في ظل التنكيل الإسرائيلي بالفلسطينيين.. ماذا سيكسب السودان من التطبيع مع إسرائيل؟
أكد الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية، اللواء محمد جمال الدين أن خطوة السودان باتجاه التطبيع مع إسرائيل يرتبط بحاجته إلى تعزيز موقفه “الأمني والإستراتيجي والمخابراتي” في المحيط الذي يعيش فيه، وهو تبرير رفضه الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي قائلا إن السودان وقع ضحية لما أسماه الابتزاز الإسرائيلي.
وقال مجلس السيادة الانتقالي بالسودان إن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان التقى اليوم في مكتبه بالعاصمة الخرطوم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والوفد المرافق له.
وكانت وكالة الأنباء السودانية (سونا) كشفت أن اللقاء تطرق إلى سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في عدة مجالات، لا سيما الأمنية والعسكرية.
وفي تعليقه على اللقاء بين البرهان والوزير الإسرائيلي، قال الخبير السوداني في حديثه لحلقة (2023/2/2) من برنامج “ما وراء الخبر”، إنه يدخل في إطار الاتصالات المستمرة بين الخرطوم وتل أبيب منذ عام 2020، ووصفها بالاتصالات العادية التي بدأت عند التقاء البرهان بالرئيس الإسرائيلي في أوغندا، حيث تم الاتفاق على أن يسير السودان في مسار التطبيع.
وعن دوافع الخرطوم لتطبيع علاقاتها مع تل أبيب والمكاسب التي يمكن أن تحققها من ذلك، أوضح الضيف السوداني أن بلاده تحتاج التطبيع من أجل تعزيز موقفها “الأمني والإستراتيجي والمخابراتي”، ومواجهة المشاكل التي تحيط بها، ومساعدتها خصوصا في مواجهة “خلايا إرهابية نائمة” تابعة لتنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية، قد تأتي إلى السودان وتنطلق منه إلى دول أخرى، مؤكدا أن الاستفادة تكون من إسرائيل ومن شركائها.
ومن جهة أخرى، أقر الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية بأن الاتفاق النهائي بين الخرطوم وتل أبيب يحتاج إلى خطوات وترتيبات لأن السودان ليس لديه لا حكومة منتخبة ولا حكومة انتقالية يمكنها أن تقرر بصورة نهائية.
وعن مغزى توقيت الخطوة السودانية خاصة في ظل ما تشهده الأراضي الفلسطينية من تصعيد غير مسبوق تمارسه حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة، شدد جمال الدين على أن الخطوة باتجاه التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب لن تتعارض مع الموقف السوداني اتجاه القضية الفلسطينية، ولا توجد أي حسابات لدى السودان ضد الموقف الفلسطيني.
“ابتزاز” السودان
غير أن الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، رفض التبريرات التي قدمها الخبير السوداني بشأن دوافع الخطوة التي اتخذتها بلاده، مؤكدا أن إسرائيل نجحت في “ابتزاز” السودان بعد أن تآمرت عليه في السابق مع دولة جنوب السودان، وأن إسرائيل والولايات المتحدة تتشاركان في ابتزاز الدول من خلال وضعها في قوائم الجماعات الإرهابية.
واستغرب البرغوثي من اتجاه السودان للتطبيع مع تل أبيب في ظل حكومة أجمع الكل على أنها الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، وترتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، مذكرا بتصريح لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال فيه إن التطبيع مع العرب هدفه عزل القضية الفلسطينية.
وأضاف أن واشنطن بدورها تشجع التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل في محاولة منها لتصفية القضية الفلسطينية.
وقال الضيف الفلسطيني إن التطبيع بين حكومات عربية وإسرائيل لن يؤثر على نضال الشعب الفلسطيني، ولكنه يعتبر خيانة لهذا الشعب، محذرا النظام السوداني من أن الخطوة التي أقدم عليها هي أيضا إساءة لمصالح الشعب السوداني.