في دراسة جديدة نشرت بتاريخ 7 يونيو/حزيران الجاري في دورية “ساينتفك داتا” (Scientific Data)، كشف فريق دولي من الباحثين عن الخريطة الأكثر تفصيلا حتى الآن للمحيط الجنوبي المتجمد في القارة القطبية الجنوبية، بما في ذلك أعمق نقطة بالمحيط والتي سميت بـ”فاكتوريان ديب” (Factorian deep) وتقع على عمق 7437 مترا تقريبا تحت سطح البحر.

ووفقا لتقرير نشر على موقع “لايف ساينس” (Live Science) فقد تم اكتشاف “فاكتوريان ديب” أو “العمق العاملي” عام 2019 من قبل المستكشف ورجل الأعمال الأميركي فيكتور فيسكوفو، على عمق يعادل ارتفاع 17 مبنى “إمباير ستيت” (Empire State) الذي يعتبر رمزا للثقافة الأميركية وهو ثالث أطول ناطحة سحاب في الولايات المتحدة، وقد اختير كإحدى عجائب الدنيا الحديثة في العالم من قبل الجمعية الأميركية للمهندسين المدنيين.

 

وفي رحلاته لرسم خرائط لأعمق النقاط في المحيطات الخمسة حول العالم، قام فيسكوفو بتجربة غواصة تسمى “ليميتنغ فاكتور” (Limiting Factor) للنزول إلى قاع خندق ساندويتش (Sandwich Trench) الجنوبي بالمحيط الأطلسي وهو واد تحت سطح البحر يمتد لمسافة 965 كيلومترا من قاع البحر بين أميركا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية ويفصل بين المحيطين الأطلسي والمحيط الجنوبي.

وتمكّن طاقم البعثة من رسم كامل طول خندق ساندويتش الجنوبي للمرة الأولى على الإطلاق، وكشف النقاب عن أعمق نقطة جديدة في المحيط الجنوبي جنوب خط العرض 60.

Southern Ocean, Antarctica.
نقطة “فاكتوريان ديب” تقع على عمق 7437 مترا تقريبا تحت سطح البحر (شترستوك)

تعاون دولي لتوقيع تضاريس قاع المحيط

وتعتبر الخريطة المحدثة نتاج جهد مشترك لمشروع “إنترناشونال باثيمترك تشارت أوف ذي ساوثرن أوشن” (IBCSO) الذي بدأ في رسم مخطط أعماق المحيط الجنوبي عام 2013، ومشروع “نيبون فاونديشن جي إي بي سي أو سيبيد 2030” (2030 Nippon Foundation-GEBCO Seabed) الذي يهدف إلى رسم خريطة عالمية لقاع البحر بالكامل بحلول عام 2030. وقد ذكر الباحثون في ورقتهم أن الخريطة الجديدة مستمدة من أكثر من 1200 مجموعة من بيانات السونار والتي تم جمعها في الغالب بواسطة سفن علمية من جميع أنحاء العالم.

 

وتجدر الإشارة إلى أن مخطط قاع البحر يغطي أكثر من 48 مليون كيلومتر مربع من قاع البحر، أي أكثر من ضعف المساحة التي غطتها أول خريطة لمشروع “IBCSO” والتي تم إصدارها في عام 2013. وهذا يعني أنه لا يزال هناك الكثير من العمل لإكمال المشروع، وضمن هذا الإطار يشجع المشروع جميع السفن التي تمر عبر المحيط الجنوبي على تشغيل السونار الخاصة بها والمساهمة بالبيانات في المشروع.

وأوضح مسؤولو (IBCSO) لشبكة “بي بي سي” (BBC) أن رصد قاع المحيط وتوقيع تضاريسه على خريطة هو أمر في غاية الأهمية، وذلك لأنها ستفيد في الملاحة إلى جانب دعم وتعزيز البحث البيولوجي من خلال تحديد مواقع الجبال تحت سطح البحر التي تميل إلى أن تكون نقاطا ساخنة للتنوع البيولوجي تحت سطح البحر، كما يؤثر عمق المحيط أيضا على حركة التيارات واختلاط المياه العمودي، وهو ما يؤثر بالتالي في النماذج المناخية التي تظهر كيفية تأثير المحيطات على الحرارة حول الكوكب.

المصدر : بي بي سي + لايف ساينس

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *