قمة العشرين.. دعوات لوقف الحرب في أوكرانيا والرئيس الصيني يوجه تحذيرا
نددت مسودة البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين التي انطلقت اليوم الثلاثاء في جزيرة بالي في إندونيسيا بحرب أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية على العالم، وفي حين حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ من استخدام الغذاء كسلاح دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى وقف الحرب وفق خطة سلام وضعتها بلاده.
وقالت المسودة -التي لم تعتمد بعد رسميا ويمكن أن تتغير- إن الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من 8 أشهر تفاقم الهشاشة في الاقتصاد العالمي.
وكشف مشروع البيان الختامي للقمة التي تختتم غدا الأربعاء أن الدول المشاركة في قمة بالي -بما فيها روسيا- ستندد بالآثار السلبية للحرب في أوكرانيا في ما يتعلق بالغذاء والطاقة والتضخم وغيرها.
بيد أن المسودة تشير إلى وجود مواقف مختلفة للدول الأعضاء بشأن الحرب في أوكرانيا.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده نرفض محاولة إدانة روسيا في البيان الختامي لمجموعة العشرين، متهما الدول الغربية بمحاولة تسييس البيان الختامي.
ووصف لافروف اتهام روسيا بالعدوان على أوكرانيا بأنه “استفزاز”، قائلا إن بلاده نقوم بحماية حدودها والسكان الروس في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا).
وجاء في الوثيقة التي اطلعت عليها وكالة رويترز ووكالة الصحافة الفرنسية وأكدها دبلوماسي أوروبي “إدراكا منا بأن مجموعة العشرين ليست منتدى لحل القضايا الأمنية فإننا ندرك أن القضايا الأمنية يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي”.
وتدعو مسودة البيان إلى تمديد اتفاق تصدير الحبوب الذي توصلت إليه أوكرانيا وروسيا في يوليو/تموز الماضي بوساطة تركيا والأمم المتحدة، والذي ينتهي السبت المقبل.
كما أكد مشروع البيان الختامي لقمة العشرين أن “حقبة اليوم يجب ألا تكون حقبة حرب”، وقال إن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد غير مقبول.
تحذير صيني
وفي الإطار نفسه، حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة من تحويل الغذاء والطاقة إلى سلاح، وبدا تحذيره انتقادا مبطنا للحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال شي إنه يتعين معارضة تسييس مشاكل الغذاء والطاقة، مجددا معارضة بلاده سياسة العقوبات الغربية.
وأضاف أنه “لا يمكن للمواجهة بين التكتلات والترسيم الأيديولوجي إلا أن تقوض التقدم العالمي”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن بلاده تعارض استبعاد روسيا من مجموعة العشرين ومن المنصات الدولية الأخرى.
وكان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو دعا خلال افتتاح القمة إلى تجنب حرب عالمية أخرى، مشددا على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وعلى هامش القمة التقى الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره الصيني شي جين بينغ، وقال بايدن إن الولايات المتحدة عادت لقيادة العالم وستحافظ على التزاماتها.
وفي تصريحات له بعد أول لقاء مباشر يجمعه بشي أضاف بايدن أنه أكد خلال اللقاء على أن الطرفين سيسعيان إلى إدارة التنافس بينهما وتفادي الصراع.
كما أثار الرئيس الأميركي المخاوف الأميركية بشأن سلوك كوريا الشمالية.
خطة سلام
من جهته، أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة مجموعة العشرين المجتمعين في جزيرة بالي الإندونيسية بأن الوقت قد حان لوقف الحرب الروسية على بلاده بموجب خطة سلام أوكرانية من 10 نقاط.
وقال زيلينسكي في كلمة عبر الفيديو إن الحرب يجب أن تنتهي بشكل عادل وعلى أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مشيرا إلى أن وقفها سينقذ آلاف الأرواح.
ودعا الرئيس الأوكراني إلى انسحاب روسيا من كل الأراضي التي احتلتها، مؤكدا أن بلاده لن تتنازل عن أي جزء من أراضيها.
كما دعا إلى تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية بغض النظر عن نتيجة الحرب، مشيرا إلى أنه تم تصدير 10 ملايين طن من الحبوب منذ يوليو/تموز الماضي.
وأكد زيلينسكي أن الصيغة الوحيدة التي يجب أن يتم من خلالها تبادل الأسرى مع روسيا هي “الكل مقابل الكل”.
وفي بروكسل وعشية انطلاق قمة مجموعة العشرين قال المفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد سيواصل العمل على عزل روسيا دوليا وسيدعم أوكرانيا إلى حين إعلان انتصارها، مضيفا أن انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون الأوكرانية يعد “هزيمة كبيرة” لموسكو.