الكرملين ينفي فرار 700 ألف روسي من التجنيد وأوكرانيا تشكك بحالة الأسلحة النووية الروسية
مع اشتداد المعارك جنوب البلاد وشرقها، أعلن الجيش الأوكراني أن وحداته تقدمت بعمق 20 كيلومترا في خيرسون إحدى المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا. وفي المقابل أعلن مسؤول محلي موال لموسكو أن كييف حشدت قوات بأعداد غير مسبوقة على خط المواجهة في زاباروجيا.
وقالت الناطقة باسم القيادة العسكرية الجنوبية في الجيش الأوكراني ناتاليا غومنيوك -اليوم الخميس، في بيان- إن القوات المسلحة استعادت أكثر من 400 كيلومتر مربع من مقاطعة خيرسون منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأكد الجيش الأوكراني أن القوات الروسية تفقد سيطرتها على مناطق واسعة في مناطق جنوب البلاد وشرقها والتي أعلنت موسكو ضمّها.
وشرق البلاد، أعلن سيرغي غايداي حاكم مقاطعة لوغانسك أن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على بلدة هريكيفكا وتستعد لاستعادة بلدات أخرى.
وفي السياق، قال أولكسندر ستاروخ حاكم مقاطعة زاباروجيا -في مقابلة مع الجزيرة- إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم مقاطعات أوكرانية (دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا) لا قيمة له.
وأكد ستاروخ أن القوات الأوكرانية تسيطر على نحو 60% من إجمالي مساحة زاباروجيا، وأن المواقع التي تقع تحت السيطرة الروسية جلها في الأطراف وتشكل أقل من 20% من أراضي المقاطعة، حسب قوله.
وتابع “قواتنا تبسط سيطرتها على المناطق التي أوقفنا عندها العدو في مارس/آذار الماضي. ومنذ ذلك الحين توقفت عمليات روسيا الهجومية لكن القصف المدفعي متواصل”.
مزاعم عن دور بريطاني
في المقابل، قال فلاديمير روغوف عضو مجلس إدارة مقاطعة زاباروجيا، الموالي لروسيا، إن أوكرانيا تحشد قواتها بأعداد كبيرة على خط المواجهة في زاباروجيا بشكل يفوق ما تم حشده منذ بداية الحرب.
وذكر روغوف أن خبراء عسكريين بريطانيين يدربون قوات النخبة الأوكرانية للسيطرة على محطة زاباروجيا النووية، مؤكدا أن البريطانيين يشرفون على كل تحركات وتصرفات القوات الأوكرانية في المقاطعة.
من جهته، أعلن الجيش الروسي في تقريره اليومي أنه صد هجوما أوكرانيا على محور كوبيانسك شرقي أوكرانيا، كما “تم إبعاد العدو عن خط دفاع القوات الروسية” في محور أندرييفو كريفي ري جنوبي البلاد.
وأضاف أن القوات الأوكرانية نشرت 4 كتائب تكتيكية أي مئات المقاتلين، على هذا المحور الجنوبي و”حاولت مرات عدة اختراق الدفاعات الروسية” قرب دودتشاني وسوخانوفي وسادوك وبروسكينسكوي.
وبعدما استعاد الجيش الأوكراني القسم الأكبر من منطقة خاركيف شمال شرق البلاد، يقوم حاليا بشن هجوم في الشرق حيث سيطر الآونة الأخيرة على بلدة ليمان، وفي الجنوب يسعى لاستعادة السيطرة على خيرسون.
سياسيا، أعربت فالنتينا ماتفيينك رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان الروسي) عن استعداد بلادها لوقف عملياتها العسكرية والتفاوض مع أوكرانيا لكن وفق الشروط الروسية.
وشددت ماتفيينكو على أن مناطق القرم ودونباس وزاباروجيا وخيرسون غير قابلة للتفاوض لأنها باتت جزءا من الأراضي الروسية، وفق تعبيرها. ويضم إقليم دونباس مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
مخاطر نووية
وبشأن احتمالات استخدام الأسلحة النووية في الحرب، قالت ماتفيينكو إنه لم يبق لدى الغرب من الأدوات “للإساءة لسمعة روسيا سوى ترويج الأكاذيب” عن إمكانية استخدام روسيا السلاح النووي.
وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إفادة صحفية إن بلادها لا تزال “ملتزمة تماما” بمبدأ عدم السماح بقيام حرب نووية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح سابقا بأنه “لم يكن يخادع” بشأن استعداده لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن وحدة أراضي بلاده.
في المقابل، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن بلاده تلقت إشارة واضحة من البيت الأبيض بتوجيهه رسالة قوية إلى موسكو بشأن الأسلحة النووية.
وأضاف ريزنيكوف أن الحالة الفنية للأسلحة النووية الروسية مشكوك فيها، وفق تعبيره، وأن استخدامها قد يسفر عن عواقب غير متوقعة.
من ناحية أخرى، نفى الكرملين تقارير عن فرار 700 ألف روسي من البلاد منذ إعلان الرئيس فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط في 21 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في إفادة للصحفيين إنه لا يملك إحصاء دقيقا لعدد الروس الذين غادروا البلاد منذ إعلان القرار.
وحين سئل عن تقارير في وسائل الإعلام الروسية ذكرت أن ما يصل إلى 700 ألف روسي ربما غادروا البلاد، أجاب قائلا “لا أعتقد أن هذه الأرقام ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد”.
وقد فر عشرات آلاف المواطنين من روسيا ومعظمهم في سن التجنيد، في محاولة للإفلات من القتال في أوكرانيا. وأعلنت كازاخستان وجورجيا ومنغوليا عن قفزة في عدد المسافرين عبر المعابر البرية بينها وبين روسيا منذ إعلان التعبئة الجزئية.