أعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية عن قرارها إحالة ملف اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وذلك بالتزامن مع إعلان السلطة الفلسطينية عن نتائج التحقيق، في حين تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي عن أسف تل أبيب لمقتلها.

وأوضحت الشبكة في بيان لها أنها شكلت تحالفا قانونيا دوليا يضم فريقها القانوني، إلى جانب خبراء قانونيين دوليين، وأنها شرعت في إعداد ملف كامل حول القضية لتقديمه للمدعي العام للمحكمة.

 

وإلى جانب جريمة اغتيال أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين بالضفة الغربية، سيتضمن الملف القانوني كذلك القصف الإسرائيلي لمكتب الجزيرة في غزة وتدميره بالكامل في مايو/أيار 2021، إلى جانب الاعتداءات المتكررة على عناصرها الصحفية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل والتحريضِ عليهم.

ونددت شبكة الجزيرة باغتيال شيرين أبو عاقلة التي عملت معها لمدة 25 عاما في تغطية الصراع الدائر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، متعهدة بتفعيل كل المسارات الممكنة حتى يتم تقديم المسؤولين عن الجريمة إلى منصات العدالة الدولية، وأخذ جزائهم القانوني.

 

 

مطالب دولية

من جانبها قالت إيرين خان، المقرِرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، في مقابلة مع الجزيرة إن شيرين أبو عاقلة ليست الصحفية الأولى التي قتلت في فلسطين.

وقالت خان إن 40 صحفيا قتلوا خلال الأعوام الماضية ولم يتم إجراء تحقيق بشأن ذلك، ودعت إلى إنهاء الإفلات من العقاب في جرائم قتل الصحفيين.

كما طالبت المقررة الأممية الخاصة بحماية حرية الرأي عبر الجزيرة بلجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق في قضية أبو عاقلة وما يجري في الأراضي الفلسطينية.

 

وقد جدد المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند الدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في مقتل شيرين أبو عاقلة.

وخلال إحاطته الشهرية لمجلس الأمن الدولي، أكد وينسلاند وجوب محاسبة المسؤولين، ووصف مشاهد العنف خلال جنازة أبو عاقلة بالمؤلمة والمهينة.

بدورها، دعت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي ليندا توماس غرينفيلد إلى إجراء تحقيق فوري شاملٍ وشفاف ومحايد في اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة.

وأكدت غرينفيلد أن الولايات المتحدة تتوقع مساءلة كاملة لمن تَثبت مسؤوليتهم.

 

 

نتائج فلسطينية

وفي الضفة الغربية، قال النائب العام الفلسطيني أكرم الخطيب أمس الخميس إن التحقيقات أثبت أن استهداف مراسلة الجزيرة والصحفيين قربها كان متعمدا، وإن آثار المقذوفات النارية المتكررة في محيط إصابتها تدل على نية القتل.

وأفاد الخطيب، خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن تفاصيل تقرير اغتيال شيرين أبو عاقلة، أن أحد جنود الاحتلال أطلق الرصاص على أبو عاقلة وأصابها في الرأس أثناء محاولتها الهرب.

كما أكد أن التحقيقات أفادت بأن قوة من الجيش الإسرائيلي كانت تحظى برؤية واضحة ومباشرة لموقع وجود الصحفيين.

أسف إسرائيلي

في المقابل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إنه لا يمكن الوصول إلى الحقيقة في قتل أبو عاقلة لأن الفلسطينيين يرفضون التعاون في التحقيق.

وأضاف كوخافي أن هناك استنتاجا واضحا يمكن إعلانه صراحة ومن دون أي مجال للشك، و”هو أنه لا يوجد أي جندي في جيش الدفاع أطلق النار بشكل متعمد نحو شيرين أبوعاقلة”.

وأكد أن هذا هو الاستنتاج الذي توصلنا إليه بعد التحقيق والفحص ولا يوجد أي استنتاج آخر.

 

كما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة قتلت في ساحة قتال، مضيفا أنها قتلت في ذروة نشاط عسكري كان يهدف لاعتقال من سماهم إرهابيين خططوا لاستهداف وقتل مدنيين.

من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن إسرائيل تأسف لمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، وإن الجيش يجري تحقيقا في الأمر من أجل الوصول إلى الحقيقة.

وأضاف غانتس أن أي ادعاء بأن الجيش الإسرائيلي يستهدف الصحفيين والأبرياء عمدا هو كذب، حسب تعبيره.

وعلق غانتس على تقرير النيابة الفلسطينية بالقول إن التحقيق واستخلاص العبر لا يتم عبر مؤتمر صحفي بل في غرف مغلقة، وأن الجانب الفلسطيني يرفض التعاون في ذلك وهو ما يثير التساؤل فيما إذا كان الجانب الفلسطيني معنيا حقا بالوصول إلى الحقيقة.

 

وعبر غانتس عن استعداد إسرائيل لإجراء تحقيق مشترك بمشاركة جهات دولية، وأضاف أن اتهام جنود جيش الاحتلال بجرائم حرب والاستناد إلى تحقيقات كاذبة يمس بالقدرة على التهدئة والاستقرار في المنطقة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *