أعلن المطرب المصري هاني شاكر (نقيب المهن الموسيقية) استقالته من منصبه بصورة لا رجعة فيها.
وفي مداخلة هاتفية أمس عبر برنامج “الحكاية” للمذيع عمرو أديب، عبر شاكر عن حزنه الشديد وصدمته فيما حدث باجتماع نقابة المهن الموسيقية اليوم لأنه اعتاد “احترام الصغير قبل الكبير” ويتوقع “تبادل الاحترام” وأن يكون هناك تقدير لوجوده خاصة وأنه يحب الجميع.
وتابع أنه نتيجة لظروفه تم اتخاذ قرار لحل أزمة المطرب حسن شاكوش بأن يحصل على “كارنيه” مزاولة الغناء قبل مؤتمر الاعتذار الذي أقيم أمس. ومن ثم قدم شاكوش اعتذاره للنقابة وللنقيب والجمهور في كل مكان، ولشعبة الإيقاع، وانتهى المؤتمر ولكنه فوجئ بعدها بمشادة كلامية عنيفة.
وأضاف شاكر أنه قرر أن يعلن من خلال البرنامج استقالته وقال “أعلن استقالتي بعد رحلة في نقابة المهن الموسيقية وجلوسي على الكرسي الذي يتشرف به كل فنان، وأشكر الجمعية العمومية على ثقتها والمجلس المحترم، وأتمنى أن يكون النقيب المقبل أفضل مني ويقدم إنجازات أفضل مني، وأهيب بالجمعية العمومية اختيار الأفضل” وختم حديثه بأن هذا القرار نهائي لا رجعة فيه.
اعتذارات متكررة لشاكوش
وخلال الحلقة تحدث شاكوش -الذي حل ضيفا على البرنامج- وقال إنه بهذا القرار فقدت النقابة قيمة وقامة كبيرة ليس في مصر فقط ولكن في الوطن العربي، وأن الفنان هاني شاكر كان مشغولا سواء بمتابعة حالته الصحية، وأيضا إحياء حفلات في السعودية ولبنان، وفضل ألا يعطل شاكوش عن الأعمال التي كان قد تعاقد عليها فطلب أن يتم منحه تصريح مزاولة الغناء، ومن ثم يقام المؤتمر بعد عودة النقيب لحل الأزمة.
وتابع شاكوش أن اعتراض الموسيقي “سعيد الأرتست” الذي تسبب في الأزمة كان لحصول شاكوش على الكارنيه قبل الاعتذار، رغم أنه اعتذر بالفعل أكثر من مرة ولم يمانع من الاعتذار في المؤتمر، حسب قوله.
مؤتمر الأزمة
وكانت نقابة المهن الموسيقية أقامت أمس اجتماعا في مؤتمر صحفي، تقدم شاكوش من خلاله بالاعتذار، إلا أن مشادة قد نشبت بين كبير عازفي الإيقاع “الأرتست”” وبين شاكر خلال المؤتمر، لرفض الأول حصول شاكوش على “كارنيه النقابة” قبل الاعتذار فرد النقيب “سألوني وأنا مسافر خارج مصر، ووافقت أنا وكل أعضاء النقابة”.
وعلقت المطربة نادية مصطفى (عضو مجلس إدارة بالنقابة) على الأزمة بأن الفنان هاني شاكر كان رافضا لعودة شاكوش إلى النقابة في البداية لكنه وافق لاحقا، بينما أصر “الأرتست” على موقفه واعترض على منح شاكوش الكارنيه، وبدأت المشادة الكلامية وتبادل الاتهامات بين “الأرتست” ومجلس النقابة فانسحب شاكر من المؤتمر وبعده شاكوش.
جدل واسع
وقد أثار تقديم شاكر لاستقالته جدلا واسعا عبر منصات التواصل. فكتب الناقد الفني طارق الشناوي عبر صفحته الشخصية على فيسبوك “ما حدث في نقابة الموسيقيين كان متوقعا.. سيطرت العشوائية على قرارات النقابة والشخصنة كانت هي العنوان، فكان ينبغي أن ينقلبوا ضد بعضهم البعض وأن يتبادلوا الضرب بالكراسي، تقديم هاني لاستقالته هروب من تحمل المسؤولية فهو بمواقفه غير المنطقية أفسد كل شيء ولم يجد كعادته سوى الهروب من الميدان فلم تكن المرة الأولى التي يتقدم فيها باستقالته. مقعد النقيب الذي كانت تجلس عليه سيدة الغناء العربي أم كلثوم بكل شموخ في الأربعينيات أهانه أحفاد أم كلثوم بأفعالهم المشينة التي يجب أن تحقق في كل تفاصيلها الأجهزة الأمنية”.
أما المطرب محمود التهامي فكتب “الفنان هاني شاكر كنت أتمنى أن أقاضيك وأنت نقيب الموسيقيين فالفارس لا يواجه خصمه وهو مترجل عن فرسه وكنت أتمنى أن يكمل هذا الخصام وأنت نقيب الموسيقيين، لك مني كل التقدير كفنان كبير بعيد عن النقابة. وإن شاء الله مستمر في مواجهة نقابة المهن الموسيقية وحقي لم يعد بعد، وسأحصل عليه من سكرتير عام النقابة ولجنة العمل بأسوان، وكل من سولت له نفسه المساس باسمي واسم عائلتي بالقانون”.
بداية الأزمة
وكانت نقابة المهن الموسيقية العام الماضي قد أصدرت قرار إيقاف مطرب المهرجانات شاكوش عن مزاولة الغناء أو المشاركة في إحياء حفلات في مصر، وسحب تراخيصه نهائيا، على خلفية خلاف نشب بينه وبين المغني الشعبي رضا البحراوي.
وقال شاكر وقتها “إن القرار بسبب الخطأ الذي وقع فيه شاكوش على المسرح حيث قدم كلمات أغنية غير لائقة ردا على زميله رضا البحراوي” وهو ما اعتبره شاكر إهانة لقطاع كبير بالوسط الموسيقي، ومن ثم أعلنت النقابة وقتها إيقاف البحراوي لمدة شهرين ومنع شاكوش إلى أجل غير مسمى.
وزادت الأزمة بعد أن قام شاكوش أيضا بالتحدث بكلام غير لائق عن العازفين، حيث صدرت شكوى تضمنت توقيع أكثر من 200 عازف إيقاع رفضوا ما قاله شاكوش، ومنهم “الأرتست”.
وحاول شاكوش طوال فترة عقوبته الاعتذار أكثر من مرة عما بدر منه، بعد أن حرم من إحياء حفلات في مصر، بينما شارك في إحياء حفلات غنائية في المملكة السعودية وبعض الدول العربية فقط، وخلال الشهر الماضي بادر مجددا بالصلح ووجد استجابة من النقابة.