إذا كنت قد انفصلت مؤخرا عن شريكك، مَن ظننت أنك ستبقى معه إلى الأبد، ربما تبدو مشاهدة فيلم كوميدي خيارا جيدا لإلهاء الروح عما بها من ألم، لكن ما رأيك بمشاهدة نوعية أخرى من الدراما، أبطالها مروا قبلك بما تمرّ أنت به؟

على الأرجح، فإن النهايات السعيدة لا نعيشها في الحياة اليومية، وقد نشاهدها فقط في السينما، وربما لا تحدث حتى في الأفلام، والأهم إدراك أن كل مُرّ سيمر، خاصة أننا اخترنا اليوم قصصا أبطالها لم يستسلموا أو يجلسوا مكتوفي الأيدي، وإنما سعوا لوضع حد لحكاية ولّت، مقررين الانتقام لكبريائهم الجريح -كل بطريقته- بدلا من الاكتفاء برثاء الذات.

 

الجميلات هنّ الواثقات

الجميلة ليست غبية، كان هذا من أهم الدروس التي روّج لها فيلم “ليغالي بلوند” (Legally Blonde)، أحد أشهر أفلام بداية هذه الألفية، ومن ألطف دراما الانتقام الرومانسية.

تحكي قصة الفيلم عن رئيسة نادي الشقراوات التي لم تكن تهتم سوى بمظهرها وأن تُخطب للشاب الذي يحبها وتحبه. قبل أن تفاجأ بانفصاله عنها قبل الدراسة الجامعية متهما إياها بالسطحية، ومؤكدا عدم قدرته على الزواج من امرأة بتلك العقلية التي لا تليق بمستقبله السياسي الذي ينتظره.

 

وأمام رغبتها في الانتقام منه، تقرر هي الأخرى الالتحاق بالجامعة نفسها لإعادة استقطابه، وهناك تجد أنها لا تشبه أحدا ممن حولها. لكن، مع الوقت تكتشف داخلها طاقات لم تكن تعلم عنها شيئا، حتى أنها هي التي تقرر التخلي عن صديقها السابق حين يعود إليها نادما كونه لا يناسبها.

“ليغالي بلوند” من أشهر وألطف أفلام دراما الانتقام الرومانسية (مواقع التواصل)

وداعا ذكرياتنا السيئة

بالرغم من أن فكرة فيلم “إشراقة أبدية لعقل نظيف” (Eternal Sunshine of the Spotless Mind) قائمة على الخيال العلمي والفانتازيا، فإن ذلك لا ينفي أحقية وجوده ضمن هذه القائمة. فالعمل يحكي عن شاب وفتاة متناقضين بكل شيء وهو ما يجذبهما لبعضهما بعضا، ثم بعد فترة تمله الفتاة وتكتشف أنهما غير متناسبين، ومن ثمّ ترحل وتتركه خلفها دون اكتراث.

والأسوأ أن البطل يكتشف أنها أجرت عملية لمحو كل ذكرياتها التي تجمعها به، ولما كان متألما للفراق وشاعرا بشدة الإهانة للاستغناء عنه بتلك الطريقة المهينة، يقرر فعل المثل وإجراء العملية نفسها لمحوها من عقله وقلبه، فهل يقوى على الوقوف بوجه قلبه؟

 

رُبّ ضارة نافعة

طعنة نافذة تتلقاها بطلة الفيلم الموسيقي “البدء مرة أخرى” (Begin Again) حين تكتشف خيانة حبيبها، الرجل الوحيد الذي فضلته على نفسها وساندته في مشواره المهني، تاركة خلفها أحلامها، مع أنهما يتشاركان المواهب الفنية نفسها.

 

وبالرغم من أنها تنوي العودة إلى وطنها بكل ما تحمله روحها من بؤس وتعاسة بعد هذه الصدمة، فإن صدفة قدرية بحتة تغير كل شيء. إذ تلتقي منتجا موسيقيا مُنيت حياته مؤخرا بفشل تلو آخر، مما يجعله يبحث عن طريقة استثنائية للعودة إلى درب مهنته.

هكذا، يجد كل منهما ضالته في الآخر، وتكتشف البطلة أن أفضل طريقة للانتقام لنفسها هي الانخراط في العمل والركض خلف طموحها، كأفضل وسيلة للرد على من خسرها بلحظة غاشمة سيظل نادما عليها ويدفع ثمنها للأبد.

 

الحب أم السحر؟

من يصدق أن هناك رجلا قد يخون “بينيلوبي كروز” حتى لو على الشاشة عبر قصة افتراضية؟ يبدو أن هناك من فعل ذلك في فيلم “امرأة على القمة” (Woman on Top).

ما إن تكتشف البطلة خيانة زوجها لها حتى تهرب من البرازيل إلى سان فرانسيسكو، قبل أن تمارس طقوسا معينة من السحر بهدف المضي قدما والتخلص من أثر تلك التجربة السيئة على حياتها.

 

وفي العالم الجديد، تجد طريقها لتحقيق ذاتها عبر وظيفة ملهمة تسحر الجميع، وحين يحاول زوجها استعادتها ما يكون منها إلا التلذذ بتعذيبه والتمعن في إيلامه، حتى لو كانت مسألة وقت قبل أن يعود الحب ليقول كلمته في النهاية.

 

العين بالعين

“اقتل بيل” (Kill Bill) أحد أشهر وأهم أفلام المخرج كوينتن تارانتينو، ومع أنه فيلم جريمة بالأساس ومليء بالدماء والجثث والكثير جدا من العنف، فإن ذلك لا ينفي كون حبكته قائمة على الانتقام لكنه انتقام دموي هذه المرة.

قصة العمل تتمحور حول عروس تتعرض للقتل ليلة زفافها، ورغم توسلاتها لوالد الطفل الذي في أحشائها ألا يقتلها ولو من أجل سلامة نجله المستقبلي، فإنه لا يهتم ويطلق الرصاص على أي حال. ولأن القدر له حكمته، تدخل البطلة في غيبوبة لمدة 4 سنوات، تفيق بعدها لتنتقم أشر انتقام من كل مَن آذوها.

المصدر : مواقع إلكترونية

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *