روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بقصف محطة زاباروجيا والذرية الدولية تعتبره تهديدا بكارثة نووية
تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهام بقصف محطة زاباروجيا النووية التي تسيطر عليها موسكو في جنوب أوكرانيا، وأدانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة مثل هذه الهجمات وقالت إنها تهدد بكارثة نووية كبرى.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية شنت قصفا مدفعيا على محطة زاباروجيا النووية، تسبب في أضرار بالمحطة وخطوط نقل الكهرباء إليها.
واتهمت الوزارة كييف بمواصلة الاستفزازات، بهدف خلق تهديد بوقوع كارثة في محطة زاباروجيا للطاقة النووية.
من جانبه، قال مستشار مدير مؤسسة الطاقة النووية الروسية رينات كارتشا إن القوات الأوكرانية شنت قصفا مدفعيا على محطة زاباروجيا النووية.
وأضاف أن القصف طال مستودعا لتخزين الوقود النووي المستعمل حديثا، وحوض مياه لتبريد المفاعلات النووية؛ مشيرا إلى وجود خطر استهدافات جديدة للمحطة من قبل الجيش الأوكراني.
في المقابل، اتهمت وكالة الطاقة النووية الأوكرانية -اليوم الأحد- روسيا بقصف منطقة محطة زاباروجيا للطاقة النووية، بُعيد اتهام موسكو كييف باستهداف الموقع.
وقالت الوكالة إن موسكو قصفت منشآت البنية التحتية بالمحطة أكثر من 12 مرة خلال اليوم، متهمة القوات الروسية “بتعريض العالم بأسره للخطر”.
تهديد بكارثة نووية
بدورها، اعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن قصف محطة زاباروجيا النووية غير مقبول، وأنه يجب أن يتوقف على الفور، وقالت إن مثل هذه الهجمات تهدد بكارثة نووية كبرى، وجددت دعوتها أطراف النزاع إلى إنشاء منطقة أمان حول المحطة.
كما ندد المدير العام للوكالة الدولية رافائيل غروسي بتعرض المحطة للهجوم، وطالب من يقفون وراء الانفجارات التي وقعت هناك بالتوقف عن ذلك على الفور.
وتعرّضت محطة زاباروجيا للقصف بشكل متكرر منذ أن سيطرت عليها روسيا بعد وقت قصير من بدء غزوها لأوكرانيا. وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالمسؤولية عن عمليات قصف الموقع التي تهدد بوقوع حادث نووي.
وكانت المحطة النووية-وهي الكبرى في أوروبا- توفر نحو خُمس احتياجات أوكرانيا من الكهرباء قبل الحرب الروسية في 24 فبراير/شباط، واضطرت للعمل بمولدات احتياطية عدة مرات.
قصف روسي
وفي الأثناء، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية تجدد القصف الروسي على منطقة أوتشاكيف في ميكولايف (جنوبي البلاد)، وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية إن الجيش الروسي نفذ في الساعات الماضية غارة جوية و4 ضربات صاروخية، بالإضافة إلى نحو 60 هجوما بمنظومات صاروخية مختلفة.
وأشار المتحدث الأوكراني إلى أن قواته كبدت القوات الروسية عشرات القتلى ونحو 160 إصابة، خلال قصف نفذته ضد مواقعهم في زاباروجيا (جنوبي أوكرانيا).
من جهة أخرى، قال موقع “ريبار” العسكري الروسي إن الجيش الروسي استهدف تجمعات للقوات والآليات العسكرية الأوكرانية في مدينتي خيرسون وأنتونوفكا وبلدات مجاورة أخرى في الضفة اليمنى من نهر دنيبرو.
وأضاف الموقع أن القوات الروسية استهدفت أيضا مواقع للجيش الأوكراني في مدينتي باخموت وسوليدار، إضافة إلى بلدات عدة في مقاطعتي دونيتسك وزاباروجيا.
مفاوضات
سياسيا، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك إن محاولات الغرب إقناع أوكرانيا بالتفاوض مع موسكو غريبة، بعد سلسلة الانتصارات العسكرية الكبرى التي حققتها كييف.
وأضاف بودولياك -في تصريحات صحفية- أن ذلك يعني أن الدولة التي تستعيد أراضيها عليها أن تستسلم للدولة التي تخسر، وأشار إلى أن الغرب لا يمكنه أن يضغط على أوكرانيا لإجراء المفاوضات.
وشكك بودولياك في رغبة روسيا في المفاوضات، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي بوتين ما زال يعتقد أن بإمكانه تدمير أوكرانيا رغم الهزائم العسكرية التي لحقت بجيشه.
وكان أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني وكبير مساعديه، قد أكد أن موسكو لم تتواصل رسميا مع كييف بشأن احتمال عقد محادثات سلام، وأضاف أنه سيتوجب على روسيا في أي حال سحب قواتها بالكامل قبل حصول المفاوضات.
وأشار إلى أن أي محادثات غير مبنية على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليا، لن “تكون مقبولة”.
وجاءت تصريحاته غداة استبعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة إقرار “هدنة قصيرة” مع روسيا، قائلا إنها لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.
لا ضغوط أميركية
وكان البيت الأبيض كرر الجمعة الماضي أن زيلينسكي هو الوحيد الذي يمكنه الموافقة على بدء مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، رافضا أي فكرة عن ممارسة ضغوط أميركية على كييف في هذا الاتجاه.
وقال رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي مؤخرا إن انتصارات أوكرانيا في ساحة المعركة قد تفتح نافذة لبدء محادثات من أجل حلّ سياسي للصراع.
في المقابل، قال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إن الغرب سئم من سلوك الرئيس الأوكراني الذي يطلب باستمرار من الغرب إرسال مزيد من المال والأسلحة عبر خطابات مليئة بالمشاعر، بحسب تعبيره.
وأضاف أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) “لا يريدان قطيعة كاملة مع روسيا، ولهذا فإنهما يحاولان دفع كييف لمزيد من العقلانية”.