احتفت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بمشروع بحث علمي قدمته 4 طالبات من كلية الهندسة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، عن استخدام الخرسانة المضيئة في رصف الطرق بمصر، باستخدام مواد عاكسة لضوء الشمس، فتضيء الخرسانة ذاتيا في المساء دون احتياج لتكلفة إنارة إضافية بالكهرباء أو باستخدام الألواح الشمسية.

البحث العلمي الذي قدمته الطالبات الأربع، نال درجة الامتياز وسافرن لعرضه في مؤتمر الطاقة المستدامة في أميركا وحاز على إعجاب الكثير من أساتذة الهندسة في الولايات المتحدة، لكن بعد 12 شهرا، تذكرت مصر أن منة سليمان، وفاطمة النفيلي، وميار خيري وزينب عبد العزيز، قدمن للعالم ابتكارا جديدا يسهم في تغيير العالم نحو بيئة نظيفة ومستدامة.

 
نموذج للخرسانة المضيئة في البحث العلمي الذي قدمته المهندسات المصريات (مواقع التواصل)

البداية تحكيها منة سليمان للجزيرة نت، عن مفاجأتهم من احتفاء مواقع التواصل الاجتماعي الذي حدث على حين غرة، دون توقع منهن، بعد بيان من الجامعة الأميركية بالقاهرة، ذكر فيه مشروعهم ضمن مشروعات أخرى قدمت العام الماضي، تقول منة “كان يوما سعيدا بالتأكيد لأننا لم نتوقع أن يتم تسليط الضوء على بحثنا بعد مرور كل هذا الوقت، ولم نتوقع كل هذا القدر من الاحتفاء بالبحث العلمي والتقنيات الحديثة للبناء في مصر”.

الخرسانة المضيئة تعتمد بحسب منة، على إدماج بعض المواد العاكسة لطاقة الشمس مع المواد الخرسانية من الإسمنت والحديد ومواد أخرى، وتؤكد منة للجزيرة نت، أن المواد التي تم اعتمادها في المشروع كلها موجودة داخل السوق المصرية ولم يعتمدن على أي مصدر خارجي، مضيفة أن ارتفاع تكلفة المنتج الذي أشار إليه البعض في الجدل الذي أثير على بعض الصفحات، يعود إلى تكلفة المواد المستخدمة في الطاقة الشمسية نفسها، وهذه التكلفة ستكون مرتفعة كبداية فقط مقارنة بما يتم إهداره في الإنارة بالطاقة الكهربائية.

فريق العمل تلقى عروضا من شركات في مجال التشييد للاستعانة بهن في تطوير طرق البناء الحديثة (مواقع التواصل)

المشروع الذي حاز على إعجاب لجنة التحكيم في معرض للطاقة المستدامة بالولايات المتحدة، حصل أيضا على عدة توصيات لاستكمال البحث والاستمرارية في الخطوات التي تلي هذه المرحلة، وتضيف منة سليمان أن بحثهن لم يكن الأول في هذا المجال، لكن سبقته أبحاث أخرى تمت الإشارة إليها كمرجعية للبحث.

تضيف منة، أنها وزميلاتها تلقين العديد من العروض من الشركات الخاصة العاملة في مجال التشييد، من أجل الاستعانة بهن وبالبحث في تطوير طرق البناء الحديثة.

لكن ما تؤكده منة أن الحكومة المصرية لم تسعَ حتى الآن للاطلاع على البحث أو التعاون معهن، مرجحة أن “تسليط الضوء على البحث والمشروع ربما يصبح ذا أثر في الاستفادة منه والعمل على استكمال بقية البحث وإدخاله حيز التنفيذ”.

المصدر : الجزيرة

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *