في مفاجأة طريفة، ظهر “الدب بادينغتون” (Paddington Bear)، الشخصية الكرتونية المحبوبة، إلى جانب الملكة إليزابيث الثانية، وهو يتناول شاي بعد الظهر، وسندويشات مربى البرتقال في قصر باكنغهام؛ في مقطع فيديو أنيق يوثق هذا الحدث المميز، يتضمن مشهدا تمثيليا تم تصويره ليلة السبت الفائت، قُبيل حفل “اليوبيل البلاتيني”، لمرور 70 عاما على اعتلائها العرش.
وفي اللقاء الذي دام حوالي دقيقتين ونصف، بدا بادينغتون سعيدا وهو يرى الملكة تشاركه حبه لسندويشات مربى البرتقال؛ وبعد أن أظهر للملكة ما يخفيه تحت قبعته منها؛ ابتسمت الملكة قائلة “وأنا كذلك”، وأظهرت شخصيتها المرحة، عندما فاجأت بادينغتون الذي تحدث بصوت النجم الإنجليزي بن ويشاو، بشطيرة مربى البرتقال المخبأة في حقيبة يدها.
وبعد أن تسبب بادينغتون في حدوث بعض الفوضى كعادته، مما حرم الملكة المضيافة المتسامحة جدا من كوب آخر من الشاي، ورش كريمة الشوكولاتة على نادل القصر؛ هنأ الملكة على فترة حكمها الرائعة، قائلا “يوبيل سعيد سيدتي، وشكرا لكِ على كل شيء”، لترد عليه ببساطتها المعهودة، “هذا لطيف للغاية”.
روح الدعابة
وانتهى الحفل باستخدام الملكة (البالغة من العمر 96 عاما) وبادينغتون لملاعق الشاي، في عزف إيقاع موسيقى أغنية الروك العريقة “وي ويل روك يو” (We Will Rock You)، التي أصدرتها فرقة كوين البريطانية عام 1977، والتي عُرضت على المسرح الرئيسي في الخارج، بمشاركة أمواج من البشر، حول القصر وفي المنتزهات الملكية، بانسجام تام.
وبعد مشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص خارج القصر الملكي عبر شاشات كبيرة، مع الملايين من المشاهدين في أنحاء المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء العالم. علق قصر باكنغهام، قائلا “لأن جلالة الملكة تشتهر بروح الدعابة، فلا عجب أنها أبدت اهتماما بفن الرسوم المتحركة، وأتاحت فرصة ماتعة للغاية لدعوة الدب الكرتوني الشهير، بادينغتون بير، لتناول الشاي الكريمي الدافئ، والمرح في قصر باكنغهام”.
“كما كانت الملكة حريصة جدا على أن يفهم الناس مقدار ما يعنيه ذلك بالنسبة لها، وأن كل من يشاهدونه قد قضوا وقتا ماتعا”؛ وفق ما ذكره المركز الإعلامي التابع لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” (BBC).
وقال مارك سيداواي، المنتج التنفيذي في “بي بي سي ستوديوز برودكشنز” (BBC Studios Productions) المنتجة للقاء، “لقد شعرنا بسعادة غامرة وتكريم، عندما علمنا أن صاحبة الجلالة وافقت على العمل بهذه الفكرة المؤثرة والمبهجة”.
وأضافت زميلته روزي أليسون “لقد كان تصوير حفل شاي صاحبة الجلالة مع بادينغتون بير، يوما عاطفيا للطاقم بأكمله؛ فقد كنا جميعا في حالة من الرهبة، من ذكاء الملكة ودفئها وهالتها المُشعة، حيث كانت تتعامل بصبر مع دب أخرق، لكنه مهذب وحسن النية”. وبعد ظهوره، غرد بادينغتون على موقع تويتر قائلا، “إذا كنا لطفاء ومهذبين، فسيكون العالم بخير؛ شكرا لكِ”.
من هو “بادينغتون”؟
الدب بادينغتون، هو شخصية خيالية كلاسيكية محبوبة للغاية في المملكة المتحدة، ويُعد أحد أشهر أيقونات أدب الأطفال التي ظهرت في أكثر من 20 كتابا للمؤلف البريطاني مايكل بوند، منذ عام 1958؛ وتُرجمت إلى 30 لغة، وبيع منها أكثر من 30 مليون نسخة حول العالم؛ كما أنتجت للتلفزيون وظهرت في الإعلانات التجارية، وصنع منها فيلم من جزأين: “بادينغتون” (Paddington) في عام 2014، و”بادينغتون 1″ (Paddington 1) في عام 2017، وحصدا أكثر من 280 و225 مليون دولارا، على التوالي، في جميع أنحاء العالم، وفي انتظار إنتاج جزء ثالث.
وهو عبارة عن دب كرتوني طيب القلب ومهذب دائما، يخاطب الناس بـ”السيد” و”السيدة” و”الآنسة”؛ لكنه كثير الوقوع في المشاكل ببراءة، وإن كان “يحاول جاهدا تصحيح الأمور”. وقد تم اكتشافه في محطة بادينغتون في لندن (المفارقة أن الملكة افتتحت خطا جديدا في هذه المحطة، باسم “إليزابيث”، في منتصف مايو/أيار الماضي)، قادما من بيرو؛ وعُرف بقبعته القديمة وحقيبة سفره المهترئة، ومعطفه من القماش الخشن، وحبه لمربى البرتقال.
ليست المرة الأولى
يذكر أنه سبق أن سجلت الملكة مقطعا تمثيليا مصورا مع النجم البريطاني دانييل كريغ (جيمس بوند)، اجتذب حوالي 900 مليون مشاهد حول العالم، عندما افتتحت أولمبياد لندن 2012 كجزء من تقليد ملكي يتبع والدها الراحل، الذي افتتح ألعاب لندن عام 1948 وجدها الأكبر الذي افتتح ألعاب 1908.
إذ ذهب جيمس بوند إلى قصر باكنغهام لاصطحاب الملكة، ومرافقتها بطائرة هليكوبتر لحضور حفل الافتتاح، وشوهدت الملكة وهي تقول، مداعبة “مساء الخير يا سيد بوند”. وكانت صاحبة الجلالة “مستمتعة للغاية” بفكرة مشاركتها مقطع فيديو مع شخصية بوند الأيقونية.
فقد، كشفت المساعدة الملكية أنجيلا كيلي كيف وافقت الملكة “بدون تردد” على أن يكون لها دور في المشهد، قائلة، “كيف بعد كل شيء، سيأتي لإنقاذي”، كما اختارت أن تخاطب كريغ على أنه السيد بوند.