أوضحت السلطات الروسية أن نشر جيوش حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أوكرانيا يهدد بنزاع مسلح مع موسكو، ونقل موقع “نيوز ري” عن الخبير البريطاني ألكسندر ميركوريس أن الجانب الروسي بدأ بالفعل الرد.
ويقول ميركوريس “إنهم بدؤوا تدريبات باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية ويستعدون للانتشار المحتمل للجيوش الغربية في أوكرانيا، وأوضحوا أنه إذا حدث ذلك، ستبدأ الأعمال العسكرية بين روسيا وحلف الناتو”.
وأكد ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا تعتبر تصريحات عدد من الدول الغربية بإرسال عسكريين إلى أوكرانيا أمرا لم يسبق له مثيل. ووفقا له، فإن هذه التصريحات تتطلب ردا مسؤولا وسريعا من الجانب الروسي، الذي بدأ بالفعل خطوات انتقامية.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن احتجاجها الشديد لدى السفير البريطاني نايجل كيسي على تصريحات وزير الخارجية البريطانية ديفد كاميرون حول حق أوكرانيا في ضرب روسيا بالأسلحة البريطانية. وأخبر الجانبُ الروسي الدبلوماسيَّ البريطاني أن موسكو يمكن أن ترد بضربات ضد المنشآت والمعدات العسكرية البريطانية على أراضي أوكرانيا وخارجها.
ويقول الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف إن صاروخ كروز “إكس101” قادر على الوصول إلى بريطانيا، وتحديدا لندن، حيث يبلغ مداه نحو 5 آلاف كيلومتر. ووفقا له، فإن مثل هذه الخطوة ممكنة فقط في حالة وجود تهديد للأمن القومي الروسي.
وحسب الموقع، فقد أكدت الخارجية الروسية أن موسكو ستبدأ العمل على إنشاء منظومة صاروخية متوسطة وقصيرة المدى ردا على تصرفات الولايات المتحدة. وتشير رسالة منشورة على الموقع الرسمي للوزارة إلى أن واشنطن سلكت بشكل علني وواضح طريق نشر الأسلحة في أنحاء مختلفة من العالم.
وأشارت الوزارة إلى استدعاء السفير الفرنسي في موسكو بيير ليفي بسبب التصريحات العدائية للسلطات الفرنسية بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون. ولفتت الوزارة إلى “تورط باريس المتزايد في الصراع الأوكراني”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن أي مقاتلة “إف-16” تظهر في أوكرانيا ستعتبرها روسيا حاملة لأسلحة نووية، مشددة على أن إرسال مثل هذه الأسلحة إلى كييف سيُنظر إليه باعتباره استفزازا من الولايات المتحدة والناتو، لأن هذا النوع من المقاتلات بالتحديد هو الذي استخدمه الحلف لسنوات عديدة في “المهام النووية المشتركة”.
وذكر موقع الخارجية الروسية أن المناورات العسكرية الروسية المقبلة بشأن استخدام الأسلحة النووية غير الإستراتيجية تهدف إلى تهدئة الدول الغربية التي تحرض على روسيا. ويتجلى هذا التحريض في التصريحات الأخيرة لمسؤولي الدول الغربية، بالإضافة إلى الإجراءات التي اتخذتها دول أعضاء عدة في الناتو لزيادة الضغط القوي على روسيا.
وتعليقا على اقتراح عضو مجلس النواب الديمقراطي حكيم جيفريز بالسماح بإرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن الرئيس الأميركي جو بايدن أوضح أن هذا لن يحدث، رافضا التعليق على كلام جيفريز.
وفي وقت سابق، سمح زعيم الأقلية الديمقراطية جيفريز بإرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا في حال هزيمة كييف في منطقة العمليات العسكرية الروسية.
وفي ختام التقرير، أوضح الخبير العسكري ألكسندر شاركوفسكي إلى أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى ما لا يقل عن 600 ألف جندي لمواجهة روسيا. وبحسبه، فإن واشنطن لا تمتلك هذا العدد، معتبرا الصدام العسكري المباشر يعني توجّه البيت الأبيض نحو صراع نووي.