أكد المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل –في مقال بصحيفة “إندبندنت” (Independent) البريطانية- أن العقوبات الغربية ضد روسيا تؤثر بشدة على الاقتصاد الروسي، وسيزداد هذا التأثير مع مرور الوقت.

وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي تبنى 6 حزم من العقوبات ضد موسكو بعد بدئها حربا ضد أوكرانيا، مضيفا أن العقوبات تشمل لحد الآن نحو 1200 فرد، و98 مؤسسة، إلى جانب عدد كبير من القطاعات الأساسية التي يعتمد عليها اقتصاد روسيا.

 

وأوضح المسؤول الأوروبي أن روسيا مجبرة على استيراد العديد من المنتجات المهمة التي لا تصنعها، حيث تعتمد في التقنيات المتقدمة بنسبة 45% على أوروبا، و21% على الولايات المتحدة، و11% فقط على الصين.

 

وعلى الصعيد العسكري، يوضح بوريل أن العقوبات تمنع موسكو من إنتاج صواريخ متطورة مثل صاروخ “إسكندر”.

النفط

وأضاف المسؤول الأوروبي أن العديد من الصناعات الروسية تعاني من مشاكل عديدة بسبب العقوبات، وضرب على ذلك مثلا بالصناعة النفطية، حيث رحل العديد من المشغلين الأجانب، كما أن السوق الروسية باتت تفتقر إلى الكثير من التقنيات المتطورة المستخدمة في هذه الصناعة مثل تقنيات الحفر الأفقي.

وبخصوص الملاحة الجوية، أوضح المسؤول الأوروبي أن روسيا ستضطر إلى سحب غالبية طائراتها من الخدمة من أجل استخدام قطع الغيار اللازمة للسماح لطائرات أخرى بالتحليق مجددا.

 

وأكد بوريل أن أوروبا ستتخلى عن 90% من النفط الروسي بحلول نهاية 2022، كما ستعمل على تخفيض وارداتها من الغاز بنفس النسبة تقريبا، مبرزا أن هذا القرار سيحرر أوروبا تدريجيا من التبعية التي عرقلت خياراتها السياسية لفترة طويلة في مواجهة “عدوانية بوتين” على حد تعبيره.

وذكر أن مثل هذه القرارات قاسية وصعبة، لأنها خلقت وضعا صعبا سواء بالنسبة للأفراد أو الصناعات، لكن ذاك هو الثمن الذي يتوجب دفعه لتحرير إرادة أوروبا من القيود الروسية.

 

واستبعد بوريل أن تدفع هذه العقوبات بوتين للتراجع عن خططه على المدى القريب، لأن قراراته لا تسترشد في المقام الأول بالمنطق الاقتصادي، لكنه أوضح أن تشديد العقوبات تدريجيا سيضيق الخناق عليه ولا يترك أمامه خيارات كثيرة.

وقال إن العقوبات لا تستهدف أبدا صادرات القمح أو الأسمدة الروسية. في المقابل تمنع روسيا أوكرانيا من تصدير قمحها للعالم، ما يجعل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤول الأول والأخير عن أزمة الغذاء في العالم.

واختتم بأن الحل الحقيقي لأزمة الطاقة والغذاء التي يشهدها العالم يكمن في إنهاء الحرب وانسحاب روسيا من أوكرانيا، وليس في قبول الإملاءات الروسية.

المصدر : إندبندنت

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *