مكتبة قطر الوطنية تفتتح النسخة الأولى من منتداها السنوي “المكتبات في الصدارة”
أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات اليوم الأول من منتدى “المكتبات في الصدارة.. دور المكتبات كقوة مؤثرة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة” الذي تنظمه مكتبة قطر الوطنية بمشاركة خبراء واختصاصيي المعلومات الذين يمثلون العديد من الجهات المحلية والإقليمية والدولية، لمناقشة سبل تعزيز خطة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة 2030.
وكان الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية قد افتتح المنتدى بكلمة ترحيبية تلتها ندوة نقاشية بعنوان “التواصل مع الأطراف والجهات المعنية.. توصيل الرسالة لصانعي القرار والمؤثرين” شاركت فيها المديرة التنفيذية لمكتبة قطر الوطنية هوسم تان، وباربرا ليسون رئيسة الاتحاد الدولي لمؤسسات وجمعيات المكتبات “إفلا” (IFLA)، والدكتورة كلارا تشو مديرة مركز مورتينسون لبرامج المكتبات الدولية، والدكتور عماد بشير رئيس المكتب الإقليمي لاتحاد “إفلا” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفريدة أبو دان اختصاصية البرامج في مكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن.
وضمن فعاليات اليوم الأول أبرز الدكتور جمال اليافعي مساعد مدير إدارة التخطيط الإستراتيجي في جهاز التخطيط والإحصاء دور الجهاز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطر، فيما تحدث الدكتور عماد بشير عن الفرص والتحديات أمام مكتبات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويشهد اليوم الثاني للمنتدى العديد من الجلسات النقاشية والعروض السريعة يتناول فيها ممثلو المؤسسات والمكتبات المحلية والدولية العديد من الموضوعات والأبعاد حول التأييد وحشد الدعم لأهداف التنمية المستدامة.
رسالة المكتبة
وفي كلمته، أشار الدكتور الكواري إلى اتساق هذا المنتدى مع رؤية قطر الوطنية 2030 ورسالة المكتبة وأهدافها، ويعكس التزام دولة قطر ومكتبة قطر الوطنية إزاء أهداف التنمية المستدامة وتسليط الضوء عليها باعتبارها قضية إستراتيجية بالنسبة لدولة قطر.
وأكد أن أهداف التنمية المستدامة الـ17 إنجاز حضاري وإنساني رفيع المستوى، وتضرب مثلا لثمرة التعاون العالمي لما فيه خير البشرية ونفعها، فلأول مرة يدرك المجتمع الدولي أن التنمية الشاملة لكل البشر على الأرض ليست خيارا تنفرد به بعض الدول عن الأخرى.
وأضاف “اتفقت رؤية قطر الوطنية 2030 مع أهداف التنمية المستدامة في أولويات التعليم والقضاء على الفقر وتوفير الرعاية الصحية والحفاظ على البيئة، ورغم أن دولة قطر قد قطعت شوطا بعيدا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لديها في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد ومحاربة الفقر فإنها لا تدخر وسعا في تقديم يد العون والمساعدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لدى شعوب العالم الأخرى، ولا سيما في مناطق الصراعات والحروب والأزمات، وأخص بالذكر في هذا الصدد مبادرات صندوق قطر للتنمية ومنظمة قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري”.
ولمؤسسة قطر للتربية والتعليم وتنمية المجتمع جهود رائدة في دعم أهداف التنمية المستدامة من خلال إثراء الإبداع والابتكار وتطوير البحث العلمي في مجالات التعليم والصحة عبر العديد من المبادرات، أبرزها “قطر بيوبنك” (Qatar Biobank)، ومؤتمر القمة العالمية للابتكار في التعليم “وايز” (Wise)، ومؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” (WISH)، وكذلك مؤسسة التعليم فوق الجميع من خلال برنامجها “علم طفلا” والذي تمكن من إعادة قرابة 11 مليون طفل إلى مقاعد الدراسة.
واعتبر رئيس مكتبة قطر الوطنية أن المكتبات شريك أساسي للأمم المتحدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ذلك أن أهداف هذه التنمية في جوهرها تقوم على الوصول إلى المعلومات والتعلم وتبادل المعرفة وتطبيقها ووضعها موضع التنفيذ في مختلف المجالات، والمكتبات بطبيعتها أوعية للمعرفة ومنصات تتيح المعلومات بجميع صيغها وأنواعها، وتقدم الخدمات والفعاليات والأنشطة التي تلبي الاحتياجات للمعلومات في مجتمع يتزايد تعقيدا وتشابكا يوما بعد يوم.
وأضاف “من خلال المكتبات يستطيع الأفراد على اختلاف فئاتهم وأطيافهم الوصول للمعلومات التي تتصل باهتماماتهم، وتمكنهم من الوصول للفرص الاقتصادية وتحقيق المساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص، والتعليم الجيد والتطوير الذاتي، وتحسين صحتهم والنهوض بمجتمعاتهم”.
وتنفذ مكتبة قطر الوطنية أكبر مبادرة للرقمنة في العالم العربي، وتقدم لأفراد المجتمع إمكانية الاطلاع على مئات الآلاف من الكتب والمصادر الإلكترونية الأخرى مجانا، ويأتي ذلك ضمن تعاونها المستمر مع المكتبات حول العالم في خدمة المعرفة وإتاحتها للقراء في كل مكان، بحسب رئيس المكتبة.
وأشار الكواري إلى التعاون مع المكتبة البريطانية في رقمنة محتوياتها من الوثائق والصور ذات الصلة الوثيقة بتاريخ قطر والخليج، وهي أكبر مستودع رقمي متخصص في تاريخ الشرق الأوسط ومتاح لاطلاع الجميع مجانا على مستوى العالم.
ومنذ افتتاح مكتبة قطر الوطنية ازدهرت مبادرات التعاون بين المكتبة وبين المنظمات الثقافية الإقليمية، مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) (ALECSO)، والمنظمات الدولية مثل اليونسكو كما في مشروع “حماية” لمكافحة الاتجار غير المشروع بالتراث الوثائقي في المنطقة العربية.