مجلس الاتحاد الروسي يوافق على ضم 4 مناطق أوكرانية وفرنسا: بوتين في “مأزق” سياسي وعسكري
صوّت مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان) -اليوم الثلاثاء- بالإجماع لصالح ضم 4 مناطق أوكرانية تمثل 18% من الأراضي الأوكرانية المعترف بها دوليا، بعد يوم من تصويت مماثل من قبل مجلس الدوما (مجلس النواب) أمس الاثنين.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الخارجية الفرنسية أن موسكو اختارت “الهروب إلى الأمام” سياسيا وعسكريا في أوكرانيا، بسبب “المأزق” الذي وضع نفسه فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كما أعلنت كوريا الشمالية دعمها خطوة الضم الروسي لأجزاء من أوكرانيا، متهمة واشنطن بتطبيق “معايير مزدوجة” في التدخل في شؤون الدول الأخرى.
وبعد مصادقة مجلس الاتحاد الروسي اليوم على ضم المناطق الأوكرانية الأربع، وهي كل من دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا، ستعود وثائق القرار إلى الكرملين من أجل التوقيع النهائي من قبل بوتين لإكمال عملية الضم رسميا.
ويأتي إعلان الضم الروسي هذا بعد إجراء السلطات الموالية لروسيا استفتاءات أيدت خيار الانفصال عن أوكرانيا في المناطق الأربع، لكن كييف والغرب عموما اعتبرتها استفتاءات “صورية” تنتهك القانون الدولي ولا تمثل رأي السكان.
وساعات فقط بعد إعلان مصادقة الاتحاد الروسي على خطوة الضم، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن الرئيس فولوديمير زيلنسكي صادق بدوره على قرار مجلس الأمن القومي الذي ينص على استحالة إجراء أي مفاوضات مع بوتين.
مأزق بوتين
وقد اعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا -في تصريح لها أمس الإثنين- أن روسيا اختارت “الهروب إلى الأمام” في أوكرانيا بسبب “المأزق” الذي يتخبط فيه بوتين.
وقالت كولونا -خلال جلسة في الجمعية الوطنية (البرلمان) لمناقشة الحرب الأوكرانية- إن “موسكو اختارت الهروب إلى الأمام على الصعيد السياسي، وكذلك عسكريا بإعلانها تعبئة جزئية لسكانها.. وأيضا على صعيد الخطاب عبر التهديدات باحتمال استخدام السلاح النووي” التي لا ينفك مسؤولون روس يلوحون بها.
وفي إشارة واضحة إلى هذا التهديد، قالت الوزيرة الفرنسية “لن نستسلم كما أننا لن نسقط في الفخ. سنواصل من جانبنا إظهار المسؤولية التي تقع على عاتق قوة تمتلك” هذا النوع من السلاح.
وأوضحت أن المأزق الذي وضع بوتين نفسه فيه يتجلى “على الأرض أولا؛ هذا الأمر تؤكده تراجعاته الأخيرة. هناك أيضا مأزق أمام المجتمع الدولي؛ روسيا تجد نفسها وحيدة أكثر فأكثر. وهناك مأزق أمام شعبه، مع قرار التعبئة”.
معايير مزدوجة
وفي سياق الرفض أو التأييد الدوليين لخطوة الضم الروسية، قالت الخارجية الكورية الشمالية اليوم الثلاثاء إن بيونغ يانغ تدعم ضم روسيا المعلن لأجزاء من أوكرانيا، متهمة الولايات المتحدة بتطبيق “معايير مزدوجة” في التدخل في شؤون الدول الأخرى.
وقال جو تشول سو، المدير العام للمنظمات الدولية في الوزارة، إن الاستفتاءات أجريت بشكل شرعي بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة، لكن الولايات المتحدة تمارس “معايير مزدوجة”، بعد أن غزت دولا أخرى للحفاظ على “سيادتها”.
وأضاف -في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية- “للحفاظ على عالم أحادي القطب بلا منازع، تتدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وتنتهك حقوقها القانونية، عن طريق إساءة استغلال مجلس الأمن الدولي”.
وأردف أن مجلس الأمن سيواجه عواقب إذا اتبع “ممارسات واشنطن الاستبدادية والتعسفية وأعمال المعايير المزدوجة والمتحيزة”.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الشهر الماضي أن روسيا تشتري ملايين الصواريخ وقذائف المدفعية من كوريا الشمالية لاستخدامها في أوكرانيا، لكن بيونغ يانغ رفضت التقرير، وطالبت واشنطن “بالصمت” والتوقف عن إثارة شائعات “تشوه” صورتها.
مكاسب ميدانية
ميدانيا، أكدت مصادر أوكرانية أمس الاثنين استعادة الجيش مناطق جديدة في خيرسون والاستعداد لمعارك في لوغانسك.
وأفادت وسائل إعلام أوكرانية بسيطرة القوات الأوكرانية على قرية ميخايليفكا شمال خيرسون، في حين قال مسؤول موال لروسيا إن القوات الأوكرانية حققت بعض الاختراقات في المدينة وسيطرت على بعض التجمعات السكنية، واصفا الوضع بأنه “متوتر”.
وقال سيرغي كلان، عضو المجلس المحلي في خيرسون، إن القوات استعادت أيضا قرى أوسوكوريفكا وخريشينكفكا وزولوتايا بالكا.
في غضون ذلك، قال سيرغي براتشوك المتحدث باسم الإدارة الإقليمية العسكرية الأوكرانية في أوديسا إن قواته تخوض معارك كبيرة لتحرير الجنوب، داعيا إلى عدم التناول الإعلامي لأخبار المناطق المحررة، حرصا على حياة الجنود، حسب وصفه.
وأضاف “سنصل إلى لوغانسك ونحررها من المحتل الروسي، بعد تحرير ليمان، هناك على الجانب الآخر من النهر ضواحي لوغانسك، وفي وقت قريب سترون الهجمة العكسية لتحرير لوغانسك”.
من جانبه، قال ألكسندر فيلكول، رئيس الإدارة الإقليمية العسكرية في كريفي ريه الأوكرانية، إن النجاحات العسكرية لجيش بلاده مرتبطة بحسن التخطيط للعلميات العسكرية وبطولات الجنود، وفق تعبيره.
في المقابل، أعلن أندريه ماروتشكو المتحدث باسم الانفصاليين في لوغانسك أن نحو 100 عسكري أوكراني مدعومين بنحو 10 عربات عسكرية حاولوا اختراق حدود المنطقة، وتمكنت القوات الروسية من التصدي للاختراق ودفع القوات الأوكرانية إلى مسافة بعيدة عن الحدود.
وقال ماروتشكو -في وقت سابق- إن القوات الأوكرانية اجتازت الحدود الإدارية لمقاطعة لوغانسك في محور ليسيتشانسك.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء الاثنين إن القوات الأوكرانية اخترقت دفاعاتها على محوري زولوتايا بالكا وألكسندروفكا، “بفضل التفوق العددي في وحدات الدبابات”.