اتهم مسؤول روسي أوكرانيا بالانسحاب من المفاوضات بعد تدخل أميركي بريطاني، وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه قدم للقادة الأوروبيين الذين زاروا كييف خطة عقوبات ضد روسيا، واتهمها بمحاولة تجويع العالم، وسط تعهدات من أوروبا وحلف الناتو بدعم أوكرانيا.

وفي تصريحات للجزيرة، قال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة إنه ليس هناك مفاوضات لأن الجانب الأوكراني انسحب منها، متهما أوكرانيا بأنها انسحبت بعد تدخل من واشنطن ولندن.

 

وأضاف “نحن جاهزون للمفاوضات ولكن مقاربة الأوكرانيين غير جدية”.

واعتبر الدبلوماسي الروسي أن أزمة الغذاء لم تتفاقم بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

الدعم الأوروبي

من جهة أخرى، أعلن رئيس مكتب زيلينسكي أن أوكرانيا سلمت القادة الأوروبيين الذين زاروا كييف مقترحا لحزمة عقوبات متكاملة ضد روسيا.

وكان زيلينسكي قد استقبل الخميس في القصر الرئاسي بالعاصمة كييف كلا من المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي والرئيس الروماني كلاوس يوهانيس.

وفي مؤتمر صحفي مشترك للقادة الخمسة، اتهم زيلينسكي روسيا بإثارة أزمة الغذاء العالمية، مؤكدا ضرورة بذل قصارى الجهد لمنع خطة روسيا الرامية لخلق الجوع والفوضى السياسية في البلدان الأفريقية والآسيوية، حسب تعبيره.

وأضاف أن العدد الإجمالي للصواريخ الروسية المختلفة التي أطلقت على أوكرانيا والمدنيين قد يقترب هذا الشهر من 3 آلاف صاروخ، ومعظمها أطلقت ضد البنى التحتية المدنية، مشددا على حاجة بلاده إلى شحنات من الأسلحة الثقيلة، وقاذفات الصواريخ الحديثة، وأنظمة صواريخ الدفاع الجوي.

 

وعقب اللقاء أعلن القادة الأوروبيون أنهم سيركّزون على دعم أوكرانيا على مستويات عدة، من بينها مسألة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وفي ختام الزيارة تعهد ماكرون بتكثيف إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا من بينها مدافع قيصر المحمولة على عربات أكثر قوة لصد الغزو الروسي.

في المقابل، أعرب الكرملين عن أمله ألا تكون الزيارة محصورة في صادرات الأسلحة.

وفي سياق متصل، رفضت فيكتوريا أبرامتشينكو نائبة رئيس الوزراء الروسي اتهام أوكرانيا لبلادها بسرقة الحبوب من سيطرت عليها القوات الروسية، وقالت لرويترز إن “روسيا تؤمن ممرا أخضر (آمنا) للحبوب وأي مواد غذائية أخرى مثل البذور الزيتية… بحيث يمكن تصديرها من أوكرانيا دون عقبات (عبر) ميليتوبول أو بيرديانسك”.

وأعادت أبرامتشينكو تأكيد موقف روسيا بأن على أوكرانيا فتح ممرات بحرية إلى ميناء أوديسا المزروع به ألغام.

 

تعهدات الناتو

وفي الأثناء، عقد وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” (NATO) اجتماعا لهم في مقر الحلف ببروكسل، وعلى رأس جدول الأعمال تعزيز الردع على الحدود الشرقية لدول الناتو في ضوء الحرب الروسية على أوكرانيا.

وفي مؤتمر صحفي، قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن الحلفاء سيتخذون قرارات تتعلق بإستراتيجية طويلة المدى بشأن ضمان قدرة الناتو على الدفاع عن كل شبر من أراضي دول الحلف، بالإضافة إلى الحاجة لمزيد من الإنفاق الدفاعي.

واعتبر أن “الاعتداء الروسي غير قواعد اللعبة، وعلى الحلف أن يحافظ على قدرات الردع والدفاع”.

وأضاف أن الوزراء ناقشوا تموضع الحلف في المستقبل، من أجل النظر في كيفية تعزيز قدراته في كل المجالات وتعزيز وجوده وجاهزيته.

وأوضح ستولتنبرغ أن ذلك يعني المزيد من التشكيلات القتالية وتعزيز قدراتها في الجبهة الشرقية، والمزيد من الدفاعات البرية والسيبرانية، ومزيدا من مخزونات الأسلحة.

وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة، اتهم الأمين العام للناتو روسيا بمحاولة مهاجمة شحنات الأسلحة التي يقدمها الشركاء في الناتو إلى أوكرانيا، مؤكدا توافق دول الحلف على الحاجة إلى تقديم مزيد من الدعم العسكري لكييف.

وشدّد ستولتنبرغ في مقابلته على التزام دول الحلف بدعم بلد وشعب يدافع عن حقه في تقرير مصيره، على حد تعبيره.

 

أزمة اللاجئين

على الصعيد الإنساني، قال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ماثيو سالتمارش، في مقابلة مع الجزيرة، إن حرب روسيا على أوكرانيا تسببت في حركة نزوح كبيرة على الصعيد العالمي.

وأضاف “في نهاية العام الماضي، كان هناك 90 مليون شخص أجبروا على ترك أوطانهم فضلا عن حركة نزوح داخلية وأعداد كبيرة من طالبي اللجوء. وهذا العدد زاد بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة نتيجة الوضع في أوكرانيا فأصبح العدد الإجمالي أكثر من 100 مليون شخص”.

وأوضح سالتمارش أن الصراعات في أفريقيا وأفغانستان وأماكن أخرى من العالم لعبت دورا في ارتفاع هذا العدد.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *