قالت ستيفاني غلينسكي المحررة في مجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy) في تقرير ميداني من بلدة خيرسون إن أوكرانيا أصبحت بعد سنة من الحرب تعج بالعملاء والمتعاطفين مع الروس.
وضربت كمثال على تعاطف بعض الأوكرانيين مع روسيا ما قالته لها عجوز سبعينية التقتها بالقرب من مستشفى خيرسون الرئيسي وهي تجر عربة فيها قنينات مياه ملأتها للتو، حيث قالت إن “الوضع كان أفضل عندما كان الروس هنا، والقرم جزء من روسيا”، وتابعت كلامها وهي تشيد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد رفضت نشر اسمها أو تصويرها.
ونسبت المراسلة إلى الرائد الأوكراني سيرغي تسيهوتسكي من اللواء الميكانيكي الـ59 قوله إن “أي شخص يمكن أن يكون عميلا روسيا أو خائنا، ولا يهم العمر أو الجنس أو الخلفية”، مضيفا أن “العملاء الرئيسيين خرجوا من خيرسون، لكن بقي الكثيرون غيرهم”.
وأشارت غلينسكي إلى أن المخبرين والخونة والعملاء دعموا روسيا في محاربة أوكرانيا منذ البداية، وساعدوا في تحديد مواقع الأهداف في جميع أنحاء البلاد، وتمكنوا من التسلل إلى الحكومة، وقد اعتقل الآلاف منهم العام الماضي وفتحت مئات القضايا ضدهم أمام المحاكم.
وهو ما أكدته إيرينا فيدوريف رئيسة تحرير “تشيسنو” (Chesno) -وهي منظمة سياسية غير ربحية مقرها كييف- بقولها إن “عملاء الروس موجودون في كل مكان، في الحكومة والنظام القضائي والكنيسة، وهم أعضاء في البرلمان وقضاة وقساوسة ومدنيون بالطبع”.
وقد كشفت هذه المنظمة منذ بداية الحرب أكثر من ألف عميل، 47% منهم سياسيون و27% قضاة.
ورغم ما أجري من تغييرات جذرية منذ بداية الحرب العام الماضي فإن غلينسكي ترى أن النفوذ الروسي لا يزال متجذرا في أجزاء واسعة من أوكرانيا، ولا تزال أيديولوجية الكرملين تعتبر أوكرانيا إلى حد كبير جزءا تاريخيا من روسيا.
وذكرت المراسلة أن المتحدث باسم جهاز الأمن الأوكراني أرتيم ديختيارينكو اعترف بأن الجهاز يحتاج إلى “تطهير من العملاء والخونة”.
وأضاف ديختيارينكو “من المؤسف أن هناك عملاء في أعلى المناصب وبين كبار المسؤولين”.
وختمت غلينسكي بما قالته رئيسة تحرير “تشيسنو” “هناك عمل كثير يتعين القيام به، هذه حرب، وعلينا جميعا أن نقاتل جنبا إلى جنب”.