نشرت صحيفة “ستار” (Star) التركية مقالا يرى أن الأحداث المتلاحقة في الحرب الروسية الأوكرانية -والتي شملت استهداف البنية التحية من قبل الطرفين، والتصعيد الروسي الذي أعقب تفجير جسر القرم- مؤشرات على أن الحرب في أوكرانيا قد دخلت منعطفا جديدا لا يراعي الخطوط الحمراء لأطراف الصراع.
وأشارت كاتبة المقال، نورشين أتيش أوغلو، إلى أن التطورات الميدانية منذ تفجير جسر القرم الذي كانت موسكو تعتبره خطا أحمر، وما أعقبها من هجمات روسية واسعة النطاق- تدعو للتساؤل عما إذا كانت الحرب في أوكرانيا قد دخلت مرحلة جديدة؟
ورأت أن موسكو سعت -من خلال الهجمات الصاروخية التي نفذتها ضد أهداف عديدة في أوكرانيا، ردا على تفجير الجسر الإستراتيجي- إلى تحقيق هدفين أساسيين، أولهما إظهار قدرتها على ضرب أي هدف في أوكرانيا، والتأكيد على أنه لا يوجد أي مكان آمن لأي شخص في البلد، بما في ذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
أما الهدف الثاني فهو تخويف الأوكرانيين وحرمانهم من الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ومواصلات، لحملهم على الضغط على زيلينسكي.
وأشار المقال إلى أن الصراع دخل مرحلة طابعها الانتقام أو العقاب المتبادل، فبعد استهداف الجسر مباشرة، بدأت روسيا بعمل عقابي، نفذت خلاله هجمات واسعة النطاق بالصواريخ والطائرات المسيرة على مدن أوكرانية عديدة.
وقد اتهم زيلينسكي موسكو بأنها تسعى من خلال هجماتها تلك إلى محو أوكرانيا من وجه الأرض، حيث استهدفت البنية التحتية الحيوية والحياة المدنية.
وأبرزت الكاتبة أن ما يحدث تصعيد خطير ومخيف، فقد برهنت أوكرانيا لروسيا أنها تستطيع التجرؤ على استهداف خطوطها الحمراء، في وقت برهنت روسيا لأوكرانيا أنها قادرة على توسيع رقعة الحرب لتتجاوز المناطق الواقعة على حدودها، كما تستطيع شن هجمات تشل الحياة في شتى المدن الأوكرانية.
بيد أن استهداف البنية التحتية الروسية بدأ قبل تفجير جسر مضيق “كيرتش” الرابط بين شبه جزيرة القرم والبر الروسي الرئيسي، فقد أظهر تخريب خطوط أنابيب نورد ستريم الروسية أن البنية التحتية الحيوية لم تعد خارج نطاق الاستهداف من قبل أطراف الصراع، فقد كان تخريب الأنابيب الروسية عملا عقابيا يستهدف موسكو ويسعى للإضرار باقتصاد روسيا وفق مقال الصحيفة.
أما الهجوم الذي استهدف جسر القرم، فلم يكن مجرد عمل عقابي، حيث سعت أوكرانيا من خلاله إلى قطع أحد خطوط إمداد القوات الروسية التي تمكن قوات بوتين من مواصلة الحرب في أوكرانيا.
وتخلص الكاتبة إلى أن العالم يقف الآن على شفا الهاوية، فبعد الهجمات الروسية ردا على تفجير جسر القرم، أصبح من الأهمية بمكان أن يعيد الغرب على نحو صحيح بما يضمن عدم استفزاز روسيا أكثر، فقد كشفت موسكو عما يمكن أن تسببه هجماتها بالصواريخ بعيدة المدى وطائرات كاميكازي من أضرار عندما تتعرض مصالحها الإستراتيجية للخطر. وقد تعمد موسكو إلى تطبيق إستراتيجيتها الحربية، في سوريا، إلى أوكرانيا فتبدأ حرب استنزاف لا تبقي ولا تذر.