"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

قبل ساعات شارك رجل الأعمال والمليونير اليمني حامد المقطري متابعيه قصة اعتناق الشاب جيمار الإسلام، وقد ظهر المقطري مع الشاب كدليل ومرشد في رحلة عفوية مفعمة بالمشاعر تبدأ من رسالة من الشاب يكتب فيها إلى حامد معلنا رغبته في اعتناق الإسلام، استجابة لدعوة المقطري الذي دعاه بالمعاملة الحسنة اولاً وبالموعظة والتوضيح والتنبيه والإرشاد فيما بعد؛ لما رآه في هذا الشاب من حسن الخلق والتطلع للمعرفة اكثر عن الإسلام الذي احبه وانشرح له قلبه، عن الإسلام الذي رآه في حامد متصرفاً كما يجب ومطمئناً في أصعب الأوقات وسالمة الناس دئما من لسانه ويده وشاكرا في كل محنة، وكيف لا وهو حامد؟!
وقد قامت (ترينديغ 24) بسؤال المقطري عن مشاعره وتفاصيل ما حدث في الحوار التالي.
جميعنا يعرف من هو حامد المقطري رجل الأعمال الذي ذاع صيته كأول ممثل عربي في المسلسل التركي الأشهر (قيامة أرطغرل المؤسس عثمان) لكن من هو عمر وكيف التقيتما؟
في البداية أحب ان اهنئ الأمة الإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك وعلى رأسهم اخواني واخواتي في فلسطين الذين يحل بهم رمضان وهم تحت القصف ولا اخفي إني اشعر بالعار إننا نعيش في عالم يتعرض فيه شعب للإبادة الجماعية بمباركة اغلب حكوماته ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد!
لقد تقابلت مع الأخ عمر بقطر في مجلس صديقي واخي مبارك الهاجرى ، فعمر يعمل معه.. وتعرفنا وتحدثنا وسبحان الله قد شعرت حين رأيته بقلب شغوف لمعرفة الحق الإلهي، وكنت قد قرأت في نفس اليوم ما جاء في كتاب الله العزيز، بسم الله الرحمن الرحيم “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” فابتسمت في داخلي وتحدثنا فقط في الأمور العادية. ومر الوقت وكثرت اللقاءات وبداء يسأل: ماذا تقرأ وكيف تحافظ دائماً على الابتسامة والهدوء وكيف أصبحت رجل أعمال ناجح وشخصية قوية وذكية وقادرة ومشهورة في سن صغير هكذا، فأخبرته بطريقي الوعر منذ الصغر وكيف أني بدأت من الصفر وما اسفله إلى الآن ؛ وما نجاني وساعدني سوى الله العظيم وقرآنه الذي لم اتركه قط. بأختصار الحكمة والموعظة الحسنة هي من شرحت قلب الشاب للأسلام.
هل عرضت عليه مباشرة اعتناق الإسلام؟
لا بالطبع، فقط أرشدته لقرأة بعض الكتب وارسلت له عدة فديوهات باللغة الفليبينية ليعرف بذاته جيدا ما هو الإسلام ويقرأ بهدوء وتروي فالإيمان ليس بالشيء الهين وقد أردت أن يكون اعتناقه للإسلام قراره هو الشخصي، بالطبع لم اتركه بالإجابة على سؤال يطرحه او بترشيح احد شيوخ وعلماء الإسلام وما اكثرهم ليجيبوا أسألته.
كيف كان شعورك حين قرأت رسالته التى أخبرك فيها انه جاهز لاعتناق الإسلام ؟
افضل شعور في حياتي، فتركت عملي وذهبت مسرعا اليه، وذهبنا فيما يشبه حلم جميل من فرط البهجة التي شملتنا، لا يمكنني ان اصف ذلك الشعور الذي سوف أتذكره دائما، ذلك القرب إلى الله جل جلاله، وتلك المحبه الإلهية التي جمعتنا معا، واحتضان الأخوة العفوين الصادقين له بعد الصلاة، فقد شعرت أني بين اخوة حقيقيين يحتضنون اخيهم الذي كان ضال وعاد.
ما رأيك في قول القائل إن الإسلام انتشر بحد السيف؟
يقول الذكر الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم “لاَ إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْد مِنَ الْغَى فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” وعليه في رأيي المتواضع وأنا لست بعالم أو فقيه، إننا يجب ان نفرق بين الفتوحات الإسلامية من الجهة السياسية نظرا لطبيعية العصر وقتئذ، ومن الجهة الدعوية فقد دعا سيدنا ونبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام للأسلام ما يقرب من الثلاثة عشر عاما بدون اشهار السيف، ويكفينا ان نذكر ان الإسلام هو اسرع الأديان انتشارا بين البشر في وقتنا الحاضر بدون فتوحات أو غزوات ولنا في عمر خير مثال وهناك الكثير والكثير الذين ينشرح قلبهم للإسلام لتعاليمه السمحة ورسالته السامية وشريعته التي تهذب النفس والقلب.
لقد ذاع اسمك في عدة مواقف منها عرضك العمل لزوجة المصارع التي طُردت من عملها بسبب اعتناقها الإسلام براتب ثلاث أضعاف راتبها! وتبرعك للطفلة السورية وعائلتها التي أحزنت الجميع بصوتها من اسفل الأنقاض في الزلازل المأساوي وغيرها من المواقف، فهل هذا غيره للإسلام أم حب للخير وفقط؟
ربما هذا وذلك! فأنا إنسان عربي مسلم احب ربي وديني وأحب الناس جميعا كما امرني الله! بالطبع لدي الغيرة للأسلام والحب الشديد لكل أخ واخت لي في الإسلام وافخر أني عربي مسلم وأفخر بلغتي واتحدث بها في جميع المحافل الدولية وقد ألقيت كلمتي بالعربية حتى في مؤتمر بريكس العالمي، ولكن هذا لا يمنع اني احب الخير للجميع بغض النظر عن الدين او اللون او الجنس وقد كان النبي خير مثال على السماحة والحب.
ماذا تقول لشاب مسلم يحب الله ورسوله ولديه صديق يريد أن يدعوه للإسلام؟
لا يوجد ما افضل مما قاله الله تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” صدق الله العظيم فالحكمة ولطف الأخلاق أفضل الطرق وأقصرها، ولكن أريد ان انبه بعض الشباب ان التسرع وعدم الصبر هو المجهض الأول لنشر الدعوة فبعض الشباب يسارع بعرض اعتناق الإسلام على غير المسلمين من أصدقاء لهم او معارف وأنا اعرف جيدا الحب العنيف والمتهور ان جاز التعبير، الذي يملىء قلب الشباب للإسلام ولأصدقائهم بحكم السن الصغير.. احيانا هذا التسارع يجعل الآخر يرفض مسرعاً، لذلك يجب ان يتحلى المسلم بالصبر وطول البال فكما قلت الدين ليس بالشيء الهين يجب ان يختاره الإنسان بنفسه ربما يحتاج أحدهم إلى كتاب او خطاب او كلمة او موعظة وربما فقط المثال الحي يكفي.
كلمة اخيرة
رمضان مبارك على الجميع وادعو الله ان يثبتنا جميعا ويهدي الجميع وستبقى فلسطين حرة ان شاء الله!”أَلَاۤ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِیب”

About Post Author