حذر كاتب مهتم بمستقبل الذكاء الاصطناعي من مخاطر طويلة المدى لهذه التقنية الحديثة على البشرية قد تؤدي لإبادتها، مشيرا إلى أن مرد ذلك هو إمكانية وجود خوارزميات تتجاوز المستويات البشرية للذكاء العام.
وقال الفيلسوف والمؤرخ إميل بي توريس في مقال له بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) الأميركية إن للبشرية تاريخا طويلا من “طمأنة أنفسنا بشكل غير صحيح أن بعض الحقائق التي لا مفر منها في وقتنا الحاضر لم تكن لتحدث”.
وضرب مثالا على ذلك بإعلان الفيزيائي إرنست رذرفورد أن أي شخص يطرح مسألة الطاقة الذرية كواقع إنما يتحدث عن أوهام وذلك قبيل ابتكار ليو تسيلارد للتفاعل النووي المتسلسل عام 1933، أيضا ما قاله كين أولسن رائد صناعة الحاسوب عام 1977 من أنه لا يتوقع أبدا أن يكون للأفراد أي استخدام للحاسوب في منازلهم.
ويضيف المقال أن التوقعات العادية هي أن قوة الحوسبة المتزايدة ستكون نعمة للبشرية “لكن ماذا لو أخطأنا مرة أخرى؟ هل يمكن للذكاء الاصطناعي الخارق أن يسبب لنا ضررًا كبيرًا؟ بل هل يمكنه أن يؤدي لانقراضنا؟
ومحاولة للرد على هذه التساؤلات، أثبت الكاتب أولا أن التاريخ يعلمنا ألا نقول أبدا “هذا مستحيل”. وأوضح أن أجهزة الحاسوب ستصبح أكثر ذكاءً من البشر، و”تلك مسألة وقت فقط ينبغي لنا أن نكون واثقين منها لأننا نرى تطور الأمور أمام أعيننا”.
وأورد المقال نتائج دراسة أجراها خبراء عام 2014 تنبأت بأن تكون هناك فرصة بنسبة 50% لأن يصبح الذكاء الاصطناعي بمستوى ذكاء الإنسان بحلول عام 2050، ونسبة 90% بحلول عام 2075.
ومن هنا يلفت الكاتب إلى أن الذكاء الاصطناعي سيتجاوز عاجلا أو آجلا الذكاء البشري، ولن يؤدي ذلك إلى أداء أفضل من البشر في كل مجالات الاهتمام فحسب، ولكنه سيتجاوز بكثير أفضل قدراتنا.
وأضاف أن فوائد ذلك يمكن تخيلها بسهولة، فقد يساعد هذا الذكاء الخارق في علاج أمراض مثل السرطان ومرض ألزهايمر، ناهيك عن القيام بأدوار أخرى مثل تنظيف البيئة.
غير أن ما يقلق الكاتب أن ثمة مبررات قوية تدفعنا للتوجس من أن يتسبب هذا الذكاء في إبادة البشرية.
ويرجح ألا تعمل أي مؤسسة بحثية في محاولة اختراع تقنية ذكاء اصطناعي تستهدف تدمير البشرية مما يعني، حسب رأي الكاتب، أن مثل هذا الاحتمال إن وقع فسيكون بدون شك عن طريق الخطأ.