بادي كونسيدين وميللي ألكوك في بيت التنين (الصحافة الأميركية)

بادي كونسيدين وميللي ألكوك في بيت التنين (الصحافة الأميركية)

فتح كل من الكاتبين رايان كوندال وجورج مارتن والمخرج ميغيل سابوغنيك الأبواب على جميع احتمالات الصراع وسفك الدماء والمؤامرات في القصر الملكي بـ”بيت التنين” (The House Of Dragons) في الحلقة القادمة من المسلسل، والتي تبث الاثنين المقبل.

فالملك الذي يعيش آخر أيامه يحاول الدفع بابنته لولاية العهد على عكس التقاليد التي سارت عليها مملكته 100 عام سابقة، بينما يطمح شقيقه الأصغر الفارس القوي لخلافته، ويرى “المجلس الأعظم” في توليه كارثة.

 

ولم يتعلم الأبناء والأحفاد شيئا من مقولة الملك جيهيروس الحكيمة “لا شيء قادر على هزيمة عائلة التنين سوى أفرادها”، فالتهمت الجميع حرب أهلية قضت على السلالة بأكملها وأسقطت العائلة، ولم تكن تلك الحكمة سوى خلاصة ما تعلمه رجل نجح في حكم وستروس لأكثر من 60 عاما، لكنه آمن أن القوة الحقيقية في الوحدة وأن الهزيمة تأتي من الداخل أولا.

تلك هي الحكمة الأساسية التي أراد صناع العمل للجمهور أن يعرفوها في الجزء الجديد من مسلسل “لعبة العروش” (The Game Of Thrones)، ويأتي تحت عنوان جديد هو” بيت التنين”، وقد تم تصوير العمل في منطقة كورونوال في إنجلترا بإنتاج أميركي.

وقد عُرضت الحلقة الأولى من “بيت التنين” بعد 3 أعوام من الانتظار في إنجلترا والولايات المتحدة الأميركية على منصة “إتش بي أو” (HBO)، وكشفت ردود فعل المشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعي تفاؤلا بشأن الجزء الجديد والذي يمتد لـ6 حلقات.

وإذا كانت الأجزاء الثمانية السابقة من المسلسل الملحمي والتي عرضت بين عامي 2011 و2019 قد دارت رحاها وصراعاتها بين الممالك، فإن “بيت التنين” يقلص تلك المساحات الهائلة للممالك مكتفيا بواحدة منها فقط، وينطلق الصراع من أهم نقاط القوة فيها وهي كرسي العرش نفسه.

وتدور أحداث قصة المسلسل حول عائلة تارغارين قبل أقل من 200 عام من أحداث “لعبة العروش”، حيث ينتهي الصراع بين العائلات بسيطرة آل تارغارين على مملكة ويستروس، ويدور الصراع في الجزء الجديد حول بداية صراع التوريث بين المرشحين لتولي العرش، وهو ما أدى لحرب أهلية، وقد عرف هذا الصراع باسم رقصة التنانين.

البداية

تبدأ القصة بالملك العجوز جيهيروس وقد فقد ولديه، وتوجب عليه أن يختار وليا للعهد، فيدعو لاجتماع المجلس العظيم في هارينهال ليحضره أكثر من ألف لورد، ويطالب بالعرش نحو 14 منهم، وبينهم ابنته، لكن الملك يختار اللورد فيسيروس لولاية العهد، بينما تدمع عينا ابنته ويصطبغ وجهها بالحسرة والقهر.

وبنهاية المشهد التمهيدي الذي يأتي بصوت الأميرة رينيرا ابنة الملك القادم فيسيروس، نكتشف أن المملكة كانت في قمة قوتها في ذلك الوقت، حيث تمتلك 10 تنانين بالغة، وهي قوة لا يمكن هزيمتها، ونكتشف أيضا أن هذه المملكة كانت محكومة بقواعد لا تقبل توريث العرش للمرأة.

وبالانتقال للحظة الحالية، نجد الملك فيسيروس مستقرا في حكمه، لكن لديه بعض الهموم، ومن بينها انتظاره لولادة ولي عهد من زوجته التي يحبها كثيرا، وقد تزوجها بعد رحيل زوجته الأولى والدة ابنته الأميرة الشابة رينيرا.

وتواجه الزوجة مشكلة في ولادة ولي العهد المنتظر، ويوضع الملك في موقف صعب للاختيار بين إنقاذ زوجته أو طفله وولي عهده القادم، فيختار الثاني، لكن الطفل والأم يموتان.

ويتكرر موقف الملك السابق بعد رحيل ولديه، إذ يطالب مجلس المستشارين الملك باختيار ولي عهد، وعليه أن يختار بين ابنته مخالفا التقاليد أو أخيه “ديمون” العنيف، الماجن، غير المسؤول.

وثمة محاذير على الملك مراعاتها في أثناء اختياره، فهناك معارضة قوية وتحفز ضد الأخ الذي يتولى تأمين العاصمة ولا يتردد في قتل المواطنين وبتر أعضائهم في مشاهد عنف ودماء مبالغ فيها، لكنه -رغم ذلك- فارس قوي شديد الذكاء.

وينقل البعض للملك شماتة أخيه في موت ابنه، فيبعده بعد أن كان قريبا ويقرر اختيار ابنته لولاية العهد.

وبعيدا عن الرواية التي كتبها “جورج آر آر مارتن” فإن الحلقة الأولى رسمت خطوطا درامية وصنعت تقاطعات وإمكانيات واسعة جدا للصراع بين العم وابنة الأخ حول العرش وبين العم وابنة الأخ كطرف ضد أطراف أخرى في مجلس مستشاري الملك، وفي ظل تهديد ما أطلق عليه المستشارون “التحالف الثلاثي” فإن طرف خارجي مرشح للتدخل في هذا الصراع.

شخصيات رئيسية

وسط حالة لا نهائية من التخيل الخالص للأماكن والأشياء والحيوانات والوحوش وعلاقات القوة، والكوكب الذي يفترض أنه مجاور للأرض، تبدو شخصيات العمل أقرب إلى شخصيات من لحم ودم، ونماذج قد يكون الواحد منا صادفها بشخوصها أو على الأقل رصد مسيرتها العامة عبر الإعلام.

ولم يقدم صناع التنين نسخا تشبه تلك التي قدموها في لعبة العروش، فالأولى قدمت أنماطا من البشر يقع المشاهد في حبهم، أو آخرين يكرههم المشاهد فيما يشبه تنميطا عفا عليه الزمن في السينما، بينما في “بيت التنين” نجد الشخص يتخذ قرارات تدفع المشاهد لحبه والتعلق به، ولكنه في المشهد التالي يصبح كريها لدى ذلك المشاهد، وهو تمايز واختلاف بين طريقتي الكتابة وتقديم العمل بين “لعبة العروش” و”بيت التنين” رغم حرص صناع “بيت التنين” على الاحتفاظ بطابع المسلسل الأصلي للحفاظ على رصيد النجاح الساحق الذي حققته الأجزاء الثمانية الماضية.

لكن ذكاء وخبرة جورج مارتن يدفعانه إلى تقديم شخصية مستقلة لعمله الجديدة لتوفر له أسباب النجاح وليس الوجود كظل باهت لمسلسل ناجح.

ويحفل المسلسل بـ 29 من الشخصيات التي تساهم في سير الأحداث والتحولات الدرامية، لكن أهمها هي شخصية الملك الطيب فيسيريس تارغارين (يجسد هذه الشخصية الممثل بادي كونسيدين) الذي اختير خلفا للملك القديم جيهيريس تارغانين، وهو رجل دافئ ولطيف ومحترم، ولا يرغب إلا في المضي قدما في إرث جده، لكنّ الرجال الطيبين لا يصنعون بالضرورة دولا عظيمة.

أما الأمير المارق فيجسده الممثل مات سميث وهو الأمير “ديمون تارغارين”، الأخ الأصغر للملك فيسيريس ووريث العرش المحتمل، وهو محارب منقطع النظير وفارس يقود التنانين.

وديمون مارق ماجن، عنيف بلا حدود، لا يتردد في القتل، وارتياد الأماكن المشبوهة، وهذه الشخصية في “بيت التنين” تحمل ظلالا قوية من شخصية في “لعبة العروش” هي شخصية جايمي لانستر (جسده الممثل نيكولاي كوستر) الشهير بالطول والوسامة والشعر الذهبي، وهو فارس بارع يرتبط بعلاقة آثمة تثمر عن إنجاب عدة أطفال، وكان يحمل لقب ذابح الملك لقتله الحاكم السابق للمملكة.

 أجمل النساء

وأجمل النساء في الممالك السبعة تجسدها أوليفيا كوك باسم “أليسنت هايتاور”، وهي المرأة الأكثر جمالا في الممالك السبع، نشأت في القصر الأحمر، بالقرب من الملك ودائرته الداخلية؛ إنها تمتلك كلا من النعمة والفطنة السياسية الشديدة، وتنعكس صورة وشخصية دينيرس تارغارين من “لعبة العروش” على أميرة بيت التنين، والأولى أيضا سليلة عائلة تارغارين، والتي قادها ذكاؤها وجمالها إلى تكوين جيش ضخم من أجل محاولة استعادة العرش الحديدي، بمعاونة تنانين قوية تسيطر عليهم وحدها، وهي تُعرف بلقب أم التنانين و جسدتها في لعبة العروش “إميليا كلارك”.

وتجسد الممثلة البريطانية إيما دارسي دور الأميرة رينيرا تارغارين، الطفلة البكر للملك، وهي من أصل فاليريان نقي، وهي راكبة تنين، لكن مشكلتها الأبدية أنها لم تولد رجلا.

ويقدم الممثل ستيف توسان دور اللورد كورليس فيلاريون، “ثعبان البحر”، وهو من سلالة فاليريان قديمة قدم عائلة تارغارين، وهو أشهر مغامر بحري في تاريخ ويستروس. وقد بنى اللورد كورليس منزلته على القوة والثراء وعلى قيادة أكبر قوة بحرية في العالم.

ويقدم النجم الشهير ريس إيفانز دور أوتو هايتاور، ويخدم أوتو بإخلاص كلا من ملكه ومملكته، وهو يرى أن أكبر تهديد للمملكة هو شقيق الملك.

وشخصية أوتو هايتاور تحمل ملامح كثيرة من شخصية أخرى في “لعبة العروش” وهي لورد كاسلتي (الممثل تشارلز دانس) روك العضو الأبرز في عائلة لانستر بقوة شخصيته وقسوته وذكائه الحاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author