روسيا تخسر مدينة إستراتيجية شرقي أوكرانيا وألمانيا تعد كييف بسلاح نوعي جديد
اعترفت روسيا اليوم السبت بشكل ضمني بخسارة مدينة “ليمان” الإستراتيجية التي حاصرتها القوات الأوكرانية قبل أيام لاستعادتها، في حين دعاها الرئيس الشيشاني رمضان قديروف لاستخدام أسلحة نووية صغيرة في أوكرانيا بعد “الهزيمة”.
وفي وقت سابق اليوم أعلنت أوكرانيا أن قواتها بدأت الدخول إلى مدينة ليمان الإستراتيجية في مقاطعة دونيتسك شرق البلاد، وذلك بعد أيام من الحديث عن حصارها آلاف الجنود الروس داخلها.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن وزارة الدفاع الروسية أن قواتها انسحبت من مدينة ليمان في شرق أوكرانيا، إلا أنها أشارت إلى استمرار العمليات العسكرية وتكبيد القوات الأوكرانية خسائر كبيرة.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن سحب “القوات الحليفة من ليمان إلى مواقع أفضل جاء بسبب خطر محاصرتها من قبل القوات الأوكرانية”.
وقبل هذا الإعلان، أفادت الإدارة العسكرية الأوكرانية في لوغانسك بأن قواتها تحاصر 5 آلاف جندي روسي في ليمان.
من جانبه، قال الرئيس الشيشاني رمضان قديروف -حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين- إن على موسكو أن تفكر في استخدام أسلحة نووية صغيرة بأوكرانيا بعد “الهزيمة” في ليمان، حسبما نقلت وكالة رويترز.
وقال قديروف -في رسالة عبر تطبيق تليغرام- “في رأيي أنه ينبغي اتخاذ إجراءات أكثر حزما، وصولا إلى إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية محدودة القدرة”.
وفي رسالة شديدة اللهجة، أبدى قديروف أسفه على كون الجنرال الروسي المكلف بالعمليات حول مدينة ليمان ألكسندر لابين “لم يؤمن الاتصالات والتفاعل والإمداد الضروري على صعيد الذخائر” للجنود الذين كانوا يدافعون عن المدينة التي انسحب منها الروس اليوم السبت.
وكان المتحدث باسم الجيش الأوكراني أعلن -في وقت سابق- إحكامهم السيطرة على جميع الطرق اللوجستية في مدينة ليمان، مؤكدا أن الممرات وطرق الإمداد للقوات الروسية تقع تحت سيطرة نيران المدفعية الأوكرانية، علما بأن القوات الروسية سيطرت في مايو/أيار الماضي على هذه المدينة الإستراتيجية.
وأظهرت مقاطع نشرها حساب مدير مكتب الرئيس الأوكراني -عبر تطبيق تليغرام- ما يبدو انتشارا لجنود من الجيش الأوكراني على المدخل الشمالي الغربي في المدينة ورفع العلم الأوكراني على لوحة في مدخلها، قبل إعلان وزارة الدفاع الروسية الانسحاب منها.
وما زالت المعارك محتدمة في منطقة دونيتسك التي يفترضُ أنها مشمولة بقرار الضم الروسي لـ4 مناطق أوكرانية، الذي أعلنه أمس الجمعة الرئيس فلاديمير بوتين.
وكان بوتين أعلن -أمس الجمعة- أن مناطق لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانية باتت روسية، وأن سكانها باتوا مواطنين روسيين إلى الأبد، وذلك عقب استفتاءات نظمتها موسكو لاقت رفضا واسعا من كييف والغرب وحتى الأمم المتحدة.
قصف في لوغانسك
وفي تطور منفصل، قالت السلطات الموالية لروسيا في لوغانسك إن القوات الأوكرانية قصفت مدينة سيفرودونيتسك بصواريخ هيمارس أميركية الصنع.
وفي دونيتسك، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا وصول أول دفعة من الجنود الروس الذين شملتهم عملية التعبئة الجزئية إلى إقليم دونباس في مناطق سيطرتهم شرقي أوكرانيا.
وقال الانفصاليون إن القوات الروسية تخضع لتدريبات عسكرية مكثفة تأخذ بعين الاعتبار الخبرة العسكرية التي تم اكتسابها في المعارك خلال الأشهر الأخيرة.
ميدانيا أيضا، قالت إدارة الأمن الداخلي الأوكراني إن قصفا روسيا -استهدف قافلة إجلاء مكونة من 7 سيارات- أسفر عن مقتل 20 شخصا بينهم أطفال في منطقة كوبيانسك في خاركيف شمال شرقي البلاد.
نقص ذخيرة
وفي الشأن ذاته، كشفت الاستخبارات البريطانية عن أن روسيا تستخدم حاليا في هجومها البري في أوكرانيا صواريخ دفاعية مخصصة بالأساس لإسقاط الطائرات والمقذوفات الأخرى.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية اليوم السبت -في تقرير يومي قصير تعده استنادا إلى تقديرات الاستخبارات- أن القوات الروسية استخدمت مثل هذا الصاروخ المضاد للطائرات البعيد المدى في الهجوم على قافلة في مدينة زاباروجيا الواقعة جنوب شرقي أوكرانيا، وقد أسفر عن مقتل 25 مدنيا، وفقا للسلطات المحلية.
وفسرت الاستخبارات البريطانية استخدام موسكو مثل هذا الصاروخ بأنه علامة على وجود نقص في الذخيرة الروسية، على اعتبار أن هذه الأسلحة ذات قيمة إستراتيجية ولا تتوفر سوى بعدد محدود.
وأضافت الاستخبارات أنه ربما كانت روسيا تستخدم مثل هذه الأسلحة الآن من أجل تحقيق مزايا تكتيكية.
اعتقال مدير محطة زاباروجيا
في غضون ذلك، قال بترو كوتين، رئيس الشركة الوطنية لتوليد الطاقة النووية في أوكرانيا، إن دورية روسية اعتقلت مدير محطة زاباروجيا للطاقة النووية إيغور موراشوف واقتادته معصوب العينين إلى جهة مجهولة.
وأضاف كوتين أن اعتقال موراشوف يعرّض سلامة أكبر محطة نووية في أوكرانيا وأوروبا للخطر، داعيا إلى إطلاق سراحه ومغادرة الموظفين الروس من شركة “روس أتوم” للمحطة النووية.
من جهتها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن السلطات الروسية أبلغتها أن مدير محطة زاباروجيا النووية محتجز مؤقتا للاستجواب.
ومحطة زاباروجيا الواقعة جنوبي أوكرانيا أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وواحدة من أكبر 10 محطات للطاقة النووية في العالم، وتحتوي على 6 مفاعلات نووية، ووقعت تحت سيطرة القوات الروسية مارس/آذار الماضي.
زيارة مفاجئة
في السياق ذاته، قامت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينا لامبرشت -اليوم السبت- بزيارة مفاجئة إلى أوكرانيا، هي الأولى لها منذ بدء الحرب الروسية، في وقت تطالب فيه كييف بإصرار برلين بتسليمها دبابات قتالية.
وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية -في بيان- أن لامبرشت زارت مدينة أوديسا جنوبي أوكرانيا من دون توضيح مدة الزيارة. والتقت هناك نظيرها الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف.
ونقلت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية أن الوزيرة لامبرشت وعدت أوكرانيا بتسليمها منظومة الدفاع الجوي “إيريس-تي إس إل إم” (IRIS-T SLM) خلال أيام.
ولدى المنظومة الألمانية المتطورة قدرات تمكنها من حماية الأهداف عالية القيمة والمهمة، والتعامل بشكل رئيس مع الأهداف الجوية ذات المقاطع الرادارية والحرارية المنخفضة والصغيرة من حيث الأبعاد.
ويطالب القادة الأوكرانيون منذ أسابيع الحكومة الألمانية بأن تسمح بتسليم دبابات قتالية متطورة من شأنها إحداث فرق في مواجهة القوات الروسية.
ولم يقدم أي بلد عضو في حلف شمال الأطلسي حتى الآن دبابات مقاتلة غربية إلى كييف. في حين يؤكد المستشار الألماني أولاف شولتز أنه لن يتخذ قرارا في هذا الصدد إلا بالتشاور مع حلفائه الغربيين.
وتأتي زيارة وزيرة الدفاع غداة إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -أمس الجمعة- رسميا ضم 4 مناطق أوكرانية إلى روسيا. في حين أجمع حلفاء أوكرانيا على إدانة هذه الخطوة.