لا هاريس ولا ترامب.. جيل ستاين “بين المنزلتين” بالنسبة لمسلمي أميركا
أظهر استطلاع رأي جديد أن الناخبين الأميركيين العرب والمسلمين الغاضبين من الدعم الأميركي للعدوان الإسرائيلي على غزة يتحولون من تأييد كامالا هاريس إلى دعم مرشحة حزب الخضر جيل ستاين.
ومن شأن هذا الموقف أن يحرم المرشحة الديمقراطية من الفوز في ولايات حاسمة ستحدد مصير انتخابات الرئاسة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في أواخر أغسطس/آب الماضي ونُشر هذا الشهر أن 40% من الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان -وهي موطن جالية كبيرة من الأميركيين العرب- أيدوا ستاين المنتمية إلى حزب الخضر.
وحصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب على 18%، في حين جاءت هاريس في المؤخرة بنسبة 12%.
الطرف الثالث
ووفق الاستطلاع الذي أجري عبر الرسائل النصية قبل أسبوعين من مناظرة هاريس وترامب، تقدمت الأولى على ترامب بحصدها 29.4% من أصوات المسلمين في أنحاء البلاد مقابل 11.2% للمرشح الجمهوري، في حين فضل 34% طرفا ثالثا مثل ستاين التي حصدت 29.1%
وبيّن استطلاع “كير” -الذي شمل 1155 ناخبا مسلما في أنحاء الولايات المتحدة- أن هاريس تمثل الاختيار الأول للناخبين المسلمين في جورجيا وبنسلفانيا، في حين تقدم ترامب في نيفادا بحصوله على 27%، متفوقا بـ1% فقط على هاريس، وجميعها ولايات متأرجحة لم تُحسم إلا بهامش ضئيل في الانتخابات الأخيرة.
وحزب الخضر موجود على قوائم التصويت في أغلب الولايات، بما في ذلك جميع الولايات التنافسية التي قد تحسم نتيجة الانتخابات ما عدا ولايتي جورجيا ونيفادا، حيث يخوض الحزب معركة قضائية من أجل إدراجه في قوائم التصويت.
كما تتقدم ستاين على هاريس بين المسلمين في أريزونا وويسكونسن، وهما ولايتان متأرجحتان تضمان عددا كبيرا من السكان المسلمين حيث هزم بايدن ترامب في 2020 بهامش ضئيل.
يذكر أن بايدن فاز بأصوات المسلمين في 2020، إذ حصل بحسب استطلاعات للرأي عقب التصويت على تأييد ما يتراوح بين 64 و84%.
لكن دعم المسلمين للديمقراطيين انخفض بشكل حاد منذ الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ قرابة العام.
موقف غير الملتزمين
وقالت حركة “غير ملتزم” أمس الخميس إنها لن تدعم هاريس على الرغم من معارضة الحركة لترامب، وإنها لن توصي بالتصويت لطرف ثالث.
وذكرت الحركة أن ترامب سيسرّع أعمال القتل في غزة إذا أعيد انتخابه، لكن هاريس لم تستجب لطلب الحركة بالاجتماع مع الأميركيين من أصل فلسطيني ممن فقدوا ذويهم في غزة، بالإضافة إلى عدم موافقتها على مناقشة وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.
وحشدت حركة “غير ملتزم” أكثر من 750 ألف ناخب للتصويت لخيار غير ملتزم خلال منافسات الترشح عن الحزب الديمقراطي للرئاسة في وقت سابق هذا العام، للاحتجاج على سياسة بايدن الداعمة لحرب إسرائيل على غزة.
يذكر أن بايدن انسحب من السباق في يوليو/تموز الماضي، وأيد ترشيح نائبته هاريس التي دشنت حملتها بعد ذلك.
وفي تعداد الولايات المتحدة لعام 2020 أفاد نحو 3.5 ملايين أميركي بأنهم من أصول تعود إلى منطقة الشرق الأوسط.
ورغم أنهم لا يشكلون سوى 1% من إجمالي سكان الولايات المتحدة البالغ عددهم 335 مليون نسمة فإن ناخبيهم قد يثبتون أنهم حاسمون في سباق تظهر استطلاعات الرأي أنه متقارب بين هاريس وترامب.
حملة تستند لغزة
وتخوض ستاين حملة تستند بقوة إلى غزة، في حين يلتقي ممثلو ترامب مع المجموعات الإسلامية ويعدون بإحلال سلام أسرع مما تستطيع هاريس تحقيقه.
وحصلت ستاين في 2016 على ما يزيد قليلا على 1% فقط من الأصوات، لكن بعض الديمقراطيين ألقوا باللوم عليها وعلى حزب الخضر في انتزاع الأصوات من الديمقراطية هيلاري كلينتون، ولا يتوقع منظمو استطلاعات الرأي أي فرصة لفوز ستاين في 2024.
لكن دعمها وقفا دائما لإطلاق النار في غزة وفرض حظر فوري على الأسلحة الأميركية لإسرائيل ولحركات الطلاب الهادفة لإجبار الجامعات على سحب استثماراتها في الأسلحة جعلاها محط الأنظار في الدوائر المؤيدة للفلسطينيين.
أما زميلها على بطاقة الترشح بوتش وير فهو مسلم وأستاذ في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا.
وقالت ستاين في مقابلة الأسبوع الماضي “كل صوت تحصل عليه حملتنا هو تصويت ضد الإبادة الجماعية”، وهي التهمة التي تنفيها إسرائيل.