حرب أوكرانيا.. كييف تعلن تدمير “جسر إستراتيجي” في ميليتوبول وواشنطن ترسل أول شحنة مساعدات بمجال الطاقة
أعلنت أوكرانيا تدمير “جسر إستراتيجي” في مدينة ميليتوبول بمقاطعة زاباروجيا الجنوبية، بينما أرسلت واشنطن أولى الشحنات من معدات الطاقة لمساعدة أوكرانيا في أزمة الكهرباء.
وقال مسؤولون أميركيون مساء أمس الاثنين لرويترز إن الولايات المتحدة شحنت الجزء الأول من مساعداتها الخاصة بمعدات الطاقة إلى أوكرانيا في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على دعم البنية التحتية للطاقة في البلاد ضد الهجمات الصاروخية المتصاعدة من روسيا.
ميدانيا قال إيفان فيدوروف عمدة ميليتوبول في منشور على تليغرام، إن الجسر الذي يربط المدينة بقرية كوستيانتينيفكا تم استهدافه.
وأضاف أن الجسر يعد أحد الجسور ذات الأهمية الإستراتيجية بعد جسر القرم.
وأوضح فيدوروف أن القوات الروسية التي وصفها بـ”المحتلة” استخدمت الجسر لنقل معدات عسكرية من الجهة الشرقية للبلاد.
وفي مقاطعة خيرسون المجاورة، أكدت السلطات المحلية مقتل شخصين وإصابة 7 آخرين في قصف روسي على حي سكني في المدينة.
وأفاد مراسل الجزيرة في المقاطعة باشتداد حدة القتال بين القوات الأوكرانية والروسية على طول ضفتي نهر دنيبرو.
كما تحدثت القوات الأوكرانية عن استمرار قصفها المدفعي لمواقع تمركز القوات الروسية على الضفة الأخرى من النهر.
وأشارت إلى أن الروس نقلوا خلال الساعات الماضية معدات وآليات عسكرية من مواقع تمركزهم عند النهر إلى مناطق أخرى في شرقي أوكرانيا.
قصف أوكراني
وفي دونيتسك (شرق) أفادت مراسلة الجزيرة أن القصف الصاروخي الأوكراني تجدد على وسط المدينة، حيث قُتل شخص وتضرر سوق تجاري وبعض المباني جراء القصف.
وكانت السلطات الموالية لموسكو قد أعلنت سقوط أكثر من 230 صاروخا وقذيفة أوكرانية على دونيتسك خلال الساعات الماضية، ما دفعها إلى إجراء تفتيش للتأكد من جاهزية الملاجئ في المدينة في حال الحاجة لاستخدامها، كما ناشدت السلطات السكان أن يبقوا في منازلهم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحداتها تواصل عملياتها الهجومية عند محاور دونيتسك حيث صدت أيضا هجوما مضادا للقوات الأوكرانية.
وأضافت الوزارة أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرتين مقاتلتين أوكرانيتين ومروحيتين فوق دونيتسك.
ووفقا لرئيس جمهورية دونيتسك (الانفصالية) دينيس بوشلين، فإن القوات الروسية تسيطر على أكثر من 50% من أراضي المقاطعة.
ذخائر قديمة
وفي سياق متصل، أعلن مسؤول عسكري أميركي كبير أن روسيا تضطر على ما يبدو لاستخدام قذائف مدفعية قديمة بسبب تناقص حجم مخزوناتها من الذخيرة الحديثة بعد أكثر من 9 أشهر من الحرب في أوكرانيا.
وقال المسؤول الكبير في البنتاغون -رفض الإفصاح عن اسمه للصحفيين- إن مخزونات روسيا من الذخيرة الحديثة “تتضاءل بسرعة” وقد لا تكفيها سوى حتى مطلع العام المقبل إذا ما واصلت قواتها قصف أوكرانيا بالوتيرة الحالية.
وأضاف أن هذا الأمر “هو على الأرجح ما يجبرهم على استخدام قذائف نعتبرها بالية”.
وأوضح أن هذه الذخيرة البالية “تعني بعبارة أخرى أنك تلقّم القذيفة في المدفع وتأمل أن تنطلق أو أن تنفجر عند سقوطها”.
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكّد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن القوات الروسية تعاني من نقص في مخزوناتها من الذخيرة، معتبرا أن السبب في هذا النقص هو مشاكل لوجستية وقصف القوات الأوكرانية لمستودعات الذخيرة الروسية.
العقيدة النووية
وأمس الاثنين أصدرت روسيا توضيحا لموقفها من إمكانية تغيير عقيدتها النووية في ظل الصراع الدائر بأوكرانيا والتوترات مع الغرب.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف إن بلاده لا تنوي أن تغير سريعا عقيدتها النووية.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله إن هناك عملية مستمرة من التفكير والتحليل على مستوى الخبراء بشأن الوضع في العالم.
وتأتي تصريحات المتحدث باسم الكرملين بعد أيام من تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال فيها إن بلاده قد تفكر بشكل رسمي في أن تضيف إلى عقيدتها العسكرية إمكانية توجيه الضربة النووية الوقائية الأولى لنزع سلاح الخصم.
كما حذر بوتين من أن خطر الحرب النووية آخذ في التصاعد رغم تأكيده أن الإستراتيجية النووية الروسية تعمل على مبدأ الرد والدفاع.
ووصفت واشنطن تلميحات بوتين ومسؤولين روس آخرين إلى استخدام أسلحة نووية في إطار النزاع المستمر في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي بغير المسؤولة، وحذرت من عواقب أي عمل من هذا القبيل.
وطبقا للعقيدة النووية الروسية لعام 2020، فإن استخدام الأسلحة النووية يكون ممكنا فقط إذا استخدم العدو أولا هذه الأسلحة أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل ضد روسيا أو حلفائها.
ووفقا لهذه العقيدة أيضا، فإن استخدام الأسلحة النووية يكون ممكنا أيضا إذا تعرض وجود روسيا لتهديد بأسلحة تقليدية.
تعهدات وطلبات
على صعيد آخر، تعهد قادة مجموعة الدول الصناعية السبع (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا واليابان) أمس الاثنين في اجتماع عبر تقنية الفيديو بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتزويد أوكرانيا بأنظمة وقدرات للدفاع الجوي.
واتفق القادة على العناصر الرئيسية لإنشاء منصة لتنسيق المساعدات المالية لأوكرانيا.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز عقب الاجتماع إن هدف المنصة هو سرعة تقديم الدعم لأوكرانيا بمشاركة كييف والمؤسسات المالية الدولية والشركاء الآخرين.
وفي مداخلة بالفيديو خلال الاجتماع طلب زيلينسكي من قادة مجموعة السبع تزويد بلاده بنحو ملياري متر مكعب إضافي من الغاز خلال الشتاء الحالي بعدما دمرت سلسلة من الضربات الروسية العديد من منشآت الطاقة الأوكرانية، مما تسبب في قطع الكهرباء ووسائل التدفئة عن ملايين الأوكرانيين.
كما طالب الرئيس الأوكراني الدول الصناعية الكبرى بمد بلاده بالمزيد من الأسلحة، بما في ذلك دبابات حديثة ومدفعية صاروخية ومزيد من الصواريخ البعيدة المدى.
واقترح زيلينسكي عقد قمة خاصة أطلق عليها “قمة صيغة السلام العالمي” من أجل “تحديد كيفية وتوقيت تنفيذ نقاط صيغة السلام الأوكرانية” التي تضمن أمن أوكرانيا ووحدة أراضيها، داعيا موسكو إلى اتخاذ خطوة ملموسة نحو تسوية دبلوماسية للصراع.
كما طالب الرئيس الأوكراني روسيا بسحب قواتها من بلاده بحلول عيد الميلاد أواخر ديسمبر/كانون الأول الجاري.
موقف إسرائيل
وقال السفير الإسرائيلي لدى كييف ميخائيل برودسكي، إن ما وصفها بالتحديات الأمنية الهائلة هي التي تمنع بلاده من إرسال أسلحة ومعدات عسكرية إلى أوكرانيا.
وأضاف أن إسرائيل على بعد خطوة واحدة من الحرب المقبلة.
وجاءت تصريحات برودسكي في معرض رده على سؤال لإحدى الصحف الأوكرانية عن سبب رفض إسرائيل إرسال أسلحة إلى أوكرانيا.
كما عبر برودسكي عن قلق إسرائيل من احتمال نقل روسيا التقنيات النووية إلى إيران، مؤكدا أن بلاده لن تسمح بذلك.