تواصل القوات الروسية مع الانفصاليين الموالين لها تقدمها في إقليم دونباس (لوغانسك ودونيتسك) بشرق أوكرانيا وسط معارك ضارية مع القوات الأوكرانية.
وقال الحاكم الأوكراني لمقاطعة لوغانسك سيرغي غايداي إن قتالا يدور حاليا في القرى المحيطة بليسيتشانسك، مؤكدا سيطرة القوات الروسية على بعض منها.
يأتي هذا في حين تدور المعارك بين الجانبين في المحور الشرقي لمدينة باخموت والمحور الشمالي الغربي لمدينة سلوفيانسك، وتقع هاتان المدينتان في مقاطعة دونيتسك.
وأضاف غايداي أن القوات الروسية تسعى للسيطرة على المحاور الثلاثة لمدينة دونيتسك بعد بسط سيطرتها على مقاطعة لوغانسك.
من جانبه، حث الحاكم الأوكراني لمقاطعة دونيتسك بافلو كيريلينكو المدنيين على الفرار بسبب القصف الروسي العنيف على المدن والبلدات الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.
وقال كيريلينكو على تليغرام “لقد حولت روسيا منطقة دونيتسك بأكملها إلى نقطة ساخنة خطيرة للمدنيين أيضا، لذلك أدعو الجميع إلى إخلاء منازلهم وإنقاذ أرواحهم”.
وفي سلوفيانسك، أحد الأهداف الرئيسة لموسكو في دونيتسك، قال رئيس البلدية فاديم لياخ إن الحافلات والقطارات جاهزة لنقل المدنيين إلى غرب البلاد.
وتحول تركيز القتال إلى منطقة دونيتسك في دونباس عقب انسحاب الجيش الأوكراني إلى حد كبير من لوغانسك المجاورة، بعد أن سيطرت القوات الروسية على مدينة ليسيتشانسك الأحد الماضي.
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، ذكر الجيش الأوكراني أنه صدّ هجمات روسية بالقرب من ليسيتشانسك، وألحق خسائر كبيرة بالعدو. ولم يتسنّ التحقق من المعلومات بشكل مستقل.
أسلحة فعالة
سياسيا، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن المدفعية التي تسلمتها بلاده من الغرب بدأت تعمل بفاعلية، وتوقع زيلينسكي أن تتكبد القوات الروسية مزيدا من الخسائر جراء هذه الأسلحة.
وأضاف أن “القوات الأوكرانية بدأت تلمس الفعالية العالية للمدفعية التي حصلنا عليها من شركائنا الغربيين، دقتها هي تمامًا ما أردناه منها”، مشددا على أن الجيش الأوكراني استخدم تلك الأسلحة في توجيه ضربات نوعية على مستودعات ذخيرة وعدد من المواقع المهمة للقدرات اللوجستية للجيش الروسي.
وتشهد المنطقة الحدودية الفاصلة بين أوكرانيا وبيلاروسيا هدوءًا حذرًا بعد التوتر الذي ساد الأجواء إثر بدء بيلاروسيا مناورات عسكرية عند الحدود مع أوكرانيا بمشاركة 7 كتائب قتالية، وفق رصد استخبارات الدفاع الأوكرانية.
ووفقا لمراسل الجزيرة، تعمل القوات الأوكرانية على تعزيز مواقعها الدفاعية على الحدود تحسبا لأي محاولة للتقدم من الجانب البيلاروسي.
تطوير النقاش
من جانبه، قال مسؤول أميركي اليوم الخميس إن بلاده تعتقد أن اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين في بالي سيساعد في دفع النقاشات حول أوكرانيا إلى الأمام على الرغم من مشاركة روسيا.
ويصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الجزيرة الإندونيسية الخميس للمشاركة في الاجتماع، لكنه لن يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف، وفق وزارة الخارجية.
وقال مسؤول أميركي إنه يتوقع أن تتفق “جميع دول مجموعة العشرين تقريبًا” على مبادرات لمعالجة انعدام الأمن الغذائي العالمي وتقلّب أسعار الطاقة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأقرّ المصدر ذاته بأنه لن يكون من الممكن إصدار بيان مشترك للمجموعة بشأن أوكرانيا بسبب مشاركة روسيا في الاجتماع.
ودعت إندونيسيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي ستُعقد في بالي في نوفمبر/تشرين الثاني، على الرغم من الضغوط الغربية وخصوصًا الأميركية لعزله. وكحل وسط، دعت إندونيسيا أيضًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.