متطوع يساعد في جهود إجلاء سكان بلدة شاسيف يار بضواحي باخموت الغربية (غيتي)

متطوع يساعد في جهود إجلاء سكان بلدة شاسيف يار بضواحي باخموت الغربية (غيتي)

قالت الأمم المتحدة إن من بقوا من شركائها في مدينة باخموت شرقي أوكرانيا يعملون على إجلاء المحتاجين من السكان، فيما تواصل القوات الروسية حصارا شبه كامل على المدينة، وقد تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في زيارة نادرة قوات بلاده في جنوب مقاطعة دونيتسك.

وصرح فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة -أمس الجمعة- في إفادة صحفية بأن آلاف السكان -ضمنهم مئات الأطفال- محاصرون في مدينة باخموت في ظل اشتداد الأعمال القتالية.

 

وأضاف المتحدث الأممي أن من بقوا من شركاء الأمم المتحدة في المدينة -وهم قلة- يعملون على إجلاء المحتاجين من السكان، على حد تعبيره.

وأوضح فرحان حق أنه بسبب الوضع الأمني في باخموت فإن جهود إجلاء المدنيين تتركز على الفئات الأكثر هشاشة.

ولم يتبق في مدينة باخموت -التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 70 ألف نسمة- سوى بضعة آلاف.

 

وردا على تصريحات القيادة الروسية بأن القوات الأوكرانية شبه محاصرة داخل مدينة باخموت قالت قيادة الأركان الأوكرانية -اليوم السبت- إن “العدو لا يتوقف عن محاولة تطويق باخموت، لكن قواتنا تكبده خسائر بشرية كبيرة”.

وأضافت القيادة أن القوات الأوكرانية تصدت لـ150 هجوما روسيا على 5 محاور شرقي البلاد خلال الـ24 ساعة الماضية.

زيارة شويغو

في المقابل، قام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بزيارة نادرة لقوات بلاده المنتشرة في جبهة القتال شرقي أوكرانيا، وذكرت وزارة الدفاع الروسية -اليوم السبت- أن شويغو تفقد الوحدات العسكرية الروسية في جنوب دونيتسك.

وقالت الوزارة في بيان لها إن شويغو استمع خلال زيارة لمقر قيادة أحد تشكيلات الجيش الروسي إلى تقرير من قائد المجموعة وضباط مقر القيادة بشأن الوضع الراهن. ولم تفصح الوزارة عن توقيت الزيارة ولا مكانها.

وكان شويغو قد تعرض لانتقادات علنية شديدة من رئيس مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية يفغيني بريغوجين بشأن توفير الذخيرة لقواته من قبل وزارة الدفاع.

وأورد موقع “ريبار” الروسي المختص بالأخبار العسكرية في وقت سابق أن القوات الروسية تواصل تطويق باخموت، وأن معارك محتدمة تدور شمالي المدينة.

وأضاف الموقع أن قوات فاغنر سيطرت على مواقع للجيش الأوكراني قرب بلدة خروموفا التي تقع على الطريق الأخير المؤدي إلى باخموت.

وقال موقع “ريبار” إن القوات الروسية تتقدم نحو الجنوب، وإن معارك شديدة تدور قرب الطريق الرابط بين باخموت وقنسطنطينوفكا في المنطقة الجنوبية الغربية للمدينة.

وكان يفغيني بريغوجين دعا القوات الأوكرانية للانسحاب من باخموت، قائلا إن المدينة باتت محاصرة بشكل شبه كامل.

وقالت المخابرات العسكرية البريطانية اليوم السبت في نشرتها اليومية إن القوات الأوكرانية التي تدافع عن باخموت تواجه ضغطا كبيرا متزايدا من القوات الروسية، مع احتدام القتال داخل المدينة الواقعة شرق البلاد وحولها.

وذكرت المخابرات العسكرية البريطانية أن أوكرانيا تعزز دفاعاتها في المنطقة وتدفع بوحدات من النخبة، فيما تقدمت قوات الجيش الروسي وتلك التابعة لمجموعة فاغنر في الضواحي الشمالية لباخموت.

وأضافت أن جسرين رئيسيين في باخموت دمرا خلال الساعات الـ36 الأخيرة، مشيرة إلى أن طرق الإمداد التي تسيطر عليها أوكرانيا خارج المدينة محدودة.

“جرائم حرب”

وأجرى وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند -أمس الجمعة- زيارة مفاجئة لمدينة لفيف غربي أوكرانيا، ولم يعلن عن زيارة الوزير الأميركي من قبل لاعتبارات أمنية.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول في وزارة العدل الأميركية أن غارلاند شدد على تصميم واشنطن على “محاسبة روسيا على الجرائم التي ارتكبت خلال غزوها الجائر وغير المبرر لجارتها ذات السيادة”.

وزارة العدل الأميركي نشرت صورة لاجتماع غارلاند (يسار) بالرئيس الأوكراني في مدينة لفيف (مواقع التواصل)

وهذه ثاني زيارة يجريها غارلاند لأوكرانيا منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط 2022، وتأتي بعد نحو أسبوعين على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكييف في 20 فبراير/شباط الماضي.

وفي السياق ذاته، أعلن المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين -أمس الجمعة- أن بلاده تستعد لفتح مكتب للمحكمة الجنائية الدولية في كييف، في وقت تسعى فيه أوكرانيا إلى إنشاء محكمة خاصة لتوجيه اتهامات إلى قادة روس.

وأضاف المدعي العام الأوكراني في مؤتمر صحفي بمدينة لفيف أن كييف وافقت على مذكرة بينها وبين المحكمة الجنائية الدولية ستتيح فتح مكتب للمدعي العام للمحكمة في أوكرانيا في المستقبل القريب.

مساعدات جديدة

وفي إطار الدعم الغربي المتواصل، قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) -أمس الجمعة- إنها ستنقل معدات إلى أوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار تلبية للاحتياجات الأمنية والدفاعية الطارئة.

وتتكون حزمة المساعدات الجديدة لأوكرانيا بشكل أساسي من الذخائر، وتتضمن لأول مرة جسورا تكتيكية مدرعة تساعد الدبابات والعربات المدرعة على عبور الأنهار والخنادق.

ومن شأن هذه الجسور المدرعة أن تساعد أوكرانيا على شن هجوم مضاد خلال الربيع الحالي لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية، ولا سيما مع بدء تسلمها دبابات غربية حديثة، بينها دبابات “ليوبارد” (Leopard) الألمانية.

مصنع دبابات ألماني

وفي ذات السياق، أعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة راينميتال الألمانية للأسلحة أرمين بابرجر أن المجموعة تجري مفاوضات مع الحكومة الأوكرانية بشأن إنشاء مصنع لإنتاج ما يصل إلى 400 دبابة قتالية من طراز بانثر الجديد سنويا في أوكرانيا.

وقال بابرجر في تصريحات لصحيفة “راينيشه بوست” الألمانية اليوم السبت إن تكلفة إنشاء المصنع يمكن أن تبلغ 200 مليون يورو.ووصف بابرجر المحادثات مع الحكومة الأوكرانية بأنها “واعدة”، متوقعا أن يتم اتخاذ قرار بهذا الخصوص في غضون الشهرين المقبلين.

وردا على سؤال بشأن تأمين المصنع، قال بابرجر إن من الممكن حماية المصنع بشكل كاف عن طريق أسلحة دفاع جوي.وأعرب بابرجر عن عدم تفاؤله حيال قصر أمد الحرب في أوكرانيا، قائلا إن من المرجح استمرار الحرب سنوات.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author