مكتبة قطر الوطنية.. أنشطة متنوعة لنشر الشغف العلمي بين الأطفال واليافعين
تشغل العلوم بمختلف تخصصاتها حيزا كبيرا من اهتمامات مكتبة قطر الوطنية التي تحرص على إذكاء فضول الأطفال واليافعين وتحفيزهم على دراسة العلوم في مختلف المراحل التعليمية. ومن هنا، فإنها تواظب على تنظيم الفعاليات والورشات والمعارض العلمية الشيقة على مدار العام، ليس فقط لاستقطاب الآباء والأمهات، بل أيضا لإنشاء جيل محب للدراسات العلمية لسد الفجوة في الكادر العلمي المتخصص.
أنشطة صيفية متنوعة
وللعام الثاني على التوالي، تنظم المكتبة لليافعين من سن 12 إلى 18 سنة المخيم الصيفي الافتراضي الذي يحفل بالعديد من الأنشطة العلمية المتنوعة.
ويتضمن المخيم العديد من الورشات والمحاضرات، منها 4 ورشات ذات طابع علمي. الأولى هي: “كيف تصبح عالما” في 23 يوليو/تموز القادم، والتي تجيب عن أسئلة اليافعين حول طبيعة عمل العلماء والمهام التي يقومون بها، وتتضمن بعض التجارب العلمية.
أما الورشة الثانية فهي “تعلم التصميم على برنامج كانفا” في 25 يوليو/تموز القادم، وتسلّط الضوء على أساسيات ومهارات استخدام برنامج كانفا (Canva) لابتكار تصميمات مطبوعة، مثل بطاقات الدعوة أو الإعلانات أو تصميم الشعار.
وبينما يستكشف اليافعون في الورشة الثالثة “الروبوتات لليافعين” التي تقام في 30 يوليو/تموز القادم مجموعة من الأنشطة العملية المختلفة في بناء الروبوتات، فإنهم يتعرفون على الهندسة الكهربائية التفاعلية في الورشة الرابعة التي تتكون من 3 جلسات من 6 إلى 10 أغسطس/آب القادم. وتهدف هذه الجلسات إلى “إعداد مهندسينا الشباب لمستقبل تكنولوجي جديد بالمعلومات المطلوبة، لفهم العلم وراء الكهرباء في حياتنا وكيفية استخدام الكهرباء في تطبيقات الحياة المختلفة”.
ويقول رئيس مكتبة اليافعين في مكتبة قطر الوطنية أحمد المالكي إن “تنمية اهتمام الشباب بدراسة العلوم والهندسة والتكنولوجيا والبحث العلمي، وإذكاء فضولهم وقدرتهم على التصميم والتحليل النقدي والتفكير العلمي، جزء أساسي من رسالتنا في إعداد الشباب لقيادة المستقبل، لأن مستقبل الأمم وازدهارها دوما للأكثر تقدما في مجال العلوم والأفضل في الإبداع والابتكار”.
ورشات ومخيمات
يمثل المخيم الصيفي لليافعين امتدادا للفعاليات ذات الطابع العلمي التي قدمتها المكتبة بكثافة أثناء جائحة كوفيد-19 التي اضطر الأطفال بسببها للبقاء فترات طويلة في المنزل أثناء الحجر أو العزل الصحي، ولكنها واصلت إقامة هذه الورش والجلسات العلمية عبر الإنترنت حتى بعد تحسن الأوضاع الصحية وتخفيف التدابير والإجراءات الصحية.
ومن أمثلة هذه الفعاليات ورشة “العلوم من حولي” الموجهة للأطفال واليافعين من عمر 7 إلى 14 سنة، والتي تقدم تجارب علمية باستخدام الأدوات الموجودة في المنزل، وتقدم في كل شهر نشاطا علميا مختلفا.
وخلال مايو/أيار الماضي قدّمت المكتبة ورشة للناشئين من عمر 12 إلى 18 سنة، سلطت الضوء على أساسيات علم البيانات، كما تضمنت أيضا عرضا توضيحيا مباشرا لتطبيقات تلك التقنيات. وقدم الورشة جون لورينس، عالم البيانات المحترف الذي شارك في إنشاء العديد من المشروعات المتعلقة بعلوم البيانات.
كما قدمت المكتبة مؤخرا لليافعين في المرحلة الثانوية محاضرة ممتعة للتعرف على أساسيات علم الميكانيكا، وفي فبراير/شباط الماضي قدّمت محاضرة عن أساسيات التفاضل والتكامل.
وخلال الفترة من سبتمبر/أيلول حتى ديسمبر/كانون الأول 2021، نظمت المكتبة للجمهور معرضا ذا طابع علمي بعنوان “بين العلم والفن: بدايات التصوير الفوتوغرافي في الشرق الأوسط”، فقد نشأت الكاميرا في البداية كأداة علمية أكثر من كونها أداة للتعبير الفني. والعديد من المصورين الأوائل لم يعتبروا أنفسهم فنانين، بل كان منهم علماء وكيميائيون ومهندسون وعلماء آثار شغوفون ومهتمون بمفاهيم ذات صلة بالموضوعية والأفلام الوثائقية والمسح. وقد أبرز المعرض إسهامات العلماء والمسلمين في اختراع الكاميرا وعلوم البصريات.
وفي الصيف الماضي، قدّمت المكتبة للأطفال من 5 إلى 11 سنة، 3 جلسات حافلة بالمرح والتشويق تجمع بين القصص الصيفية المرحة وأنشطة العلوم الممتعة المرتبطة بموضوعاتها ليحصل الصغار على تجربة تعليمية مسلية وجذابة.
مبادرات ومحاضرات
وبالتعاون مع وزارة المواصلات والاتصالات في قطر ومبادرة مبرمجي “تسمو”، التي تعزز بناء مهارات اليافعين في مجال البرمجة وتكنولوجيا المعلومات، قدمت المكتبة في الصيف الماضي ورشة ضمن المخيم الصيفي الافتراضي لليافعين حول مبادئ الرياضيات في برمجة التطبيقات بلغة بايثون.
ومنذ اندلاع الجائحة ولمدة عام كامل، قدّمت المكتبة جلسات أسبوعية افتراضية عبر الإنترنت لمساعدة الطلاب من 8 إلى 14 عاما في واجباتهم الدراسية في مادتي الرياضيات والعلوم.
وقال المالكي “قبل الجائحة، كنا نقيم جلسات علمية مع العالم الكبير عصام حجي ضمن محاضرات نادي الكتاب العلمي، وكان يحضرها عدد كبير من الطلاب والطالبات في المرحلة الثانوية، وكان لذلك تأثير كبير في تقديم قدوة عربية ملهمة لأبنائنا في قطر لتحفيزهم على الإقبال على الدراسة العلمية”.
وأكد المالكي أن مكتبة اليافعين تعتزم في الشهور المقبلة تنظيم أندية علمية متعددة تشجع اليافعين على القراءة العلمية، ودراسة تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتدعم المسارات المهنية المعتمدة على هذه التخصصات كما تعزز الابتكار وروح المبادرة.