حذر فولاهانمي آينا المحلل السياسي بالمعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة من أن الحرب المندلعة في السودان ربما تكون قد حركت عش الدبابير في المنطقة، مما ينذر باتساع دائرة الصراع لتشمل مناطق مجاورة، وسط مخاوف من زعزعة استقرار المنطقة برمتها.
وأوضح آينا في مقال له في “فورين بوليسي” (Foreign Policy) أن اتساع المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خارج العاصمة الخرطوم قد يؤثر على استقرار دولة تشاد المجاورة مثلا، وكذلك جمهورية أفريقيا الوسطى.
وحسب آينا، فإن إحدى نتائج الحرب الدائرة في السودان تتمثل في انتشار الأسلحة الخفيفة بأنحاء المنطقة، مما ينشط تجارة الأسلحة غير المشروعة بسبب إنشاء ممرات تهريب جديدة تعبر الدول المجاورة، بما فيها ليبيا.
وذكر المقال أن طبيعة التضاريس تزيد الوضع تعقيدا في ظل وجود حدود شاسعة مفتوحة بين دول المنطقة التي تعاني أصلا من هشاشة البنية التحتية وضعف الاستقرار الأمني كما هو الحال في تشاد ومالي والنيجر ونيجيريا وبوركينا فاسو.
وأضاف أن الأوضاع الهشة على الحدود تعزز مخاطر وقوع الأسلحة داخل المناطق المتنازع عليها في الأيدي الخطأ، وقد تشجع هذه الحالة منظمات مسلحة أخرى ذات أهداف سياسية وأيديولوجية متشابهة على التعاون واستنساخ التجربة.
وقال آينا إن الحرب في السودان إن تركت دون حل فقد تتحول إلى حرب إقليمية واسعة النطاق تشمل المنطقة برمتها، ووقتها قد تنجر دول أجنبية لها مصالح بالمنطقة إلى المشاركة في الحرب، وبينها روسيا وفرنسا والصين.
وتحدث المقال عن تورط مجموعة فاغنر الروسية في تجنيد مسلحين تشاديين وإنشاء موقع تدريب لـ300 مقاتل منهم في جمهورية أفريقيا الوسطى في فبراير/شباط الماضي فقط، وذكر أن المنطقة قد تشتعل إذا ما قررت فاغنر الدخول في حرب مع منظمات مسلحة أخرى، في إطار الصراع للإمساك بالسلطة.
وأشار آينا إلى أن ما سماها الأنظمة المستبدة الحريصة على الحفاظ على كراسيها قد تسعى إلى الاستفادة من خدمات المنظمات المسلحة مثل فاغنر لتحقيق أهدافها.
ولأن لدول الغرب -وبينها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي- مصالح إستراتيجية في المنطقة فإنها ستعمل على ضمان الاستقرار الإقليمي الذي يضمن استمرار التجارة الدولية دون اضطراب، كما أنها لن تسمح باستفراد الصين أو روسيا بالمنطقة.
وقد استفادت روسيا بشكل كبير من الذهب الذي كان لمجموعة فاغنر الروسية دور كبير في تهريبه إلى خارج السودان، ومن ثم فإن حدوث اضطرابات مسلحة في المنطقة يمكن أن يؤثر سلبا على تدفق ما تحتاجه موسكو من هناك، وتسعى روسيا لبناء قاعدة عسكرية في ميناء بورتسودان.
ويحذر آينا من أن استمرار تفاقم هروب اللاجئين داخل بيئة ينتشر فيها الفقر وغياب الرعاية الأساسية يوفر الظروف المثالية للتنظيمات المسلحة لتجنيد عناصر من الفئات الهشة، مما يزيد الأوضاع تعقيدا.