تيتو مسعود.. مهندس العبوات الموجهة في كتائب القسام
قائد في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولد عام 1967 في مخيم جباليا، والتحق بصفوف الحركة تزامنا مع الانتفاضة الأولى عام 1987، ثم انضم إلى كتائب القسام عام 1994. شارك في تصنيع القذائف والعبوات الناسفة والموجهة، وفي تصنيع صاروخ القسام الأول “قسام 1” رفقة نضال فرحات. اغتاله الاحتلال الإسرائيلي عام 2003.
المولد والنشأة
ولد تيتو محمود مسعود يوم 8 أبريل/نيسان 1967، هُجرت عائلته من بلدة دير سنيد عقب نكبة عام 1948، واستقرت في مخيم جباليا شمال شرقي قطاع غزة. تبنى تيتو قضية تحرير فلسطين وهو في الـ20 من عمره، حين بدأت انتفاضة الحجارة (1987-1993) في المخيم الذي يقطنه وعائلته، وكان كثير التردد على مسجد المخيم، حيث كانت خطابات حركة حماس تصدح بالأرجاء، وتُمهد لمقاومة مسلحة وصراع وجودي.
التجربة النضالية
انخرط مسعود في عمليات مطاردة دوريات الاحتلال الإسرائيلي ورشقها بالحجارة تزامنا مع الانتفاضة الأولى، وأخذ على عاتقه مسؤولية مراقبة ورصد الدوريات الراجلة في حارات المخيم.
انضم إلى صفوف حركة حماس عام 1987 وانخرط في العمل الحركي فيها من كتابة الشعارات على الجدران، إلى توزيع البيانات، وصولا إلى متابعة وتعقب العملاء داخل المنطقة.
كانت أول عملية عسكرية شارك فيها هي عملية استهداف على الخط الشرقي من جباليا 1987، حيث هاجم مع عدد من مقاتلي كتائب القسام بالرشاشات إحدى دوريات الاحتلال المتمركزة في المنطقة، وأدت العملية إلى مقتل اثنين من جنود الاحتلال.
عام 1989 شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة شملت قادة من الحركة، وكان من بينهم تيتو، وقضى 4 أشهر في سجن النقب الصحراوي. بعد إطلاق سراحه التحق بمجموعات الردع التابعة لحركة حماس، والتي كانت تعرف حينها بمجموعات الصاعقة الإسلامية، وعملت على مراقبة وتصفية العملاء المتعاونين مع قوات الاحتلال.
اعتقله الاحتلال الإسرائيلي مجددا يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 1990، وأمضى 3 سنوات في السجون الإسرائيلية. انتسب عام 1994 للجهاز العسكري في حركة حماس (كتائب القسام)، وشارك في عدة عمليات عسكرية، حتى صنفته إسرائيل ضمن الأسماء التي تشكل خطرا على أمنها.
في عام 1996 واجهت حركة حماس حملة اعتقالات واسعة شنتها السلطة الفلسطينية، طالت مسعودا وعددا من رفاقه من القادة السياسيين والعسكريين للحركة. فقضى 4 سنوات في سجن جهاز الأمن الوقائي، الذي كان يرأسه محمد دحلان، ووُصفت تلك الحملة بـ”ضربة عام 1996″، وتعرض فيها المساجين خلال فترة اعتقالهم لأساليب تعذيب قاسية.
كان لمسعود دور بارز في انتفاضة الأقصى عام 2000، فقبل اندلاعها بيومين أطلق النار على حاجز عسكري لجنود الاحتلال في مستوطنة نتساريم -آخر المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة- مما أدى إلى مقتل اثنين منهم.
التجربة العسكرية
عُرف مسعود بأنه مهندس العبوات الموجهة في كتائب القسام، وبرز بمهارات استثنائية في هندسة المتفجرات والقنابل، وصناعة مختلف أنواع العبوات الناسفة، بما في ذلك العبوات الموجهة والأرضية وقذائف الهاون والأنيرجا المضادة للأفراد.
بعد انتفاضة الأقصى رافق مسعود القائد العام لكتائب القسام صلاح شحادة لأكثر من 7 أشهر، إذ كان ضمن فرقة الحماية الخاصة به ويشاركه في المهمات جميعها.
الإنجازات
يعود أصل فكرة تصنيع صواريخ القسام إلى نضال فرحات وتيتو مسعود اللذين صنعا أول صاروخ قسامي، وأطلقا عليه اسم القسام (1)، وقد بلغ مداه آنذاك 2.5 كيلومتر. بعد 4 أشهر، وتحديدا يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001، سقط أول صاروخ محلي الصنع “القسام 1” داخل مستوطنة “سديروت” التي تبعد حوالي 1.5 كيلومتر من قطاع غزة.
وتبنت كتائب القسام هذه العملية، وقد أنهى تيتو مسعود مع رفيقه نضال فرحات صناعة صواريخ القسام (2) و(3) قبل استشهادهما. منذ ذلك الحين، بدأت حركة حماس في غزة بتصنيع الصواريخ المحلية وتزويد الفصائل الفلسطينية المقاومة بها خلال الفترة (2001-2005).
الاغتيال
استهدفت مروحية إسرائيلية من طراز أباتشي مساء يوم الأربعاء 11 يونيو/حزيران 2003 سيارة كانت تقل تيتو مسعود وبرفقته سهيل أبو نحل أثناء مرورهما من مفترق الشجاعية بقطاع غزة، مما أدى إلى استشهادهما على الفور.
واستشهد في العملية أيضا 5 مدنيين كانوا على مقربة من المكان. وشُيع جثمان تيتو يوم الخميس 12 يونيو/حزيران 2003 ودُفن في مقبرة الشهداء الشرقية بقطاع غزة.