لماذا يُعتبر ترامب خطرا أمنيا مستمرا على أميركا؟
سرد البروفيسور بول آر بيلار -ضابط الاستخبارات الوطنية الأميركية السابق للشرق الأدنى وجنوب آسيا- المخاطر والأضرار المترتبة على الاحتفاظ غير القانوني للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بوثائق سرية، بعضها عالي الحساسية بالنسبة للأمن القومي للولايات المتحدة.
واستهل بيلار مقالا له -بموقع “ناشونال إنترست” (The National Interest) الأميركي- بالقول إن ردود فعل أنصار ترامب على استعادة المواد التي أخذها الرئيس السابق بشكل غير قانوني إلى مقر إقامته في فلوريدا ألقت بمفهوم القانون والنظام في مهب الريح وعرضت الموظفين العموميين، الذين يؤدون وظائفهم، للخطر.
وأضاف أن ترامب انتهك بوضوح قانون السجلات الرئاسية حتى لو لم تكن هناك مواد سرية.
كذب وحيازة غير قانونية
وأوضح أن ترامب احتفظ بشكل غير قانوني لمدة عام بأكثر من 100 وثيقة سرية، يبلغ مجموعها أكثر من 700 صفحة، وذلك قبل إعادتها إلى الحكومة يناير/كانون الثاني الماضي، وتم تصنيف بعضها على أنها سرية على أعلى المستويات، مضيفا أن محامي ترامب كذبوا على الحكومة في التأكيد أن هذه المواد كانت كل ما في الأمر.
وصادر مكتب التحقيقات الفدرالي أغسطس/آب الجاري عدة صناديق تحتوي على مواد أكثر سرية من مقر إقامة ترامب بولاية فلوريدا، وتشير التقارير الصحفية إلى أن عددها الإجمالي أكثر من 300 وثيقة.
كمية هائلة
وعلق بيلار بالقول إنها كمية هائلة من المواد الحساسة ذات الصلة بالأمن القومي لأميركا.
وتابع أن سوء التعامل مع هذه المواد شكل مخاطر جسيمة على الأمن القومي، خاصة مصادر الاستخبارات وأساليبها، وكذلك على الجوانب الحساسة للدبلوماسية الأميركية.
وقال إن من المرجح أن يكون الضرر أكبر؛ لأن تصرفات ترامب أعاقت وجمدت تقييم الضرر، مشيرا إلى أن تقييمات الضرر أكثر فاعلية في الحد من المزيد من الضرر عندما يتم إجراؤها بأسرع ما يمكن، لأنها من الممكن أن تشمل إخلاء مصادر الاستخبارات البشرية من المناطق التي قد تكون في خطر، أو إعادة تشكيل استخدام الأنظمة الفنية لجمع المعلومات.
لا يحترم الأمن القومي
وأشار إلى أن ترامب أظهر بالفعل -في أثناء وجوده في منصبه- افتقاره إلى احترام الأمن القومي وقواعده، وأن أولوياته العليا هي نفسه، وغروره، وجيبه، وتعطشه للانتقام من أي شخص يتخطاه، وكان في البيت الأبيض بعض الذين يمكنهم مراقبة سلوكه والوصول إليه ومحاولة الحد من ضرره، وهو الأمر غير الموجود في فلوريدا.
وعما يمكن أن يفعله ترامب، أو ربما فعله بالفعل، بهذه الوثائق، يوضح الكاتب أن من المحتمل أن يكون التفاخر بامتلاك معلومات لا يملكها إلا القليل غيره هو الاحتمال الأقل ضررا، رغم أن أي إفشاء غير مصرح به لمواد سرية يحمل مخاطر. والاحتمال الآخر هو التخريب المتعمد لسياسات الإدارة اللاحقة من خلال التسريبات الانتقائية، التي قد يأتي الضرر فيها من اختراق المعلومات السرية وتقويض السياسة الخارجية لأميركا.
الأخطار الأكثر شناعة وإثارة للقلق
أما الاحتمالات الأكثر شناعة وإثارة للقلق، فيمكن توقعها من شخصية ترامب وتاريخه؛ فتاريخه المالي، على سبيل المثال، مليء بالديون وإفلاس الشركات، والصلات مع قوة معادية مثل روسيا، والاعتماد على تلك القوة الأجنبية لتحقيق أهدافه التجارية. وأخطر من كل ذلك، تصرفاته وكأن لديه ما يخفيه، خاصة في علاقاته مع روسيا.
وأوضح بيلار أن علاقة ترامب مع النظام الروسي تشير إلى ما هو أكثر مما اعترف به في أي وقت مضى، بتعامله بسرية مع الاجتماعات التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإخفاء المحتويات عن موظفيه والمسؤولين الأميركيين الآخرين. فبعد لقائه الأول مع بوتين، صادر ترامب ملاحظات مترجمه، وأمره بعدم إفشاء ما سمعه لأي شخص. وفي محادثات أخرى مع بوتين، استخدم مترجم بوتين، مع عدم وجود أي أميركي غيره.
غير معتاد أبدا
وقال الكاتب إنه من غير المعتاد أبدا أن يستبعد رئيس أميركي بهذه الطريقة موظفيه والمسؤولين الأميركيين الذين لديهم مسؤوليات تتعلق بالبلد المعني.
وقال أيضا إن ترامب بحيازته هذه الوثائق عالية السرية، لديه ما يبيعه، وربما لا يزال يرغب في بناء برج ترامب في موسكو.
وختم بيلار مقاله بأن استرداد الوثائق لن يوقف قلق الأميركيين بعد أن كذب ممثلو ترامب بشأن إذا ما كانت لديه أي وثائق أخرى، وليس هناك ما يضمن أن مكتب التحقيقات الفدرالي كان قادرا على العثور على كل شيء، ومن المحتمل أن يكون لدى ترامب آلات نسخ.