تراس تعلق على تصريحات بوتين وواشنطن تتوعده إذا استخدم النووي
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المواطنين الروس إلى رفض التجنيد الإجباري والهروب من التعبئة العسكرية، في حين حذرت واشنطن من أن روسيا ستواجه عواقب كارثية إذا سلكت “المسار المظلم” واستخدمت الأسلحة النووية.
وقال زيلينسكي إن روسيا تجبر المواطنين على المشاركة في ما وصفه بالاستفتاءات الزائفة، وإنها ستستخدم نتائج الاستفتاءات لتقول إنها تتعرض لهجوم من الغرب، داعيا المواطنين الروس للهروب من التعبئة العسكرية الجزئية التي دعا إليها بوتين، ورفض التجنيد الإجباري.
وأكد أن المفاوضات مع بوتين ستكون مستحيلة بعد المضي قدما في الاستفتاءات وإعلان نتائجها.
وقال إن قواته سترد على أي هجوم روسي في جميع المناطق، وستحرر البلاد بالكامل، متعهدا بعدم السماح لمن وصفه “بالمحتل” بالإفلات من العقاب.
وتأتي تلك التصريحات في وقت تتواصل فيه لليوم الثالث على التوالي عمليات التصويت في الاستفتاء بشأن انضمام المناطق التي تسيطر عليها روسيا إلى منظومة الاتحاد الروسي.
وتعهد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن تكون المناطق الأوكرانية التي توافق على الانضمام للاتحاد الروسي تحت الحماية الروسية الكاملة.
وانتقد الوزير الروسي في هذا السياق ردود الفعل الغربية، إزاء الاستفتاءات التي تجرى في مناطق شرق أوكرانيا ووصفها “بالهستيرية”، وقال إنها تدل على أن الغرب لم يعد يقيم وزنا للإرادة الشعبية التي روّج لها في الماضي، وفق تعبيره.
وكانت الحكومة الأوكرانية طلبت -عبر بعثتها في الأمم المتحدة- عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث مسألة الاستفتاءات في شرق أوكرانيا.
وحددت جلسة مفتوحة لهذه الغاية في مجلس الأمن الثلاثاء المقبل، ومن المتوقع أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إفادة إلى أعضاء المجلس بشأن هذه القضية.
سوليفان: واشنطن حذرت الكرملين من استخدام النووي
وفي السياق ذاته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم الأحد إن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت الكرملين سرا أن أي استخدام للأسلحة النووية في الحرب في أوكرانيا ستكون له “عواقب كارثية” على روسيا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جدد تحذيراته الأسبوع الماضي بوجود تهديد نووي، وقام بتعبئة مئات الآلاف من قوات الاحتياط، بعدما استعادت القوات الأوكرانية مساحات من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا بالبلاد.
ووفقا لوكالة بلومبيرغ للأنباء، فقد قال سوليفان -في مقابلة مع برنامج “واجه الأمة” على شبكة “سي بي إس” (CBS) التلفزيونية الأميركية اليوم الأحد- إن تلك التهديدات النووية “مسألة يجب أخذها على محمل الجد”.
وقال سوليفان “نتواصل مع الكرملين بشكل مباشر وخاص، وعلى كل المستويات، بأن أي استخدام للأسلحة النووية سيقابل بعواقب كارثية على روسيا، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون بشكل حاسم، وكنا واضحين ومحددين بشأن ما سيستتبعه ذلك”.
لا تنصتوا لطبول الحرب
من جهتها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إن بريطانيا وحلفاءها يجب ألا ينصتوا إلى “طبول الحرب التي يقرعها” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا، بعد أن أمر بتعبئة جزئية للقوات وأثار احتمال نشوب صراع نووي.
وقالت تراس لشبكة “سي إن إن” (CNN) -في مقابلة أذيعت اليوم الأحد- “لا ينبغي أن نستمع إلى أحاديثه عن الحرب وتهديداته الجوفاء، وبدل ذلك ما نحتاج إليه هو الاستمرار في فرض عقوبات على روسيا ومواصلة دعم الأوكرانيين”.
انفجار في كراماتورسك
وفي التطورات الميدانية بأوكرانيا، قال مراسل الجزيرة إن انفجارا وقع في كراماتورسك شمال دونيتسك أوبلاست (شرقي أوكرانيا)، وإن صافرات الإنذار دوّت في أرجاء المدينة.
وفي خيرسون (عاصمة مقاطعة خيرسون أوبلاست جنوبي أوكرانيا)، قالت السلطات الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية قصفت جسر أنتونوفسكي على نهر دنيبرو (شمالي المقاطعة).
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأحد إحباط محاولة من القوات الأوكرانية لاستهداف محطة زاباروجيا للطاقة الذرية (جنوب شرقي أوكرانيا) بـ8 مسيرات مفخخة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن كل المسيرات الأوكرانية أُسقطت خارج أرض المحطة.
وتأتي هذه التطورات العسكرية وسط تبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصف أهداف مدنية في الجبهتين الشرقية والجنوبية.
استدعاء متقاعدين ومرضى
من جهة أخرى، تعهدت السلطات الروسية بإصلاح “الأخطاء” التي ارتُكبت في إطار إعلان الرئيس فلاديمير بوتين التعبئة، بعد استدعاء أشخاص للقتال يفترض أنهم معفيون؛ مما أثار جدلا.
ومع إعلان بوتين “تعبئة جزئية” لعناصر الاحتياط الأربعاء الماضي للتوجه إلى أوكرانيا، أوضح أنه سيتم استدعاء الأشخاص الذين يتمتعون بخبرة عسكرية أو مهارات “ذات صلة” دون سواهم، لكن استدعاء أشخاص تجاوزوا سن القتال أو مرضى أو معفيين لأسباب أخرى أثار ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما أحرج السلطات.
وفي منطقة فولغوغراد (جنوب غربي البلاد)، استدعي عسكري في سن التقاعد يبلغ 63 عاما ويعاني من السكري ومن مشاكل في رأسه إلى مركز للتدريب قبل أن يُسمح له بالمغادرة.
وفي المنطقة نفسها، استدعي ألكسندر فالتين (58 عاما)، وهو مدير مدرسة ريفية صغيرة، علما بأنه لم يخدم في الجيش من قبل. وبعد أن نشرت ابنته مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تم تداوله على نطاق واسع تمكن من العودة إلى منزله.
وبعد إقرار غير معهود بحصول أخطاء، لامت رئيسة مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي فالنتينا ماتفيينكو السلطات الإقليمية المُشرفة على التعبئة.
ونددت -في بيان على موقع تليغرام- بـ”حالات استدعاء غير ملائمة أثارت جدلا محتدما في المجتمع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأضافت “يرى البعض على ما يبدو أن تقديم تقرير بسرعة أهم من تأدية مهمة بالشكل الصحيح للدولة. هذه التجاوزات غير مقبولة على الإطلاق”.