القاهرة – جدل واسع شهدته مواقع التواصل الاجتماعي في مصر إثر عودة الناشط السياسي وأحد رموز ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 وائل غنيم، بعد غياب عن البلاد دام نحو 9 أعوام.
وأعلن غنيم، عبر حساباته في منصات التواصل الاجتماعي، عودته إلى مصر في زيارة أسرية، قائلا “الحمد لله على لطفه وكرمه، وصلت مصر في زيارة عائلية لأسرتي وسعيد بالتواجد وسط أهلي وأصدقائي وأحبابي، شكرا على كل رسائلكم الجميلة وربنا يبارك لكم على حبكم واحترامكم وتفهمكم”.
وأثارت عودة غنيم ردود فعل متباينة بين الناشطين والسياسيين على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حيث تصدّر وسم “#وائل_غنيم” ضمن قائمة الأعلى تداولا على منصة تويتر بعد ساعات قليلة من إعلان عودته.
تأتي عودة غنيم بعد عودة عدد من الناشطين وسط دعوة للحوار الوطني أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نهاية رمضان الماضي، لكنه استثنى لاحقا جماعة الإخوان المسلمين منها.
وتباينت ردود فعل المدونين المصريين وتعليقاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، بين من يرى أن عودة أي مصري إلى بلده، سواء أكان ناشطا سياسيا أم لا؛ تعدّ حقا أصيلا، في حين أشار آخرون إلى أن عودة غنيم وإن كانت مؤقتة تأتي بعد توقفه عن الكتابة بضعة شهور، وعدّها بعضهم صفقة ما مع النظام.
وكتب غنيم في مايو/أيار الماضي أن لديه “خبرة لا بأس بها في مجالات عملية هي تحت أمر بلدي”.
وغنيم من أبرز رموز ثورة يناير حيث كان مسؤولا عن صفحة “كلنا خالد سعيد” التي شهدت الدعوة الأولى للتظاهر في عيد الشرطة يوم 25 يناير/كانون الثاني، احتجاجا على مقتل الشاب خالد سعيد في محافظة الإسكندرية شمالا على يد أفراد من الشرطة، وهي الدعوة التي تحولت لاحقا إلى ثورة عارمة أطاحت بالرئيس الراحل حسني مبارك.
وعارض غنيم لاحقا الرئيس محمد مرسي، وشارك في الدعوة لمظاهرات 30 يونيو/حزيران 2013 التي أعقبها بيان عزل مرسي الذي تلاه وزير الدفاع وقتئذ والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
غادر غنيم مصر بعد تصاعد حملة إعلامية ضد ناشطي ثورة يناير، والتزم الصمت مدة طويلة، قبل أن يعود بصورة أثارت جدلا بين من يرى أنه مريض نفسي بسبب الضغوط التي تعرض لها، ومن يرى أنه يمثل دور المضطرب نفسيا لجذب مزيد من الأضواء التي خفتت حوله.
عاد غنيم ليهاجم النظام وأبرز المذيعين المؤيدين للسلطة، وهو ما أسفر عن اعتقال شقيقه حازم غنيم، قبل أن يُطلق سراحه إثر إعلان وائل غنيم التزامه الصمت حال الإفراج عنه.
وخاض غنيم في صورته الجديدة معارك عدة مع إعلاميين وناشطين من كل الاتجاهات، وعارض بشدة أي دعوة للتظاهر ضد نظام السيسي، وكتب أكثر من مرة عن رغبته في التواصل مع الأجهزة الأمنية، كما كثف تفاعله مع الشباب من طلاب الجامعات والثانوية العامة.
ورحب عضو لجنة العفو الرئاسي طارق العوي، عبر حسابه على تويتر، بعودة غنيم قائلا “حمدا لله على السلامة يا وائل، وانتظروا مزيدا من العائدين قريبا، وطن يتسع للجميع”.
في حين طالب عضو مجلس النواب مصطفى بكري، عبر حسابه على تويتر، بمحاسبة غنيم، واتهمه بارتكاب جرائم بحق مصر.
وأضاف بكري أن “مصر ليست في حاجه إلى هذه الأشكال التي تحولت إلى بهلوانات عارية في الشوارع تسبّ الوطن وقيادته، هذا الذي وصل إلى أرض مصر الطاهرة مكانه السجن جراء ما ارتكب من جرائم”.
وعبر ناشطون عن دعمهم لغنيم في ظل تحفظات على ظروف عودته إلى مصر والتقلبات التي شهدتها مسيرته طوال السنوات التي تلت ثورة يناير 2011، لا سيما أنه كان أحد المسهمين في الحشد للثورة.
وعلق المذيع أحمد عطوان، عبر حسابه على تويتر، قائلا “عودة وائل غنيم إلى مصر هي حقه الأصيل وحق كل مصري، ليست منحة من سلطة، ولكن هل الذي عاد لوطنه 2022 هو وائل الذي تركه في 2013؟ الفروق كثيرة وندبات النفي عميقة”.
وتساءل المغرد عز سيف “ممكن حد يفهمني إزاي (كيف) وائل غنيم يدخل مصر دون مضايقات من الأمن، بينما أنا ومثلي كثيرون إذا دخلوا مصر سيعتقلون في المطار رغم أنهم يحملون جواز سفر أميركيا، ما تفسير ذلك؟”.