أتى أداء سلفستر ستالون متناسبا مع شخصية السامري (مواقع التواصل)

أتى أداء سلفستر ستالون متناسبا مع شخصية السامري (مواقع التواصل)

عُرض مؤخرا على منصة “برايم فيديو” فيلم الأبطال الخارقين “السامري” (Samaritan) بطولة سلفستر ستالون، وبذلك يدخل النجم المخضرم عصر الأبطال الخارقين وأيضا المنصات الإلكترونية، وكل منهما كان أمرا غير سائد في أوج نجوميته.

فالنجم المخضرم لمع خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عندما كانت أفلام الحركة الأكثر رواجا في دور العرض السينمائية، ولكن بعد تغير قواعد السوق السينمائية جيلا بعد الآخر تراجع نشاطه ليظهر في عدد أقل نسبيا من الأفلام، ولكن ها هو يعود مرة أخرى لأفلام الأبطال الخارقين الأقرب لأفلام الأكشن بالتأكيد وهو في الـ76 من عمره.

 

السامري بطل خارق محال للتقاعد

تدور أحداث فيلم “السامري” في عالم ديستوبيا مستقبلي (عالم فاسد ومخيف)، حيث البشر يعانون من الفقر والعنف وغياب التكنولوجيا الحديثة الرائجة في عالمنا مع وجود تكنولوجيا أكثر عنفا وتدميرا. على الناحية الأخرى، أشرف عليه منذ سنوات بعيدة ثنائية من أخوين امتلكا قدرات خارقة، هما “السامري” و”نمسيس”، أخذ أحدهما جانب الخير والآخر الشر كما تقول الأساطير، لكنهما تصارعا حتى الموت ثم اختفيا فجأة قبل 20 عاما من بدء الأحداث.

وفي عصرنا الحالي نتعرف على الطفل سام الذي يعيش مع أمه الممرضة على حافة خط الفقر، ولا يكاد راتبها يكفي لدفع الإيجار المتأخر وسد قوتهما، لكن الصغير لا يبالي بذلك مقابل هوسه المسيطر عليه بأن “السامري” لم يمت بالفعل بل اختفى بعد قتله أخيه “نمسيس”، ويبحث عن البطل الأسطوري في وجه كل عجوز يقابله.

وتنصب شكوكه مؤخرا على جاره “جو سميث/ سلفستر ستالون” عاشق إصلاح الأجهزة القديمة الذي يرى في كل قطعة يعتبرها الآخرين غير صالحة للاستخدام أملا في العمل مرة أخرى، وينقذ جو جاره الطفل من أذى المراهقين الأكبر سنا أكثر من مرة ويترسخ لدى الصغير اعتقاد أنه “السامري” الذي يبحث عنه في حين تحدث تحولات عنيفة في المدينة بظهور المجرم “سايرس” الذي يرى في “نمسيس” مثلا أعلى يعمل على إحيائه ويبقى السؤال الذي يبدأ كل الصراعات، هل جو سميث هو السامري بالفعل؟ وهل سيحتمل ترك مدينته تقع ضحية في يد مجرم جديد؟

ولا يمكن إغفال التطابق ما بين شخصيتي “السامري” وسلفستر ستالون نفسه، فكلاهما بطل سابق سواء كان ذلك في الحقيقة أم في الأفلام، وأيضا كل منهما وصل إلى التقاعد بعد مجد كبير وكلاهما يعود إلى النشاط مرغما سواء بضغط الحرب بين الخير والشر بالنسبة للسامري أو طمعا في المزيد من المجد قبل نهاية مسيرة ستالون.

 

وأتى أداء سلفستر ستالون متناسبا مع الشخصية، فهو من الناحية الجسدية لا يزال محافظا على كتلته العضلية ورشاقة حركته، مما جعل مشاهد الأكشن تبدو مميزة وغير مفتعلة فحتى ضعفه الجسدي الطبيعي مع تقدمه العمري يتناسب مع طبيعة البطل المتقاعد البعيد عن القتال لسنوات ويضطر للعودة له مرغما.

عالم الأبطال الخارقين خارج مارفل أكثر قتامة

فيلم “السامري” وقبله فيلم “الحرس القديم” (The Old Guard) على “نتفليكس” (Netflix) قدّما الصورة الموازية لأفلام الأبطال الخارقين التي تقدمه “مارفل”، بثيمات أكثر قتامة وأقل هروبية من الواقع.

فهناك أبطال خارقون معتادون لكنهم منهكون بفعل السن وطول الصراع بين الخير والشر والحدود الرفيعة بين الصح والخطأ والمجتمع المعادي للأبطال أو حتى أعبائهم الشخصية والعائلية.

 

وفي فيلم “السامري” يقرر البطل التقاعد بعدما فقد أخاه التوأم نتيجة للصراع بينهما، وحتى النهاية لا نعرف من هو في الحقيقة.

هل هو “السامري” الخيّر طبقا للأساطير والذي يرى البعض أنه كان البطل الذي يدعم الحكومات التي لا تبالي بآلام الطبقات الفقيرة؟ أم هو “نمسيس” الشرير وفق البعض، والمدافع عن حقوق المظلومين من وجهة نظر البعض الآخر؟

هذه الضبابية حول طبيعة الشخصية تجعلها أقرب للبشرية منها للأبطال الخارقين المعتادين عليهم في مارفل الذين يقفون دوما على جانب واضح سواء الخير أو الشر، لكن كما يقول “جو سميث/ سلفستر ستالون” في نهاية الفيلم لا يوجد شر خالص أو خير تام. الإنسان خليط بين هذا وذاك وعليه الاختيار.

أفلام الأبطال الخارقين مثل “السامري” لا تحتاج إلى مؤثرات بصرية مبهرة، مثل تلك الخاصة بمارفل التي تغطي في الأغلب على ركاكة القصة وصيغتها المتكررة لذلك هي تتناسب مع المنصات الإلكترونية ولا تؤثر على تجربة المشاهدة، ويفتح هذا الفيلم الباب لأعمال أخرى تتلاعب بقواعد هذا النوع السينمائي وتحاول إضفاء بعض النضوج عليه أو على الأقل تخفيف صبغة مارفل الطفولية.

 
المصدر : الجزيرة

About Post Author