التصعيد الإسرائيلي الدموي في جنين.. هل بدأ نتنياهو تنفيذ مخطط ضم الضفة الغربية؟
حذر رئيس الوزراء الأردني السابق طاهر المصري -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر”- من أن المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين قد تكون بداية لتنفيذ ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وقال إن حكومة بنيامين نتنياهو لديها برامج ومخططات واضحة بخصوص مسألة ضم الضفة الغربية إليها، وهي تريد ضم كل فلسطين وتعتدي على الأردن، مؤكدا أن إسرائيل كانت لئيمة عندما ارتكبت مجزرة جنين عقب اللقاء الذي جمع ملك الأردن عبد الله الثاني بنتنياهو في عمان.
واستشهد 10 فلسطينيين -بينهم سيدة مسنة- وأصيب آخرون اليوم الخميس على يد قوات الاحتلال إثر اقتحامها مدينة جنين ومخيمها، في عملية قال جيش الاحتلال -حسب ما نقلته إذاعته عن مصدر أمني- أن الهدف منها اعتقال من وصفته بأنه “مطلوب كبير” ينتمي لحركة الجهاد الإسلامي.
وتوقع الضيف الأردني أن تستمر حكومة الاحتلال في تصعيدها ضد الفلسطينيين، خاصة في ظل الصمت الدولي، محذرا من أن هذا الوضع سيؤدي إلى تغيير مصير المنطقة والعالم، وسيؤدي إلى ما أسماه صراع الحضارات.
وحول زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن المرتقبة إلى المنطقة، أوضح رئيس الوزراء الأردني السابق أن التأثير الأميركي على حكومة نتنياهو سيكون مؤقتا، وكلام نتنياهو للزعماء الذين يقابلهم لا يعني الشيء الكثير؛ بدليل أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أقوى من رئيس حكومته.
وحسب وزارة الخارجية الأميركية، سيبدأ بلينكن الأحد المقبل جولة تشمل إسرائيل والضفة الغربية ومصر.
طبيعة الرد الفلسطيني على مجزرة جنين
وتطرق الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد -في حديثه لحلقة (2023/1/27) من برنامج “ما وراء الخبر”- إلى الخطر الذي تمثله “جماعة الكهانيين” داخل حكومة نتنياهو، إذ إنهم لا يعترفون بحقوق الشعب الفلسطيني، وتصعيدهم يهدف إلى تحقيق 3 أمور: دفع الفلسطينيين إلى الرحيل أو التهجير الطوعي أو أن يكونوا عبيدا أو أن يلقوا مصيرهم بالقتل والإجرام.
وأكد أن كل الخريطة الفلسطينية مستهدفة، والحكومة اليمينية المتطرفة تسعى إلى ضم الضفة الغربية بشكل فعلي.
ورأى أن التصعيد الدموي الإسرائيلي يهدف نتنياهو من ورائه إلى الهروب من المعارضة الداخلية، بالإضافة إلى قلق المنظومة الأمنية الإسرائيلية من الخطر الذي تشكله كتيبة جنين وجماعة “عرين الأسود”.
وعن طبيعة الرد الفلسطيني على مجزرة جنين، توقع شديد حدوث عمليات تستهدف الجنود الإسرائيليين والمستوطنين، ويمكن عودة العمليات الاستشهادية، وقد تتطور الأمور إلى مواجهة إسرائيلية مع قطاع غزة. وعززت مجزرة جنين -حسب الضيف- دعم الشعب الفلسطيني لمشروع المقاومة، وهناك ضغط على السلطة الوطنية وجميع فصائل المقاومة من أجل الرد على إسرائيل بما يناسب جرائمها.
وتوعدت الفصائل الفلسطينية الجيش الإسرائيلي عقب عملية جنين، ومنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كما دانت الرئاسة الفلسطينية اقتحام مخيم جنين، ووصفت ما جرى هناك “بالمجزرة”، مطالبة المجتمع الدولي بحماية الشعب الفلسطيني.