يرى مراقبون أنه -عقب مرور شهور طويلة على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية- ستلجأ موسكو إلى طلب المزيد من الدعم من بكين خلال المحادثات المقبلة التي ستجمع بين قادة الطرفين.
وفي تقريره -الذي نشرته صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية- قال فلاديمير سكوسيريف إن الصراع الذي يدور رحاه في أوكرانيا دفع بكين إلى الاقتراب من موسكو، لكنها لن تنحاز أكثر إلى الجانب الروسي كونها لم تلغِ مخططاتها بشأن “تطبيع” العلاقات مع الولايات المتحدة وحلفائها.
ويضيف الكاتب أن بكين تسعى إلى إذابة جليد التوترات الصينية الأميركية، العامل الذي يفسر عدم مساعدتها لروسيا، رغم إعلان الطرفين -أثناء رحلة الرئيس فلاديمير بوتين إلى بكين في فبراير/شباط الماضي- أن الصداقة الروسية الصينية لا حدود لها.
ونقل عن لي مينجيانغ، الأستاذ المساعد بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، قوله إن الدبلوماسية الصينية واجهت العديد من الصعوبات خلال العام الجاري، حيث اضطرت بكين إلى التخفيف من حدة خطاباتها تجاه واشنطن على ضوء نجاح الولايات المتحدة في تشكيل تحالفات -في مجال الأمن والاقتصاد والتكنولوجيا العالية- مناهضة للصين.
وبحسب الكاتب، ففي العام المقبل ستحاول بكين تعزيز علاقاتها مع الغرب، وهي الحقيقة التي مهدت لها زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصين في وقت سابق من هذا العام.
ويعتقد خبراء آخرون، على رأسهم تشاو ما، وهو أستاذ مساعد بجامعة واشنطن في سانت لويس، أن حاجة موسكو إلى بكين تفوق حاجة الأخيرة إليها، وهو ما يلغي احتمالية اقتراب الصين بشكل أكبر نحو موسكو.
مع العلم بأن الاقتصاد الروسي يمثل 1% فقط من مجموع الاقتصاد العالمي. ورغم أنها تعتبر قوة عظمى في مجال الطاقة، غير أن دورها آخذ في التضاؤل بسبب تقليل العديد من الدول اعتمادها على النفط والغاز الروسي.
وينسب الكاتب إلى خبراء -في الشؤون الصينية بالولايات المتحدة وشرق آسيا- رأيًا مفاده أن العلاقات الروسية الصينية في أحسن الأحوال قد تشهد فترة من الركود، بينما قد تشهد انتكاسة في أسوأ الأحوال.
وأوضح أن ألكسندر لوكين، المدير العلمي لمعهد الصين وآسيا الحديثة التابع لأكاديمية العلوم الروسية، رجح أن يتم عقد اجتماع بين الرئيسين بوتين وشي جين بينغ عبر الإنترنت لأن القيام بزيارة شخصية يتطلب وقتًا طويلاً للإعداد والتجهيز.