نتنياهو يأمر بعدم الإدلاء بأي تصريحات بشأن عودة سياسة الاغتيالات (الجزيرة)

نتنياهو يأمر بعدم الإدلاء بأي تصريحات بشأن عودة سياسة الاغتيالات (الجزيرة)

القدس المحتلة- جاءت تعليمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوزراء حكومته بعدم الإدلاء بأي تصريحات بشأن العودة إلى سياسة الاغتيالات لقادة فصائل المقاومة الفلسطينية في أعقاب الجدل الذي أثارته التصريحات المتكررة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير التي طالب فيها الأجهزة الأمنية بتنفيذ اغتيالات وتصفيات لقادة المقاومة ردا على تصعيد التوتر الأمني والعمليات المسلحة في الضفة الغربية.

كذلك سبق أن هدد وزير الطاقة والبنى التحتية يسرائيل كاتس بعودة سياسة الاغتيالات ضد قادة فصائل المقاومة في قطاع غزة، قائلا في بيان “إذ استمرت العمليات والهجمات وإطلاق الصواريخ، لا أحد محصن في غزة، وستعود سياسة الاغتيالات إلى الطاولة”.

 

 

المواجهة والرد

تزامنت تعليمات نتنياهو ومطالب وتهديدات وزراء بحكومته مع ما كشف عنه المراسل العسكري للقناة 12 الإسرائيلية نير دفوري، مساء السبت، من أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أعادت مجددا إلى طاولة المناقشات إستراتيجية وسياسة الاغتيالات لقادة فصائل المقاومة الفلسطينية.

ووفقا لمراسل الشؤون العسكرية، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بصدد إحداث تغييرات جذرية بكل ما يتعلق بسياسة الرد ومواجهة العمليات التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وذلك في محاولة منها لإعادة قوة الردع.

وأشار دفوري إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تسعى لضمان الهدوء ودون أي توتر أمني، بغرض تجنب التصعيد وإحباط أي عمليات قد تنفذ ضد أهداف إسرائيلية في الأسبوع الحالي الذي يصادف إحياء مراسم ذكرى ضحايا حروب إسرائيل والعلميات المسلحة والاحتفال بما يسمى “يوم الاستقلال” (النكبة الفلسطينية عام 1948).

 

عمليات واغتيالات

وكشف المراسل النقاب عن توجه المؤسسة الأمنية لإحداث تغييرات في الرد ومواجهة العمليات المسلحة، خلال مناقشات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، وذلك عقب عملية مجدو وإطلاق القذائف الصاروخية من غزة ولبنان وسوريا.

 

وخلال جلسة “الكابنيت” أفصح قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنهم يدرسون مع المستوى السياسي ورئيس الوزراء تغيير المسار العملياتي للأذرع الأمنية والعودة إلى نهج سياسة الاغتيالات لقادة فصائل المقاومة.

ونقل المراسل العسكري عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن “طبيعية الرد الإسرائيلي على أي عمليات أو هجمات مستقبلية ستكون مغايرة وقوية وصارمة وغير معهودة، حتى لو كان الثمن الدخول في مواجهة شاملة مع الفلسطينيين بالضفة وغزة”، دون الكشف عن طبيعة الرد.

 

ساحات وتهديدات

لكن المراسل العسكري للقناة 12 الإسرائيلية رجح أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لديها “خطط بالدرج” لتنفيذ عمليات عسكرية شاملة وقوية في الضفة الغربية، حتى لو كان الثمن انضمام جبهة غزة إلى المواجهة، لافتا إلى أن المستوى العسكري الإسرائيلي خلص إلى القول إن “غزة باتت طرفا بالتصعيد والمواجهة”.

وعقب تقديرات المستوى العسكري الإسرائيلي، أشار دوفري إلى أن إسرائيل تتأهب وتستعد لسيناريو مواجهة شاملة على جبهة غزة وفي الضفة، مستذكرا تقديرات المؤسسة الأمنية بأنه قد يكون هناك تهديد حقيقي على إسرائيل من ساحات عدة في الوقت نفسه، قائلا إن “إيران هي القوة الدافعة الرئيسة لذلك”.

وأوضح المراسل العسكري أن عودة إسرائيل إلى نهج وسياسة الاغتيالات رسالة إلى قادة فصائل المقاومة وعلى رأسهم قادة حركة حماس، مفادها “لستم محصنين، وقد تشملكم الاغتيالات في حال استمررتم بإرسال ناشطين لتنفيذ عمليات وإطلاق صواريخ على إسرائيل”.

 العاروري والسنوار

ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، فإن توجه المؤسسة الأمنية نحو العودة لسياسة الاغتيالات لقادة الفصائل المسلحة بمنزلة السياسية الجديدة التي ستعتمدها وتتبنّاها إسرائيل، وذلك سعيا منها لإعادة قوة الردع في ظل الإخفاقات في منع العمليات والهجمات وتكرر إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل.

 

من جانبها، نقلت مراسلة الشؤون الفلسطينية والعالم العربي في القناة 12 الإسرائيلية سابير ليبكين عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن “فترة ما بعد رمضان والأسابيع المقبلة ستكون معقدة وخطرة، وقد تؤدي إلى تفجير الأوضاع وإشعال برميل من المتفجرات”.

ونقلت ليبكين عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن “الصورة التي تأطرت بالعاصمة اللبنانية بيروت، حيث كان يجلس الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بجانب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري، تعكس رمزية وحدة الساحات”.

وأشار المصدر إلى أن الصورة في بيروت أصبحت أكثر ما يرمز إلى التصعيد والأحداث التي كان محورها المسجد الأقصى الذي خلق حالة توحيد الساحات خلال “حارس الأسوار”، بيد أن المتحول الجديد “هو انضمام سوريا ولبنان إلى وحدة الساحات”.

جبهات وإستراتيجيات

ورجحت ليبكين اعتمادا على تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار عمل على إجراء تغيير جوهري وتحديث وتطوير إستراتيجية الجبهات المتعددة، وهو التحديث الذي يغير قواعد اللعبة، على حد تعبيرها.

وفي مؤشر على احتمال إدراج إسرائيل رئيس حماس في غزة ضمن قائمة الاغتيالات المستقبلية، أوضحت ليبكين أن السنوار تمكن من اكتساب القوة والتدرج عاليا في قيادة حماس، وهو يتصرف بأسلوب مدروس وبنهج واضح في اتخاذ القرارات الإستراتيجية.

وأوضحت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترصد وتتابع من كثب تصريحات السنوار ونهجه، إذ خلصت إلى القول إن “السنوار عمل على تحديث إستراتيجية حماس تحديثا كبيرا ولافتا”.

 
المصدر : الجزيرة

About Post Author