آثار الهجمات بالطائرات المسيرة "الانتحارية" وسط العاصمة كييف (الأوروبية)

آثار الهجمات بالطائرات المسيرة "الانتحارية" وسط العاصمة كييف (الأوروبية)

قال دبلوماسيون إن هناك تحركا من جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مجلس الأمن الدولي لبحث استخدام الجيش الروسي طائرات مسيرة في أوكرانيا يُعتقد أنها إيرانية الصنع، وفي موازاة ذلك أقرت روسيا بصعوبة الوضع الميداني في الجبهة الجنوبية.

وأوضحت المصادر الدبلوماسية في مجلس الأمن للجزيرة أن هذا الثلاثي الغربي ينوي طرح ملف الطائرات المسيرة الإيرانية خلال جلسة مغلقة للمجلس اليوم الأربعاء، ربما تكون تحت بند “قضايا أخرى”.

 

من جهتها، أرسلت أوكرانيا رسالة تدعو فيها خبراء الأمم المتحدة لفحص ما تقول إنها طائرات مسيرة “إيرانية الأصل” استخدمتها روسيا لمهاجمة أهداف أوكرانية، في انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي أيد الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

وقال سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة في الرسالة التي وزعت على أعضاء مجلس الأمن أمس الثلاثاء “نود دعوة خبراء من الأمم المتحدة لزيارة أوكرانيا في أقرب فرصة ممكنة، لفحص الطائرات المسيرة الإيرانية الأصل التي تم انتشال بعضها”.

طائرات “شاهد” و”مهاجر”

وتقول الرسالة الأوكرانية إنه في أواخر أغسطس/آب الماضي، شحنت إيران مجموعة طائرات مسيرة من طراز “شاهد” و”مهاجر” إلى روسيا.

وأضافت أن هذه الطائرات المسيرة تستوفي معايير القرار 2231، لأن “مداها قد يصل إلى 300 كيلومتر أو أكثر”.

 

من جانبه، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء بأن بلاده تسعى إلى حشد رد فعل دولي مناسب إزاء استخدام روسيا طائرات مسيرة إيرانية.

ورأى زيلينسكي أن استعانة روسيا بطائرات مسيرة من إيران -حسب قوله- هو “دليل على إفلاس موسكو العسكري والسياسي”.

 

وقد اقترح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على الرئيس زيلينسكي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.

واتهم كوليبا إيران بتقديم السلاح والطائرات المسيرة لروسيا، وقال إنها تتحمل مسؤولية عن تدمير بلاده.

وصرح وزير الخارجية الأوكراني أيضا بأنه سيرسل مذكرة رسمية إلى إسرائيل لطلب أنظمة دفاع جوي وبدء “تعاون رفيع المستوى” في هذا المجال.

 

في السياق نفسه، نقلت وكالة رويترز عن مصادر بينها مسؤولان إيرانيان أن طهران وعدت بتزويد روسيا بصواريخ أرض أرض، بالإضافة إلى مزيد من الطائرات المسيرة.

مدربون من الحرس الثوري

كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين أن الحرس الثوري الإيراني أرسل مدربين إلى قاعدة عسكرية في شبه جزيرة القرم، لمساعدة الجيش الروسي في التغلب على مشاكل في سرب الطائرات المسيرة الإيرانية.

وردا على سؤال عن هذا التقرير، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية لوكالة رويترز “بينما لا نعلق على ما يبدو أنها تسريبات استخباراتية، فقد حذرنا منذ يوليو/تموز من أن إيران تخطط لمنح روسيا أسلحة لاستخدامها ضد أوكرانيا”.

لكن الحكومة الإيرانية نفت مرارا تزويدها الجيش الروسي بطائرات مسيرة، كما قال الكرملين إنه ليس لديه معلومات بشأن الحديث عن شراء روسيا طائرات مسيرة “انتحارية” من إيران.

 

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، أمس الثلاثاء، إن هذه المسائل تخص وزارة الدفاع، مشيرا إلى أن بلاده تستخدم آليات وأسلحة روسية تحمل تسميات روسية خلال عمليتها الخاصة في أوكرانيا، وفق تعبيره.

 

وأطلق الجيش الروسي عشرات من الطائرات المسيرة لضرب منشآت الطاقة في أوكرانيا يوم الاثنين، وأعلن الرئيس الأوكراني أن الضربات الجوية الروسية دمرت نحو 30% من محطات الطاقة الأوكرانية منذ العاشر من الشهر الجاري.

كما أعلنت كييف أن القصف الروسي خلال الأيام الأخيرة تسبب بانقطاع الكهرباء عن أكثر من 1100 من البلدات والقرى في أنحاء أوكرانيا.

وضع “متوتر” لروسيا

من ناحية أخرى، أكد الجيش الروسي الثلاثاء أن الوضع الميداني في أوكرانيا “متوتر” بالنسبة لقواته أمام هجوم مضاد تشنه كييف، وخاصة في خيرسون التي يستعد لإجلاء سكانها، إثر انتكاسات في الشرق والجنوب.

وقال الجنرال سيرغي سوروفكين الذي كُلف بقيادة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل 10 أيام، إن “الجيش الروسي سيضمن قبل كل شيء الإجلاء الآمن للسكان” من خيرسون، وهي أول مدينة أوكرانية رئيسية سقطت بيد القوات الروسية منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي.

وتتقدم القوات الأوكرانية نحو المدينة الواقعة في جنوب البلاد، بعد أسابيع من الهجوم المضاد الذي أطلقته في أواخر الصيف.

 

ومقاطعة خيرسون واحدة من 4 مقاطعات أوكرانية أعلنت روسيا ضمها إلى أراضيها في الآونة الأخيرة.

 

وقال الجنرال سوروفكين لقناة روسيا 24 التلفزيونية “يمكن وصف الوضع في منطقة العملية العسكرية الخاصة بأنه متوتر. العدو لا يتخلى عن محاولاته لمهاجمة مواقع القوات الروسية”.

وأوضح أن “النظام الأوكراني يسعى لاختراق دفاعاتنا” من خلال حشد “جميع احتياطييه” في الهجوم المضاد.

ورأى الجنرال سوروفكين أن الوضع “صعب للغاية” وخاصة في خيرسون، نظرا للضربات الأوكرانية التي استهدفت “البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية والصناعية” في المدينة.

وأضاف أن الضربات ألحقت أضرارا بمواقع عدة، بينها سد محطة كاخوفكا لتوليد الكهرباء وجسر أنتونوفسكي الذي يربط المدينة بالضفة الجنوبية لنهر دنيبرو وبقية مقاطعة خيرسون. ويُخشى أن يؤدي تدمير سد محطة كاخوفكا إلى فيضان هائل.

 

وذكر القائد الروسي أن هذه الضربات أدت إلى حدوث اضطرابات بتزويد خيرسون بالكهرباء والمياه والغذاء، مستنكرا “التهديد المباشر لأرواح السكان”.

وأشار سوروفكين إلى أن “الإجراءات اللاحقة المتعلقة بمدينة خيرسون نفسها ستعتمد على الوضع العسكري”، داعيا إلى “ضرورة المحافظة على أكبر عدد من أرواح السكان المدنيين والعسكريين الروس”. وأضاف “نحن لا نستبعد اتخاذ قرار بغاية الصعوبة”.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author