انتعش الجنيه الإسترليني اليوم الثلاثاء، لكن تعاملاته بنيت في الغالب على الأمل وجني الأرباح وارتفاع العائدات البريطانية، مما ترك التجار في حالة قلق بخصوص التداعيات الأوسع لانخفاضه القياسي.
فمع تراجع الدولار، ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 1% في التعاملات الآسيوية المبكرة ليبلغ 1.0805 دولار، ويزيد بنسبة 5% تقريبا مقارنة بأدنى مستوى سجله أمس الاثنين عند 1.0327 دولار.
وبلغ انخفاض الجنيه الإسترليني 8% تقريبا منذ يوم الخميس الماضي و21% منذ بداية العام، في وتيرة تماثل أزمات العملة في تاريخ بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي وقت سابق أمس الاثنين، تعرضت حكومة رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة ليز تراس لانتقادات حادة بعد أن تراجع الجنيه الإسترليني إلى مستوى قياسي أمام الدولار في أعقاب إعلان خفض ضخم للضرائب الأسبوع الماضي.
وأعلن بنك إنجلترا المركزي في بيان نادر من نوعه أنه يراقب تطورات السوق “عن كثب”.
وقال البنك المركزي إنه لن يتردد في تغيير أسعار الفائدة بقدر ما هو ضروري لكبح ارتفاع التضخم، في إشارة إلى مزيد من الضغوط التي تنتظر الأسر والشركات البريطانية.
لكنه لفت إلى أنه سينتظر حتى اجتماع وضع السياسات التالي في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل قبل إجراء تقييم شامل لتأثير خطط الحكومة المثيرة للجدل.
وأدى صعود الجنيه الإسترليني اليوم الثلاثاء إلى تقليص معظم خسائر أمس الاثنين، لكن كي جاو، محلل العملات في سكوتيا بنك في سنغافورة، قال إنه قد يكون “قصير الأجل”.
وزاد الدولار مع توطيد التوقعات ببقاء أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة لفترة أطول، وسجل مؤشر الدولار -الذي يقيس العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية- أعلى مستوى في 20 عاما عند 114.58 نقطة، وانخفض عن ذلك عند 113.51 اليوم الثلاثاء.
وتواجه بريطانيا أزمة ارتفاع في كلفة المعيشة مع ارتفاع أسعار الطاقة إلى جانب التضخم وركود الأجور، وفي حين أن معدل التضخم في المملكة المتحدة يقف عند 9.9%، وهو أعلى معدل في مجموعة السبع، يقدّر البنك المركزي أن البلاد قد دخلت حالة الركود في الربع الثالث.
وفيما يلي محطات رئيسية شهدت فيها العملة البريطانية تراجعات حادة منذ الحرب العالمية الثانية: