تصعيد نووي وتهديد أوروبي وتغير للنظام العالمي.. محللون يتوقعون ما ينتظر حرب أوكرانيا في عامها الثاني
شكلت الحرب الروسية على أوكرانيا الحدث الأبرز عالميا خلال العام المنصرم، ومع استمرارها ومعاناة العديد من دول العالم من تبعاتها، خاصة في مجالي الطاقة والغذاء؛ تتركز الأنظار على معرفة مصيرها ومساراتها المحتملة في عامها الثاني.
وعن التوقعات والسيناريوهات العسكرية أو التسويات السياسية المحتملة لهذه الحرب خلال الأشهر المقبلة، قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا -في حديثه لبرنامج سيناريوهات بتاريخ (2023/2/23)- إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع أهدافا سياسية كبيرة ولكنه خصص لها أدوات متواضعة وأداء لم يكن جيدا.
لا خسارة ولا ربح
أما الدول الغربية، فرأى حنا أنها كانت واضحة من الناحية الإستراتيجية، إذ شدد الرئيس الأميركي جو بايدن على عدم تواجد قوات عسكرية أميركية على الأراضي الأوكرانية. ومن الناحية الإستراتيجية، أوضح أن الدول الغربية تعتمد على دعم أوكرانيا حتى لا يربح بوتين ويهدد أوروبا ويغير النظام العالمي القائم، وفي الآن ذاته لا يجب أن تكون خسارته بطريقة “مذلة” حتى لا يلجأ إلى خيار التصعيد النووي.
وعلى الجانب الروسي، قال المحلل السياسي يفغيني سيدوروف إن روسيا في حربها على أوكرانيا كانت لها هفوات وثغرات تسببت في بعض التراجعات العسكرية، ولكنها ستعمل على تجاوزها في العام الثاني من الحرب، خاصة في ظل القيادة العسكرية الجديدة.
وتوقع سيدوروف أن يكون هناك إسراع في وتيرة العمليات العسكرية الروسية لتحقيق هدفها الأساسي في هذه المرحلة، وهو السيطرة على منطقة دونباس، مشيرا إلى أن تصريحات القيادة الروسية تذهب إلى أن زيادة حجم الإمدادات الغربية يجعل موسكو مضطرة لإبعاد الخطر الذي يخيم عليها واستمرارها في عملياتها العسكرية.
تهديد مباشر لأوروبا
من جهتها، رأت الباحثة في المعهد الملكي للشؤون الدولية سامانثا دي باندير أن الدول الغربية لم تكن لديها إستراتيجية خاصة بالحرب في أوكرانيا، ولكن بعد الصمود الأوكراني عملت على مساعدتها لأن كثيرا من الدول في أوروبا الشرقية شعرت بأنها تحت تهديد مباشر من روسيا التي تسعى لغزو أوكرانيا والاستمرار في حرب استنزاف بها، لكن أوروبا تحاول منع ذلك.
يذكر أنه مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا واشتداد ضراوتها، ومحاولة كل طرف تحقيق مكاسب على الأرض؛ يرجح أن ترتفع حصيلة الخسائر البشرية في صفوف العسكريين والمدنيين من الجانبين الروسي والأوكراني، لكن الأرقام تبقى متباينة بين المصادر الروسية والغربية وتقارير الأمم المتحدة.
ووفقا لوزارة الدفاع الروسية، فإن عدد قتلى الجيش الروسي حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي بلغ نحو 6 آلاف جندي روسي، في حين قالت مصادر عسكرية أميركية إن التقديرات تشير إلى مقتل 180 ألف عسكري روسي خلال عام 2022.
وعلى الجانب الأوكراني، قالت مصادر رسمية أوكرانية إن عدد قتلى الجيش الأوكراني بلغ نحو 13 ألفا في نهاية العام الماضي، في حين قدرت مصادر عسكرية أميركية عدد القتلى والجرحى الأوكرانيين بنحو 100 ألف.