بوتين غير مهتم بالعقوبات وليس لديه ناخبون حتى يقلقوه (أسوشيتد برس)

بوتين غير مهتم بالعقوبات وليس لديه ناخبون حتى يقلقوه (أسوشيتد برس)

وصف مقال في صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية العقوبات الغربية ضد روسيا بأنها من أكثر السياسات ذات النتائج العكسية في التاريخ الدولي الحديث، وأنها مدمرة لأهدافها غير المقصودة.

وقال كاتب المقال الصحفي سايمون جنكيز إن أسعار الطاقة العالمية ترتفع بشدة، والتضخم آخذ في الارتفاع، وسلاسل التوريد أصبحت فوضوية، والملايين محرومون من الغاز والحبوب والأسمدة، ومع ذلك فإن “همجية” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتصاعد كما تتصاعد قبضته على شعبه.

 

الرقص على أنغام بوتين

وأضاف جنكيز أن الغرب وشعوبه غرقوا في ركود اقتصادي، واهتزت قياداته، وانتشر انعدام الأمن في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة، وأصبحت ألمانيا والمجر المتعطشتان للغاز على وشك الرقص على أنغام بوتين، وصارت تكاليف المعيشة تتصاعد في كل مكان، ومع ذلك لا يجرؤ أحد حتى الآن على التشكيك في العقوبات.

وقال إن بوتين الآن مطلق اليد في إثارة قلق أوروبا هذا الشتاء، لقد خفض الإمدادات من خطوط الأنابيب الرئيسية مثل “نورد ستريم 1” بنسبة تصل إلى 80%، وارتفعت أسعار النفط العالمية وتوقف تدفق القمح وغيره من المواد الغذائية من أوروبا الشرقية إلى أفريقيا وآسيا تقريبا.

 

روسيا المستفيد الرئيسي

وقال جنكيز إن فواتير الغاز المحلي في بريطانيا تضاعفت 3 مرات في غضون عام، والمستفيد الرئيسي ليس سوى روسيا التي ارتفعت صادراتها من الطاقة إلى آسيا، مما حقق فائضا غير مسبوق في ميزان مدفوعاتها.

ويعتبر الروبل حاليا من أقوى العملات في العالم هذا العام بعد أن تضاعفت قوته منذ يناير/كانون الثاني الماضي تقريبا 50%، ورغم أن أصول موسكو الخارجية قد تم تجميدها ونقل الأثرياء الروس يخوتهم وممتلكاتهم الخاصة إلى الخارج لكن لا يوجد ما يشير إلى أن بوتين يهتم، إضافة إلى أنه ليس لديه ناخبون حتى يقلقوه.

وأشار إلى أن السياسيين حول طاولة الناتو كانوا حذرين بشأن تصعيد المساعدات العسكرية لأوكرانيا، قائلا إنهم يفهمون الردع العسكري، ومع ذلك فإنهم يبدون مداخلات ساذجة في الاقتصاد، ويرددون كالببغاوات ما يقوله دكتور سترينغلوف “إنهم يريدون قصف الاقتصاد الروسي وإعادته إلى العصر الحجري”.

هل كان هذا هو المتوقع؟

واستمر جنكيز في انتقاد زعماء الغرب، مشيرا إلى أنهم يقولون إنهم يجوّعون روسيا من الرقائق الدقيقة وقطع غيار الطائرات المسيرة، وقريبا سيبدأ بوتين يتوسل إليهم من أجل السلام، لكن في الواقع بدأت روسيا تتكيف ببطء مع ظروفها الجديدة، وعززت العقوبات تجارتها مع الصين وإيران والهند، كما تمت الاستعاضة عن ماكدونالدز في جميع أنحاء البلاد بسلسلة مملوكة لروسيا.

وختم الكاتب بأن الاقتصاد الروسي ربما يكون أضعف، لكن بوتين أقوى، وإذا كان هناك أي شيء أكيد فإن العقوبات ترسخ عالما اقتصاديا جديدا عبر آسيا، وتتبنى دورا معززا للصين، وتساءل: هل كان هذا هو المتوقع؟

المصدر : غارديان

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *