عبّر الكرملين اليوم الجمعة عن رغبته في ضم سريع للمناطق الأوكرانية التي انطلقت فيها عمليات استفتاء وصفتها كييف وحلفاؤها بغير الشرعية، وفي حين تعهد حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) بزيادة دعمه لكييف ردا على الاستفتاء، تشهد منطقة دونيتسك بإقليم دونباس تطورات عسكرية متسارعة بينما أعلن الجيش الأوكراني إسقاط مسيرات إيرانية “انتحارية” أطلقتها القوات الروسية.

فبعد ساعات من انطلاق التصويت على انضمام المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في دونيتسك ولوغانسك بمنطقة دونباس (شرق) وزاباروجيا وخيرسون (جنوب)، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الإجراء لضم تلك المناطق يمكن أن يكون سريعا.

 

وأضاف بيسكوف أن المحاولات من جانب أوكرانيا لاستعادة هذه المناطق سوف تفسر حينها بأنها هجوم على روسيا، وهو يشير بذلك إلى الهجمات التي تشنها القوات الأوكرانية في كل من دونباس وزاباروجيا وخيرسون لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية خلال الحرب التي بدأت في 24 فبراير/شباط الماضي.

وفي حين قالت الخارجية الروسية اليوم إن الاستفتاءات الجارية في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا متوافقة مع القانون الدولي، أكدت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون أن هذه الاستفتاءات غير شرعية ولن يعترفوا بنتائجها.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أنه سوف يستخدم كل الوسائل للدفاع عن المناطق الأوكرانية التي تنظم فيها الاستفتاءات.

ولاحقا أوضح ديمتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، أن الوسائل التي ذكرها بوتين تشمل “أسلحة نووية إستراتيجية”.

 

وخلال الأيام الأربعة الأولى للاستفتاء في المناطق الأوكرانية الأربع، تجري عمليات تصويت جزئي في مراكز الاقتراع وعن بعد، على أن يجري التصويت المباشر في 27 من الشهر الجاري، وهو اليوم الخامس والأخير من الاقتراع.

وفي حال انضمت المناطق الأربع إلى الاتحاد الروسي، فإن العديد من التفاصيل الإدارية ستتغير، حيث ينص دستور عام 1993 على أن نظام الحكم في روسيا فدرالي، أي يتميز بتوزيع السلطة بين الحكومة المركزية وكيانات سياسية تتمتع بسلطات محلية وتشارك في السلطة التشريعية.

 

دعم وعقوبات

في المقابل، أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم أن الحلف سيكثف دعمه لأوكرانيا ردا على ما وصفها بالاستفتاءات الزائفة التي تجريها روسيا.

وقال ستولتنبرغ إنه يجب الاستعداد لاستخدام روسيا الاستفتاء للقول إن أراضيها تتعرض لهجوم بسلاح الناتو.

من جهته، قال البيت الأبيض اليوم إن الولايات المتحدة مستعدة بالاشتراك مع حلفائها لفرض تكاليف اقتصادية إضافية على روسيا إذا ضمت مناطق من أوكرانيا.

 

كما هددت مجموعة الدول السبع (أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان) بفرض تكاليف اقتصادية أكبر على روسيا جراء ما وصفتها بمحاولاتها غير القانونية لتغيير حدود أوكرانيا.

 

وكان الرئيس الأوكراني وصف الاستفتاءات التي تنظمه روسيا بالمهزلة، في حين وصفها رئيس الوزراء دنيس شميهال بالوهمية، مؤكدا أن بلاده ستفعل كل شيء لتحرير أراضيها.

وكانت استفتاءات مماثلة انتهت بضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وإعلان “جمهوريتين” انفصاليتين في كل من دونيتسك ولوغانسك بمنطقة دونباس شرقي أوكرانيا.

معارك دونيتسك

وبينما كانت عمليات التصويت تجري، أعلن الجيش الأوكراني اليوم أنه استعاد بلدة ياتسكيفكا من القوات الروسية في منطقة دونيتسك. كما أكد الجيش الأوكراني استعادة أيضا مواقع جنوب مدينة باخموت التي كانت القوات الروسية تحاول اقتحامها مؤخرا.

ويأتي هذا التطور بعد يوم من بدء القوات الأوكرانية هجوما لاستعادة مدينة ليمان الإستراتيجية شمالي دونيتسك، وذلك بعد أيام من استعادتها معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات الروسية في مقاطعة خاركيف (شمال شرق) المتاخمة لدونيتسك.

 

وأفادت مصادر للجزيرة بأن الجيش الأوكراني يحقق تقدما ملحوظا في محور ليمان، وهي الجبهة الجديدة التي فتحتها القوات الأوكرانية بهدف استعادة السيطرة على مدن إستراتيجية في المنطقة.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قضت على أكثر من 320 جنديا أوكرانيا في دونيتسك.

وفي دونيتسك أيضا، أفاد مراسل الجزيرة بأن 19 شخصا أصيبوا وحوصر عشرات تحت الأنقاض إثر غارة جوية روسية استهدفت مبنى من 9 طوابق في مدينة توريتسك، في حين أعلنت قوات دونيتسك الموالية لروسيا عن سقوط قذيفتين مدفعيتين على حي كالينين شرقي دونيتسك.

 

الجبهة الجنوبية

وفي الجبهة الجنوبية، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها شنت هجمات على القوات الأوكرانية في زاباروجيا وميكولايف، وتصدت لهجمات صاروخية أوكرانية في مقاطعة خيرسون الخاضعة للسيطرة الروسية، في حين تحدثت السلطات الموالية لروسيا عن إحباط هجوم صاروخي أوكراني استهدف خيرسون.

وفي خيرسون أيضا، بثت وزارة الدفاع الروسية صورا قالت إنها لتدمير قافلة من الدبابات والمدرعات الأوكرانية كانت تتألف من 16 دبابة ومدرعة ويرافقها أكثر من 120 جنديا.

 

وفي ميكولايف، أفاد مراسل الجزيرة بتعرض المدينة لقصف روسي استهدف مصنعا مهجورا لإصلاح الطائرات ومبنى إداريا تجاريا محاذيا له وتسبب بأعطال في شبكات الكهرباء والمياه وتضرر بعض المباني والطرقات.

وفي الجنوب الأوكراني أيضا، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن لواء أوديسا للصواريخ أسقط 4 مسيرات “انتحارية” للقوات الروسية من طراز “شهيد-136” إيرانية الصنع، وأسفرت الهجمات بهذه الطائرات عن مقتل شخص، وفقا للسلطات المحلية.

وبث الجيش الأوكراني تسجيلا مصورا قال إنه لعملية إسقاط طائرة مسيرة إيرانية أخرى من نفس الطراز في مقاطعة دنيبرو (وسط).

كما قتل شخصان وأصيب 9 آخرون في قصف روسي على قرى في منطقة دنيبروبتروفسك جنوب شرقي أوكرانيا، بحسب السلطات المحلية.

وفي جبهة خاركيف، قال حاكم المقاطعة الأوكراني إن القوات الروسية حاولت شن هجوم في منطقة كوبيانسك لكنها تكبدت خسائر كبيرة وتراجعت.

 
المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author