متحف إثراء في مدينة الظهران شرق السعودية تروي بعض معروضاته قصة هجرة النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة (الفرنسية)

متحف إثراء في مدينة الظهران شرق السعودية تروي بعض معروضاته قصة هجرة النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة (الفرنسية)

يروي المعرض السعودي “على خطى الرسول” للجمهور المحلي والعالمي هجرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة، أحد أكبر الأحداث المفصلية في تاريخ الإسلام، مستخدما التصوير التمثيلي والأعمال الفنية المعاصرة.

وتقتفي هذه الأعمال الفنية المعروضة في متحف “إثراء” بمدينة الظهران رحلة الكيلومترات الـ400 التي قطعها النبي محمد في الصحراء في 8 أيام بعد اشتداد الاضطهاد الوثني في مكة قبل 1444 عاما.

 

وفُتح المعرض للجمهور هذا الأسبوع، وسيستمر 9 أشهر في المتحف الذي بنته شركة النفط “أرامكو” بمدينة الظهران شرقي المملكة، قبل انتقاله في جولة داخل البلاد ثم الخارج، مع وجهات محتملة في آسيا وأوروبا.

قصة الهجرة بالتفصيل

ويقول الباحث السعودي عبد الله حسين القاضي -الذي قطع طريق الهجرة بنفسه 60 مرة- “إن معظم المسلمين يعرفون الخطوط العريضة لقصة الهجرة، إلا أنها لم تُعرض يوما بهذه الطريقة المفصلة والشاملة، إذ يضم المعرض مختلف أنواع المقتنيات والوسائط، من قطع أثرية تعود إلى قرون مضت إلى لقطات حديثة التقطتها طائرات مسيرة”.

This picture shows an installation related to the 1,400-year-old story of the Hijrah, Prophet Mohammed's migration from Mecca to Medina, at the Ithra Museum in the eastern Saudi city of Dhahran, on July 30, 2022. - The Ithra Museum in Dhahran, has opened to the public an exhibition that filmed re-enactments and contemporary art along with academic sources to tell the story of the Propeht's migration. (Photo by AFP)
معرض “على خطى الرسول” يجسد الروابط القوية بين المهاجرين والأنصار (الفرنسية)

أما أفراد الجمهور من غير المسلمين فيأمل القاضي في أن يشكل المعرض فرصة لهم للاطلاع على قصة الهجرة وما فيها من “رسائل تسامح مع المهاجرين، وهو موضوع يمكن ربطه بالحاضر”.

ومن المعروف لدى المطلعين على الدراسات الحديثة للسيرة النبوية أن الدكتور القاضي هو صاحب أول خريطة رقمية للهجرة أبصرت النور بعد أن قرأ “كل ما كُتب عن الهجرة النبوية”، من روايات حديثية وتاريخية وخرائط سابقة، بحسب ما جاء في حواره مع المدون عمر ذيبان.

كما أن المسافات التي قطعها في رحلاته الميدانية لإنجاز مؤلفاته المتعلقة بالهجرة تجاوزت 32 ألف كيلومتر، أي ما يعادل الطواف حول الكرة الأرضية 3 مرات.

 

“كلنا لاجئون”

تصور أفلام قصيرة للمخرج الأميركي أوفيديو سالازار كيف تآمر زعماء قريش على قتل النبي، مما دفعه للخروج من مكة ولقاء سراقة بن مالك الذي أراد أول الأمر تسليم النبي لقريش مقابل 100 ناقة، قبل أن يؤمن بنبوته.

ومن المعروضات في المتحف نسخة بالحجم الطبيعي من ناقة النبي، وصور معاصرة من طريق الهجرة، ومنسوجات من المسجد النبوي في المدينة المنورة.

استغرق التحضير للمعرض 3 سنوات، ويضم أعمالا لأكاديميين وفنانين من 20 دولة، وعن الرسالة التي يريد المعرض إيصالها لزواره قال رئيس قسم البرامج في متحف “إثراء” أشرف إحسان فقيه “هذه هي رسالة المعرض تحديدا “نحن جميعا لاجئون في هذا العالم، نحن جميعا مهاجرون”.

This picture shows the enterior of at the Ithra Museum in the eastern Saudi city of Dhahran, where an exhibition about to the 1,400-year-old story of the Hijrah, Prophet Mohammed's migration from Mecca to Medina is presented, on July 30, 2022. - The Ithra Museum in Dhahran, has opened to the public an exhibition that filmed re-enactments and contemporary art along with academic sources to tell the story of the Propeht's migration. (Photo by AFP)
مدخل متحف “إثراء” في مدينة الظهران بشرق السعودية (الفرنسية)

مفهوم الأخوّة

من المشاركين في المعرض الفنانة السعودية زهرة الغامدي التي سبق أن عرضت أعمالها في بينالي البندقية والمتحف البريطاني، وهي تقدم عملا من القماش المغمّس بالصلصال والطين يستعيد روح التضامن بين سكان المدينة.

وتقول الغامدي “أردت من هذا العمل استعادة مفهوم الأخوّة الذي يعطي معنى للحياة”.

وفي تغريدة لها على تويتر وصفت الغامدي قطعتها الفنية المشاركة في المعرض بـ”التعبير عن إيثار الأنصار المتمثل في استقبالهم المهاجرين في منازلهم، ودعمهم من خلال مشاركة كل ما يملكونه، لذلك سعيت لتنفيذ عمل تركيبي يبرز هذه الروابط وقوة تجذرها”.

 

وتروي كتب التاريخ الإسلامي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نجح في تأسيس دولة بالمدينة قامت على تضامن غير مسبوق بين أبناء قبائل كان بينها تاريخ مرير من الحروب، وعلى تكافل اقتصادي بين سكان المدينة أو “الأنصار”، والهاربين إليهم من الاضطهاد الوثني أو من يسمون “المهاجرين”.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *