رأى ريتشارد غودستاين المبعوث الخاص للرئيس الأسبق بيل كلينتون لمنطقة الشرق الأوسط أن الظروف مهيأة لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، كما حذر من ذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز.

وقال إن الفلسطينيين يشعرون بإحباط وبعزلة، خاصة بعد تطبيع دول خليجية مع إسرائيل، موضحا أن ظروف الضفة الغربية لم تتحسن؛ وفي المقابل أصبحت إسرائيل أكثر قوة أمنيا وعسكريا، وهو ما يجعل الانتفاضة الثالثة -في حال اندلاعها- لا تؤدي إلى تحقيق أهداف الفلسطينيين، ودعا إلى تجنبها.

 

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” (CIA) أبدى خشيته من أن الأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية قد تقود إلى اندلاع انتفاضة ثالثة، وقال بيرنز إن محادثاته الأخيرة مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين تركته أكثر قلقًا بشأن احتمالات تفاقم العنف بين الجانبين.

وأشار -في سياق آخر- إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يشعر بعدم الراحة من الحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو، وكان ذلك جزءا من النقاش الذي دار بين نتنياهو ووزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال زيارة الأخير إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية الأسبوع الجاري، التي ركز فيها على التهدئة ووقف التصعيد.

ووفق غودستاين، فإن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية مشجعة لأنها لم تزدد سوءا حتى الآن، معربا عن أمله في أن تقوم السلطة الوطنية الفلسطينية “بشيء ما” لوقف عمليات المقاومة ضد الإسرائيليين.

وكان موقع “أكسيوس” (Axios) الأميركي كشف -نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين- عن أن إدارة الرئيس بايدن تبحث سبل التهدئة ومنع اندلاع انتفاضة ثالثة، كما يرى المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون أن تراجع السيطرة الأمنية للسلطة الفلسطينية سبب التصعيد في الضفة الغربية.

المقاربة الأميركية وصلت نهايتها

وفي قراءته لتصريح بيرنز، قال الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد إن المقاربة الأميركية بشأن القضية الفلسطينية وصلت إلى نهايتها، لأن إمكانية الحفاظ على الوضع القائم في الأراضي المحتلة بات مستحيلا، في ظل حكومة إسرائيلية لها مشروع من شأنه إشعال المنطقة، خاصة في ملفات القدس والمسجد الأقصى والاستيطان والأسرى.

وأضاف -في حديثه لحلقة (2023/2/3) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن الإدارة الأميركية لم تعد تملك أوراق الضغط لا على إسرائيل ولا على الجانب الفلسطيني، فضلا على أنها تطرح المشكلة كأنها أمنية وليس كونها نتاج الاحتلال الذي يقوم بقتل الفلسطينيين وتدنيس مقدساتهم، وهو سبب مصائب المنطقة، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية أدركت هذا الأمر.

ومن وجهة نظر شديد، فإن القلق الأميركي من اندلاع انتفاضة ثالثة مرتبط بواقع يُظهر أن العمليات الفلسطينية النوعية التي نُفذت الشهور الماضية تعكس مدى تمسك واحتضان الرأي العام الفلسطيني للمقاومة، وقال إن كل القوانين الدولية تلزم الشعوب المحتلة بمقاومة الاحتلال.

وللتذكير، فقد نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة حملة اعتقالات جديدة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلة، وأسفرت عن اعتقال 8 فلسطينيين، وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته وبالتعاون مع جهاز الأمن العام (شاباك) وقوات حرس الحدود التابعة للشرطة الإسرائيلية كانت تبحث عمن وصفهم بالمشتبه فيهم.

وتأتي الاعتقالات الجديدة في وقت لا تزال فيه أجواء التصعيد تخيم على الأراضي الفلسطينية عقب العمليات الإسرائيلية الأخيرة التي خلفت شهداء في مخيم جنين ومناطق أخرى، وتلتها عمليتان في القدس المحتلة أوقعتا قتلى وجرحى إسرائيليين.

المصدر : الجزيرة

About Post Author