زيلينسكي يتهم موسكو بتجويع مصر والجزائر واليمن والجيش الروسي يتحدث عن ضلوع فرقة بريطانية في سلسلة هجمات
توالت الإدانات الغربية لقرار روسيا تعليق اتفاق تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية ردا على هجوم استهدف أسطولها في القرم، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن القرار “شائن”، ويؤدي إلى زيادة المجاعة، على حد تعبيره.
واستنكر بايدن موقف روسيا، قائلا “لا يوجد سبب للقيام بذلك؛ فهم يبحثون دائما عن أسباب ليقولوا إن ما أدى إلى فعلهم شيء فظيع، هو أن الغرب دفعهم إلى ذلك”.
وكذلك قال البيت الأبيض إن روسيا تستخدم الغذاء سلاحا، وهو ما كرره أيضا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وقال بلينكن -في بيان- إن “أي إجراء من جانب روسيا لتعطيل هذه الصادرات المهمة من الحبوب هو في الواقع بيان مفاده أن على الناس والعائلات في جميع أنحاء العالم: إما أن يدفعوا المزيد مقابل الغذاء، أو يتضوروا جوعا”.
من جهته، دعا مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا إلى التراجع عن قرار تعليق العمل باتفاق تصدير الحبوب.
وقال بوريل في تغريدة على تويتر إن قرار روسيا “يعرض للخطر طريق التصدير الرئيسي للحبوب والأسمدة التي تشتد الحاجة إليها لمواجهة أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن حربها ضد أوكرانيا”.
في غضون ذلك، نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عن مصدر في إسطنبول أن تركيا بصدد إجراء اتصالات دبلوماسية على جميع المستويات بشأن اتفاق تصدير الحبوب.
وأضاف المصدر أن الآمال ما زالت قائمة في إمكانية إنقاذ الاتفاق.
وفي وقت سابق، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأمم المتحدة والقوى الغربية على الرد بقوة على القرار الروسي، داعيا إلى استبعاد روسيا من مجموعة العشرين.
صادرات معطلة
وذكر زيلينسكي -في كلمته المسائية عبر الفيديو أمس السبت- أن القرار الروسي يعطل حاليا تصدير أكثر من مليوني طن من الحبوب إلى نحو 7 ملايين إنسان في مختلف أنحاء العالم.
وقال إن “الجزائر ومصر واليمن وبنغلاديش وفيتنام.. هذه الدول وغيرها قد تعاني من تفاقم أزمة الغذاء التي تثيرها روسيا عمدا”.
وتساءل زيلينسكي “لماذا يمكن لحفنة من الناس في مكان ما داخل الكرملين أن يقرروا إذا كان سيكون هناك طعام على موائد الناس في مصر أو بنغلاديش؟”
وأعلنت روسيا أمس السبت تعليق مشاركتها في الاتفاق الذي تم توقيعه برعاية الأمم المتحدة في إسطنبول يوم 22 يوليو/تموز الماضي لتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية؛ ردا على هجوم أوكراني بالطائرات المسيرة على أسطولها في شبه جزيرة القرم.
وأبلغت روسيا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -في رسالة- أنها ستعلق الاتفاق إلى أجل غير مسمى، لأنها لا تستطيع “ضمان سلامة السفن المدنية” التي تبحر بموجب هذا الاتفاق.
مسار الحبوب مهدد من جديد.. موسكو توقف مشاركتها في اتفاقية تصدير الحبوب من #أوكرانيا بعد استهداف سيفاستوبول بالمسيّرات، كيف جاءت ردود الفعل الغربية تجاه الخطوة الروسية؟ | تقرير: ناصر آيت طاهر #الأخبار pic.twitter.com/Bcw91wPFWL
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 30, 2022
من جهته، قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف إنه ليس من العدل إدانة روسيا في تعليق العمل بالاتفاق، مؤكدا أن القرار الروسي جاء بسبب “الإجراءات المتهورة” لأوكرانيا في مهاجمة السفن الروسية، حسب قوله.
ووصف أنتونوف -في منشور على تليغرام- رد فعل واشنطن على الهجوم على ميناء سيفاستوبول “بالشائن”، مشيرا إلى أنه لم تحدث أي بادرة لإدانة الأعمال “الطائشة” لنظام كييف، حسب وصفه.
وأضاف أنه “يتم تجاهل كل المؤشرات على ضلوع خبراء عسكريين بريطانيين في تنسيق الهجوم الكبير باستخدام الطائرات المسيرة”.
وردا على الاتهامات بإثارة أزمة جوع، قال السفير الروسي إن بلاده دعت مرارا لإرسال شحنات غذائية أولا وقبل كل شيء إلى البلدان المحتاجة.
لكن نصف الشحنات بموجب اتفاق التصدير ذهبت إلى البلدان المتقدمة، بينما حصلت الصومال وإثيوبيا واليمن والسودان وأفغانستان على نحو 3% فقط من حجم المنتجات الزراعية، وفقا للسفير الروسي.
روسيا تتهم بريطانيا
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية استخدمت 16 طائرة مسيرة في هجومها على سفن من أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول (أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم) في الساعات الأولى من صباح السبت، وأن خبراء من القوات البحرية البريطانية ساعدوا في تنسيق هذا الهجوم “الإرهابي”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن الخبراء العسكريين البريطانيين أداروا الهجوم من ميكولايف (جنوبي أوكرانيا)، مشيرا إلى أن الفريق البريطاني نفسه شارك في تخطيط وتنفيذ التفجير في أنابيب نورد ستريم للغاز.
وأعلنت الخارجية الروسية أنها تعمل مع الإدارات الروسية المختصة لاتخاذ خطوات عملية للرد على مشاركة هؤلاء الخبراء في الهجوم على سيفاستوبول.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن بلادها تعتزم لفت انتباه المجتمع الدولي إلى تورط بريطانيا في سلسلة من الهجمات “الإرهابية”.
وفي هذا السياق، أعلنت روسيا اليوم الأحد توسيع قائمة عقوباتها ضد المملكة المتحدة، لتشمل جميع أقاليم ما وراء البحار البريطانية، متهمة لندن بارتكاب أعمال معادية لموسكو.
وجاء في بيان صادر عن الحكومة الروسية أنه “تم إدراج 11 إقليما بريطانيا في ما وراء البحار إلى القائمة”، وهي إضافة إلى عقوبات أخرى كانت موسكو فرضتها على المملكة المتحدة وأقاليمها.
وفي وقت سابق، أعلن نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة أن موسكو طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن بعد الهجوم على أسطول البحر الأسود بميناء سيفاستوبول.
وردت وزارة الدفاع البريطانية على الاتهامات الروسية ببيان قالت فيه إن هذه “الرواية المبتكرة” ليست إلا تلفيقا للتغطية على تعامل موسكو مع الحرب في أوكرانيا، وفق تعبيرها.
وفي خضم هذه التطورات، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأحد بأن القيادة الروسية -وعلى رأسها الرئيس فلاديمير بوتين- لا تزال مستعدة لإجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا.
ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن لافروف قوله إن روسيا “مستعدة للتحاور مع الغرب لتخفيف التوتر إذا كانت هناك مقترحات تقوم على مقاربات متساوية”.
كما نقلت الوكالة عن المتحدث باسم الكرملين قوله “إذا استمعت واشنطن لمخاوفنا الأمنية فقد يؤسس ذلك لحوار بين بوتين وبايدن”.
وقال الكرملين في تصريحات أخرى اليوم إن الاتفاقات مع الرئيس الأوكراني “لا قيمة لها”، وإن واشنطن هي التي تقرر عنه.