تطورات المشهد السوداني.. من المستفيد من خروج قيادات من نظام البشير من السجن؟
لم يتفق ضيوف حلقة برنامج “ما وراء الخبر” في تحليلهم لتطورات المشهد السوداني حول تصورهم للجهة التي تقف وراء إطلاق سراح مجموعة من رموز نظام الرئيس السوداني المعزول عمر حسن البشير من السجن.
وفي ظل تفجر الأوضاع الأمنية في البلاد، تفاجأ السودانيون بخبر اقتحام السجون وإطلاق سراح نزلائها، ومن بينهم رموز في النظام السابق. وقد تبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك. فبينما حمّل بيان الجيش، قوات الدعم السريع مسؤولية اقتحام السجون وإطلاق نزلائها بطريقة عشوائية في محاولة لخلق فوضى بالبلاد، اعتبر بيان من قوات الدعم السريع خروج قيادات في نظام عمر البشير من السجون “ممارسة تضليلية مكشوفة”، تهدف إلى استعادة النظام السابق.
وفي تعليقه على خروج مجموعة من قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان سابقا من السجن، اتهم وزير الإعلام والاتصالات السوداني الأسبق، حسن إسماعيل قوات الدعم السريع بالوقوف وراء العملية، بحجة أنها تسعى إلى الزج بهم في الصراع الحالي بينها وبين الجيش السوداني.
وكشف إسماعيل -في حديثه لحلقة (2023/4/26) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن المعتقلين السياسيين كانوا قد خاطبوا الدولة السودانية من أجل توفير مكان آمن لهم، لأن سجن كوبر لم يعد كذلك، ثم جاءهم حراس وطلبوا منهم تأمين أنفسهم بأنفسهم. وربط خروجهم بالفوضى التي سادت الخرطوم بسبب الاقتتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال إن الإسلاميين ليسوا مستفيدين من الصراع الحالي، وإن الذين يريدون إبعادهم من المشهد والزج بهم في الصراع هم الذين يحاولون تعويض الخسائر التي تكبّدوها أمام القوات المسلحة، في إشارة منه إلى قوات الدعم السريع التي قال إن معركتها خاسرة.
وفي نفس الاتجاه ذهب الباحث في مركز الخرطوم للحوار، الرشيد المعتصم، إذ اتهم قوات الدعم السريع بالتعدي على السجون وإخراج السجناء، متحدثا عن شهادات لسجناء تُثبت ذلك، وقال إن قوات الدعم ربما أرادت خلط الأوراق وتوجيه رسائل إلى الخارج وخصوصا إلى الولايات المتحدة الأميركية والأوروبيين من خلال ربط تلك العناصر بالإرهاب العابر للحدود، لكنها -أي قوات الدعم- أخطأت التقدير، كما أضاف المعتصم.
وأشار إلى أن الرئيس السابق لحزب المؤتمر الوطني أحمد هارون كانت له خصومات وتحفظات على قوات الدعم السريع، وأن إطلاق سراحه يعود لنقص الخبرة والارتباك لدى عناصر قوات الدعم السريع.
وكان الرئيس السابق لحزب المؤتمر الوطني أحمد هارون، فاجأ السودانيين أمس ببيان صوتي قال فيه إنه غادر السجن مع مسؤولين سابقين آخرين، وإنهم سيوفرون الحماية لأنفسهم. غير أن الجيش قال لاحقا إن البشير وعددا آخر من رموز نظامه من العسكريين محتجزون في مستشفى “علياء” العسكري، حيث نُقلوا من سجن “كوبر” قبل المواجهات العسكرية في الخرطوم.
أيادٍ سياسية متورطة
أما الكاتب والمحلل السياسي، الباشا طبيق، فرجّح أن تكون أياد سياسية داخل المؤسسة العسكرية هي من تقف وراء خروج المعتقلين السياسيين من السجن، بهدف صب الزيت على النار وزيادة تعقيد المشهد السوداني، مستدلا في ذلك بتصريحات أحمد هارون، الوزير السابق في حكومة البشير والتي تضمنت دعم حزب المؤتمر الوطني المنحل للجيش في مواجهة قوات الدعم ودعوة السودانيين للالتفاف حوله.
ونفى طبيق -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر”- تورط قوات الدعم السريع في إطلاق سراح السجناء السياسيين، قائلا إنه لا علاقة لها ولا مصلحة في إخراجهم من السجن، مؤكدا في ذات السياق أن السجناء أنفسهم لم يذكروا أن قوات الدعم السريع هي من أخرجتهم، فضلا على أن الجهة المسؤولة عن تأمين السجناء هي وزارة الداخلية السودانية، كما تابع الضيف.
وكانت وزارة الداخلية السودانية اتهمت قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالمسؤولية عن الاضطرابات والجرائم الخطيرة التي ارتكبتها في حق البلاد، ومنها اقتحام عدد من السجون، وإطلاق سراح من سمتهم “عتاة المجرمين”.