قالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها السنوي عن مراقبة الذخائر العنقودية إن 219 شخصا لقوا حتفهم أو أصيبوا بالذخائر العنقودية في عام 2023، وإن 47% منهم من القصر.
وكان 93% من ضحايا الذخائر العنقودية في العام الماضي من المدنيين.
لكن المنظمة -مع ذلك- اعترفت بأن المعاهدة الدولية التي تحظر الذخائر العنقودية تحقق تقدما، وذلك مع استجابة العديد من الدول لمقتضياتها، ومع انخفاض ضحايا تلك الذخائر بنحو ألف شخص مقارنة بين 2023 والعام الذي قبله.
ويوضح التقرير المكون من 100 صفحة “مرصد الذخائر العنقودية 2024” سياسة وممارسات جميع البلدان فيما يتعلق بالمعاهدة الدولية التي تحظر الذخائر العنقودية وتتطلب تدمير المخزونات، وتطهير المناطق الملوثة بمخلفات الذخائر العنقودية، ومساعدة الضحايا.
ودعت ماري ويرهام، نائبة مدير الأزمات والصراعات والأسلحة في هيومن رايتس ووتش، ورئيسة تحرير “مرصد الذخائر العنقودية 2024” جميع البلدان إلى الانضمام إلى الاتفاقية والالتزام بها إذا كانت جادة في حماية المدنيين من هذه الأسلحة في مواجهة الصراعات المتصاعدة.
ويمكن إطلاق الذخائر العنقودية من الأرض بالمدفعية أو الصواريخ أو القذائف أو قذائف الهاون، أو إسقاطها بواسطة الطائرات. وعادة ما تنفتح في الهواء، فتنشر العديد من مكوناتها على مساحات واسعة. وعادة ما لا تنفجر العديد من الذخائر عند الاصطدام الأولي، فتترك ذخائر غير منفجرة يمكن أن تؤذي وتقتل بشكل عشوائي- مثل الألغام الأرضية- لسنوات.
وتم استخدام الذخائر العنقودية في أوكرانيا من قبل القوات الروسية والأوكرانية في عام 2023 وحتى يوليو/تموز 2024، في حين تم تسجيل استخدام جديد أيضًا في ميانمار وسوريا.
وتقول هيومن رايتس ووتش إن الاتفاقية وصلت إلى “معلم رئيسي” في ديسمبر/كانون الثاني 2023 عندما أكملت بيرو تدمير الذخائر العنقودية المخزنة لديها، حيث كانت آخر دولة طرف لديها مخزونات معلنة.
وأعلنت بلغاريا وسلوفاكيا وجنوب أفريقيا عن الانتهاء من تدمير مخزوناتها من الذخائر العنقودية في سبتمبر/أيلول 2023، والبوسنة والهرسك تطهير مخلفات الذخائر العنقودية فيها في أغسطس/آب من العام نفسه. وتعني هذه التطورات، وفق التقرير، أن الدول الأعضاء دمرت بشكل جماعي الآن 100% من مخزوناتها المعلنة من الذخائر العنقودية، ودمرت 1.49 مليون ذخيرة عنقودية و179 مليون ذخيرة صغيرة.
وقامت الدول الأعضاء في المجمل بتطهير أكثر من 83 كيلومترا مربعا من الأراضي المتضررة في عام 2023، ودمرت ما لا يقل عن 73 ألفا و348 ذخيرة فرعية غير منفجرة وبقايا ذخائر عنقودية أخرى.
ووفقًا للتقرير، فإن 28 دولة ومنطقة أخرى ما تزال موبوءة ببقايا الذخائر العنقودية.
وقد تسببت هجمات الذخائر العنقودية في سقوط ضحايا مدنيين في ميانمار وسوريا وأوكرانيا في عام 2023، في حين قُتل أو جُرح أشخاص بسبب مخلفات الذخائر العنقودية في هذه البلدان وفي أذربيجان والعراق ولاوس ولبنان وموريتانيا واليمن.