4 بلدان فقط عارضت القرار الأممي ضد قرار روسيا ضم أراض أوكرانية و35 دولة امتنعت عن التصويت (رويترز)

4 بلدان فقط عارضت القرار الأممي ضد قرار روسيا ضم أراض أوكرانية و35 دولة امتنعت عن التصويت (رويترز)

نشرت صحيفة “سفاديونايا براسا” الروسية تقريرا علقت فيه على تداعيات ودلالات مواقف مسؤولين غربيين من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة -هذا الأسبوع- بإدانة ضم روسيا 4 مناطق أوكرانية، وتساءلت عن الأسباب التي تسهل على الولايات المتحدة ضمان تأييد دول أخرى لها أكثر من موسكو.

ومن بين 193 عضوا في هيئة الأمم المتحدة، صوت 143 دولة لصالح القرار الذي ينتقد “الاستفتاءات الروسية غير القانونية” مع امتناع 35 عضو عن التصويت، مقابل 4 دول رفضت الإدانة (سوريا وكوريا الشمالية وبيلاروسيا ونيكاراغوا). واقترح الوفد الروسي إجراء التصويت على القرار سرا، لكن تم رفض الاقتراح.

 

وقالت “سفاديونايا براسا” إن رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل أكد أنه سعيد بنتيجة التصويت، لكنه قلق لوجود الكثير من الممتنعين مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي “لا يزال لديه الكثير من العمل لإقناعهم بالتصويت”.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه عام 2014 تم دعم قرار مماثل بشأن شبه جزيرة القرم من قبل 100 دولة، في وقت صوتت 11 دولة ضد القرار، وامتنعت 58 دولة عن التصويت، ولم تبد 24 دولة أي رأي.

وحينها رفضت القرار -بالإضافة إلى روسيا- كل من أرمينيا وبيلاروسيا وبوليفيا وفنزويلا وزيمبابوي وكوريا الشمالية وكوبا ونيكاراغوا وسوريا والسودان، ولكن هذه المرة رفضته فقط 4 دول، مما دفع المقال للتساؤل: إذا كانت النتيجة لا تزال ضد روسيا لماذا إذن يحزن بوريل؟

تفسير روسي

وقال ميخائيل نيزماكوف، المحلل الرئيسي لوكالة الاتصالات السياسية والاقتصادية الروسية، إن الاختلاف بين القرارين الأمميين في 27 مارس/آذار 2014 وأكتوبر/تشرين الأول 2022 يكمن بأن عدد الدول التي وقفت ضد القرار الأول 11 دولة، وفي الأخير تقلص إلى 5 دول فقط، مرجعًا ذلك إلى أن مستوى التوتر بين موسكو وقوى الغرب الآن أعلى مما كان عليه بالسابق.

 

 

كما تحدث عن أن الحملة الإعلامية السلبية ضد روسيا عام 2022 كانت أكثر شمولاً وطولًا مما كانت عليه عام 2014، لافتًا إلى أن هناك مجموعة واسعة من الناس في مجتمعات الدول التي صوتت ضد روسيا يتعاطفون مع الجانب الأوكراني، مما يعني أنه ينبغي مراعاة عامل الرأي العام في عدد من البلدان.

وتساءلت الصحيفة عن موقف الصين وكازاخستان تحديدًا، حيث امتنعتا عن التصويت في الحالتين رغم أنهما يعتبران حلفاء لموسكو.

وأجاب المحلل السياسي بأنه حتى لو كان التعاون بين روسيا والصين ينطوي على مجموعة أوسع من الالتزامات المتبادلة، فمن غير المرجح أن تعارض بكين مثل هذا القرار نظرًا لمشاكلها الخاصة مع الغرب، وبينها تايوان.

 

بالإضافة إلى ذلك، لم تعلن الدولتان أبدا عن دعمهما للعملية العسكرية الخاصة الروسية وضم الأراضي الأوكرانية، مؤكدًا أنه للتصويت ضد مثل هذا القرار يجب أن يكون لدى الدولة مستوى عال جدًّا من التوتر مع القوى الغربية أو أوكرانيا أو درجة عالية جدا من الاهتمام بدعم روسيا.

وحول القلق الأوروبي وتعهد بوريل بالعمل لضمان مواقف عالمية مؤيدة للغرب، أكد المحلل السياسي بأن هذا موقف جامح اعتاده “السيد الأبيض” خلال “زمن الاستعمار” ووصف التهديدات الغربية بالأوهام، في ظل واقع صعب حيث يقترب الشتاء، واقتصاد أوروبا ينهار.

 

وبخصوص الدول التي ترى موسكو أنها تغير موقفها بشكل لافت لفائدة المصالح الروسية، أجاب المحلل السياسي بأنها أساسا دول شرق أوسطية إلى جانب الهند والبرازيل. وأكد أن التغير المهم بمواقف هاتين الدولتين انتصار كبير للدبلوماسية الروسية.

المصدر : الصحافة الروسية

About Post Author